قِصَصٌ قَصِيْرَة

الأمانة

تَمّ نقل القصة لهذا الكتاب لقصرها.

وأخيراً الأمانة هي إحدى الأخلاق التي يفرضها الإسلام على متّبعيه.
قال تعالى: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا {٥٨}
سورة النساء.

هكذا أنهيت مشروعي عن الأمانة وأهميتها في وسطنا وعالمنا هذا.
كانت حياتي بسيطة حقاً وجميلة،إلى أن قرر أحمد الكتابة عنّي.
أظنّه سيلعب بي قليلاً بفصل واحد ويذهب لرواياته الطويلة.
لا أدري ماذا يفعل بي وماذا يمكن أن يحصل،لكنني سأبقى أمين.
لم أقل لكم،أنا أدعى أمين.
تخرجت من المدرسة الثانوية منذ بضعة أشهر وأدرس الهندسة المعمارية.
لا أنصحكم بها فهي صعبة حقاً.
مثلما قلت لكم،أظن أن حياتي بهذا الفصل الذي كتبه أحمد،سيقلبها رأساً على عقب.
سأحاول مجاراته.

يفتح أمين عيناه وهو مستلق على السرير ليقول: هل حان الوقت؟
قال تلك الكلمة لأن جرس الساعة لا يتوقّف.

فيمسك بالساعة ويحاول إيقافها وهو يقول: أملك القليل من الوقت بعد.

لكن الساعة لا تتوقّف.
فيصدم أمين ويقف ليمسكها.

نعم،إنّ الوقت نعمة من الله لا يجب عليك إهدارها.

هذه الجملة قد ظهرت بين قوسين على رأس أمين.

أمين بانزعاج: قلت لكم،أنّه أحمد.
هل هنالك المزيد؟

لتخرج فوقه جملة تقول :من يعلم؟!

أمين: سحقاً لك.

فتخرج جملة أخرى تقول: احفظ لسانك،أنّه من أهم النعم التي أنعمها الله عليك،سيتحدّث وحده يوم القيامة،كُن حافظاً لجسدك بأكمله فهو أمانة من ربّك إلى يوم مماتك.

أمين بعد أن أغلق فمه بيداه: حسناً حسناً.

ويغسل وجهه ثم يرتدي ملابسه وأخيراً يعد بضع لقيمات ليأكلها ويخرج بوقت مناسب نحو الجامعة.

لكن قبل أن يغلق بابه،يصل له رجلاً شيب رأسه يوضّح أنه كبير بالعمر،فيقول أمين بفرح: عمي!
متى عدت من السفر؟

أما بقلبه يقول: انتظروا انتظروا لحظة،ليس لدي عم!
أنت من فعلته الآن يا أحمد أليس كذلك؟

فتظهر فوق رأسه جملة مكتوب عليها: احفظ أمانة عمك الآن.

نعم،فقد كان عم أمين يقول له أن ابنته ستدرس بجامعته نفسها وتحتاج لوقت جتى تعثر على منزل،ويريد منه أن يبقيها بمنزله حتى تعثر على واحد.

كانت خلفه ترتدي فستاناً اسلامياً خمري اللون وحجابها كان أيضاً خمري اللون مع بعض الزخرفة السوداء.
أما وجهها العربي،يبرز جماله بالكامل.