النظير

201 21 23
                                    

كانَ شاباً وسيماً حقّاً،وأعتقد أنّه يشبهني.
إلّلا أنّه شاب،وأنا فتاة.
وله شعر أسود طويل حريري، ولي شعر بني مموّج وقصير.
كانت عيناه سوداوتان ممتلئتان بالبرود، أمّا عيناي زيتيتان وممتلئتان بالحيوية والحبّ.
كانت بشرته ناصعة البياض، وبشرتي سمراء.
ولكنّني أشعر بأننا متشابهين.
بأرواحِنا.

عام 1450.
بريطانيا.
عند المساء، تهطل الأمطار بغزارة، وتركض تلك الأنثى الحيويّة لداخل منزلها.
تمسك بمنشفة لتجفف نفسها ثمّ تصعد للأعلى، تشعل الشمعة وترمي نفسها على السرير قائلة: ها قد بدأنا.
في اليوم التالي، تقفز الفتاة من خارج منزلها نحو عربة الأحصنة التي تنتظرها وتقول: لقد أتيت.
كان بيدها حقيبةً ما.
فتدخل للعربة التي بداخلها رجل ينتظرها ليقول: المحامية يارا، طاب صباحكِ.

يارا بابتسامة: طاب صباحك، اليوم عملي مع شخص يدعى نار.
أظنّه يشتعل حماسة.
الرجل: نعم، الشاب الذي قتل خمسةَ أشخاص بهدف الإنتقام لعائلته.
وبعد مرور وقت ليس بطويل.
الرجل: آنسة يارا، آنسة يارا لقد وصلنا.

تنزل يارا بعد أن استعادت ابتسامتها لتدخل للمحكمة.
وتدخل لباب القضاء مباشرةً، لتتمركز مكانها وتنظر للمتهم، كان بارداً حقاً وشعره بال وطويل، وهزيل الجثة قليلاً.
يارا بنفسها: أهذا هو نار؟
عكس اسمه تماماً.

فيضرب القاضي بمطرقته ليصمت الجميع، فيمسك ورقاً مصفرّاً ويبدأ بالقراءة:نار العمر ثمانية عشر.
قبل ثمانية عشر سنةً تقريباً،تم القضاء على عائلتك بالكامل.
لم تدري أنت بأي شيء لأنّك كنت رضيعاً،أكملت حياتك بميتم ومن ثم قررت العيش وحدك.
فينظر القاضي بعيناه كالنسر الجارح نحو نار،لكنّ نار لم يحرك ساكناً،لا بالتأكيد لتلك المعلومات،ولا بالنفي.

فيكمل القاضي: امتلكت معلومات من سمسار أو أيّاً كان، بأنّ عصابةً ما ، هي من قتل عائلتك ، وذهبت وقضت عليهم جميعاً.
كَيفَ تدافع عن نفسك؟

نار: لن أدافع عن نفسي.

فينظر الجميع له باستغراب.

فترفع يارا يدها بغية الكلام ، لكن القاضي يصيح: أنا أكلم المتهم،لديك وقت للكلام به أيها المحامي.

فَتُنزِلُ يارا يدها وكأنها ستنفجر،فتقول لنفسها: لن أستخدم جميع بطاقاتي الرابحة ، إنّني بحرب،يجب أن أخطط جيداً.

وتقول للمتهم: مابالك أيها الأحمق ، لا تدافع عن نفسك أبداً.
أأنتَ بكامل قواك العقلية؟

القاضي: سيتم تأجيل المحكمة حتى إشعار آخر ، إنّ المتهم ليس بوعيه ، سيتم سجنه حتى يحين موعد المحكمة القادمة

لكن نار لم يحرّك ساكناً ، كانت يداه مربوطتان،ليمسكاه رجلين ويسحباه.

فتعاود يارا رفع يدها وتقول: هل أستطيع أن أزوره؟

قِصَصٌ قَصِيْرَةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن