لا تدرى ماذا فعلت أجنت أم ماذا .. كيف توافق على زيجة أخرى بعد ما أصابها من زيجتها الأولى بتلك السرعة .. كيف تأمن مجدداً لمن لا تعرفه .. أينعم تعلم إنه ذو ظل خفيف و قلب حنون بعد جلستهم بالأمس ! ولكنه لم يتكلم عن نفسه تعرف عنه القليل والقليل جداً فى الواقع .. ولكنه قريب فيصل ومصدر ثقته كما أخبرها فيصل عندما علمت بخبر عملها معه .. كان يطمئنها وهى تثق به .. يكفى انه الشخص الوحيد الذى وقف بجوارها عندما لم يفعل أحد .. نظرت للذى ركب السيارة بجوارها للتو محتلاً مقعد السائق فاركة يديها بتوتر لم تستطع إخفائه .. أرتفع حاجبه بمكر وهو يتابع توترها المعزز لثقته الذكورية .. أقترب منها قليلاً و وهمس : مبروك يا عروسة
نظرت له بجانب عينيها وهمست بخفوت : الله يبارك فيك
ظل ينظر لها وهى مطرقة الرأس مم زاد من ضربات خافقها حتى كادت تخشي أن تصله أصوات تلك الخفقات بوضوح
رفعت فيروزيتاها نحوه فهالها الجمر المشتعل بمقلتيه .. أطرقت برأسها فاركة أناملها بتوتر .. قرر أخيراً أن يرحمها ويرحم نفسه من الأجواء المشتعلة بينهما حرك يديه أمام وجهه محاولاً إطفاء الحرائق التى أشعلتها بداخله جنيته وهتف وهو يزيد من درجة المكيف : هو الجو ماله حرر كده ليه
نظرت له وهتفت ببرائة ذاهلة وهى تحتضن نفسها : شو ! المكيف مبرد الجو فى السيارة أنا بردت كتير
أدار محرك السيارة هاتفاً : أنا بقول نمشي أحسن ما أرتكب فعل فاضح فى الطريق العام إسترها مع عبيدك يااارب
صمت لفهما طويلاً فقررت الكلام متسائلة : لوين بدنا نروح
صقر محدقاً فى الطريق أمامه : هنروح مول نشترى شوية هدوم لينا علشان هنروح الدراع
بتول ببلاهه : شو
قهقه صقر هاتفاً : الدراع ده المكان الى عايشين فيه أهلى مش الدراع الى فى دماغك وأرجوكى من غير تريقة العملية مش ناقصة
ضحكت بانطلاق ولأول مرة يراها تضحك بتلك الأريحية أمامه .. إبتسم متابعاً طريقه وفى عقله يتمنى من الله أن تمر تلك الزيارة بسلام
..................................................
وصل لبيت العائلة والذى كان أشبه بقصر منه بيت فقد كانت تطالع ما حولها بإنبهار لم تغفله عينا الصقر المترصد لكل لفتة منها .. تنظر للحديقة الواسعة و الأشجار العملاقة التى بدت لعينيها أثرية .. أجفلت عندما إستمعت لصوت صهيل فالتفتت نحوه هاتفة بحماس : عنكم خيل يا الله كتير بحبن
نظر لها بتساؤل : بتعرفى تركبى خيل !
حركت رأسها نفياً وقد إلتوى ثغرها بطفولية محببة هامسة : لا ما بعرف بس بحبن
ضحك صقر حتى ظهر جلياً شق ذقنه من خلف لحيته الخفيفة مما جعلها تتأمله بدون وعى
شعر بتأملها له فنظر لها هامساً : عجبك
أجفلت بتول هامسة : شو هو !
صقر غامزاً بخبث : الخيل
توترت ملامحها وأشاحت ببصرها بعيداً عن تلك الكتلة الصارخة الرجولة المسماه زوجها
دلفا الى ذلك المسمى قسراً بيت فاقترب منها مخللاً أصابعه بين أناملها بتملك دفع بالإحمرار الى وجننيها
إندفعت إمرأة خمسينية نحوهم ترتدى جلباب طويل أسود اللون وحول وسطها يلتف وشاح مزركش فى لفتة بدوية أصيلة هاتفة : وي صقر
صقر باسماً : إزيك يا أم مبروك
أم مبروك بسعادة لعودة ذلك الإبن الضال : الحمد لله
ثم تحولت نظراتها للفضول عندما لمحت تلك الفتاة الممسك بها صقر وكأنها طوق نجاته ..
لمح صقر تساؤلها الصامت فترك يد بتول محتضناً كتفيها بتملك معرفاً : مراتى
إتسعت مقلتا المرأة بهلع ولطمت صدرها هاتفة : يا حر قلبى ( يا ويل قلبى )
نظرت له بتول باستفهام فهمس مائلاً على أذنها : دى منبهرة بجمالك متبقيش دقيقة أوى كده
إبتسمت لها بتول وهمست بخجل : شكراً
فرغت أم مبروك فاها ببلاهه فتكلم صقر : لا مش وقت ذهولك دلوقتى ثم أشار بيده للخارج : الشنط فى العربية خلى حد يدخلهم يا خالة
وبدون كلمة حث بتول على الحركة ممسكاً بيدها فى الوقت الذى نظرت أم مبروك لظهرهم هامسة بخوف : يا عساها ما تجينى فيك ( لا أرانى الله فيك ما يفجعنى )
أنت تقرأ
وطنى الغريب
Historia Cortaقد تشعر بالغربة فى وطنك وقد تشعر بالغربة بعيداً عنه . ستبحث دوماً عن مأوى وملاذ ترنو إليه ويحنو عليك . الوطن مكانة لا مكان . قد تتعدد البلدان ولكن أبداً لن تتعدد الأوطان .