الفصل السابع

4.9K 464 137
                                    

بين إقلاع الطائرة وهبوطها لم تشعر ميريت بشيء؛ لأن رأسها استسلم ومال على كتف هاري، واستقبلَ أحلامها بصدر رحب. كان هاري ينظر إليها من حين إلى آخر، ثم يعود إلى متابعة الفيلم الذّي يعرض على الشاشة أمامه. وحين حلّ منتصف الليل في باريس، بدأ بقراءة كتابه المفضل: (كيفية قتل الطائر الطنان) حتى هبطت الطائرة. أنذرها بهدوء أنهما قد وصلا إلى باريس.

«مرحبًا بكِ في باريس» قالَ هاري بينما يعبث بشعر ميريت بشكل بطيء.

«هل وصلنا؟» سألت ميريت وهي تتثاءب.

«في الواقع لا، هؤلاء الركاب فقط يغنون أمامنا، سنصل بعد ما يقارب النصف ساعة.»

 أومأت ميريت وعادت إلى النوم في سلام تام. 

_

تطلب الوصول إلى الفندق من المطار حوالي نصف ساعة، أكملت فيها ميريت نومها على كتف هاري في سيارة الأجرة إلى أن وصلا إلى غرفتهما، وكان المساء قد حل، فنامت ميريت دون أن تبدل ثيابها، أما هاري فقد سكب كأسًا من الشامبانيا الباريسية الفاخرة، وجلس أمام النافذة يسترجع ذكرياته في هذه المدينة، التي مهما زارها لا يستطيع أن يملّ منها. كان يتأمل المناظر المحيطة، كالازدحام المروري وبرج إيفل الذي يقف شامخًا أمام كل تلك الضوضاء، وسيل من الذكريات نزل فوق رأسه؛ فكان يتذكر ويشرد بعيدًا في الزمن، تذكر أديل العارضة الباريسية، التي كانت لا تمثل له القليل فقط، وتذكر فيكتور صديقه، وتذكر فرانسوا مالك الحانة التي كان يتردد إلبها حين لم تسر الأمور مع أديل بشكلٍ سلس.

وكما قرر أن يصحب ميريت في رحلة علاج أوروبية، تزيل الهموم المحيطة بها. قرر أنه في صباح اليوم التالي، لن يكون كل ما يتعلق بباريس خاصًا بأديل فقط، بل ستكون هذه  الرحلة هي رحلة محو آلام الماضي، بالنسبة له.

-----------------

في صباح اليوم التالي استيقظت ميريت على صوت إيديث بياف، وأشعة الشمس تنسابُ على عينيها من شرفة الغرفة، منبّهةً إياها حتى تنظر إلى المنظر الرائع الذي تطل عليه الشرفة، بالإضافة إلى وجود هاري هناك، وهو يدندن مع إيديث ويحدق بها.

«صباحك سكر أيتها الجميلة النائمة، هل يمكن لأميرتنا أن تقبل هذه الوليمة المتواضعة؟» وجه هاري بصره إلى ميريت بينما يتواضع بحركات دراماتيكية كوميدية.

«عادة، لا أقبل ولائم عامة الشعب، ولكني سأتنازل هذه المرة» أجابت ميريت بابتسامة شقية واتجهت إليه.

«حسنًا، أريد منك أن ترخي أعصابك، ووتختاري مشروبك المفضل؛ لأني سأريكِ باريس كما هي في الأفلام الكلاسيكية» تكلم هاري في حين جلست ميريت أمامه، ثم منحها وردة صغيرة.

Healing Meret إشفاء ميريت √حيث تعيش القصص. اكتشف الآن