صوتُ خطوات الأقدام فوق الأرض عالٍ، وعلى الرغم من أن صوت قطرات المطر مريح للأعصاب، غير أنّه وفي هذه الحالة، ليس أكثر من مجرد عنصر يزيدُ الإزعاج.
مشهد العاشقين رائعٌ حين يقبل أحدهما الآخر تحت المطر. أخرجتُ الكاميرا وشرعت في التقاط صور لكل شيء يعجبني في هذه المدينة التّي تبدو ساحرة وغريبة أطوارٍ.
التفاصیل مهمة لأنها دائِما ما تلفت عیني المصور. يجب أن يمتلك قوة تركيز عالية وعيني صقر تلتقط تفاصيل التفاصیل، إذا أراد الاحتراف.
يا هاري، لم تمسّ يداك آلة التصوير خمسة أعوام، والآن حين تعود إليها بعد إلحاح «براد» وتنفث الغبار من معداتكِ القديمة، فإنها تباع بأثمن الأسعار؛ لقد كانت مُلك هاري ستايلز، واحدٌ من أكثر مصوري أمريكَا احترافًا. بدّلتَ تلك المُعدات بأحدث منها، وهأنت ترجع إلى ما كنت عليه: مصور تجذِبُه التّفاصيل.
هدأت الأمطار رویدًا رویدًا وحان وقت التحرك، أجُرُّ قدميَّ نحو هذا الثنائي بخطواتٍ تزعج من یسكن تحت الأرض، سيدركون أن الذّنب ليس بذنبي، ولكني أعتذر على أي حال.
قلتُ مقدِّما نفسي إلى ذلك الشّاب الذي يبدو في العشرينيات من عمره: «معذرةً، اسمي هاري د، وأنا مصورٌ أمريكي مشهور إلى حدٍ ما».
«مرحبًا، كيف يمكنني مساعدتك، أيها المصور؟» قال الشّاب وقد ارتسمت على وجهه ووجه حبيبته ملامح الاستنكار والتساؤل؛ فمن هذا الأحمق الذي أوقف قبلتهما، التّي قد تكونُ القبلة الألف بعد المليون، على ما أعتقِد!
«في الواقع، لقد ساعدتني» تحدثتُ وعلى وجهي ابتسامة خفيفة. لمحتُ أعينهم وهي تتسع من غرابة ما سمِعاه.
«لقد التقطت لكما صورة، بينما كنتما تقبلان بعضكما. أعلم أن هذا ليس من حقي؛ أعتذِرُ، ولكن منظركما كان جميلًا للغاية وسط تلك الأجواء، وأنا هنا أطلبُ الإذن لوضعها في معرضي المقرر اِفتتاحه مع بدايات العام القادم» قلت ببشاشة، منتظِرًا الرّد.
«وكي-» قاطعت الشابّة حبيبها الذّي كان على وشك أن يتهكم علي بالكلمات والضّرب، قائلة: «لحظةً يا بيركس، هلّا أريتني الصورة، من فضلك؟»
«بالطبع!» أخرجت الكاميرا وأريتها الصور الثلاثة التّي التقطتها وأخبرتها أيّها أفضّل.
«بالتّأكيد! هذا مذهل! يا إلهي... أعني هاري ستايلز سيضع صورة لنا في معرضه القادم، بعد اختفاء دامَ خمس أعوام! أظن أنه سيكون معرضًا لا يتوقف فمٌ عن الحديث عنه. بالمناسبة، أنا معجبةٌ كبيرة بك، وسافرت مراتٍ عديدة كي أحضر معارضك. أنت فنان القرن الواحد والعشرين، وأظن أنّ الصورة المفضلة إليك هي الأفضل كما أنّها لا تظهر ملامحنا وهذا مثاليّ!» تكلمت تلك الشّابة دون راحة أو تنفس، ثم توقفت لطلب قليلٍ من الهواء وأردفت:«أيمكنك أن توقع على يدي؟» أظّن أنها معجبة حقًا!
أنت تقرأ
Healing Meret إشفاء ميريت √
Fanfictionمُصوِر عالمي مُعتزل مُنذ 5 سنوات لأسباب غامضة. دعوة لمدينة أسطورية تُعيد تفكيره في مجاله وعودته، لَم يستطِع أن يرفض الدعوة فَبدأ كُل هذا في تغيير نظرته عَن الحياة وتورط مع ميريت -الفتاة الثملة التي جمعه القدر بها- بإرادته. تذكرتان لباريس وثلاثة أشهر...