الفصل الثالث

5.5K 542 49
                                    

الشمس في هذه البلدة دافئة وجميلة، على عكس شمسِ نيويورك. أزاحت فتاة حسناء الستار، وكان هذا كافيًا لإيقاظي، فركت عيني بيدي المتكومتين حتى تتضح الصورة، فهناك، في الطرف الآخر من الغرفة، تقف تلك الحسناء التي أفرطت في الشرب كثيرًا، تبتسم لي.

«سأدفع لك أي مبلغ تريد، ولكن لا تخبر أحدًا أنك أمضيت ليلتك هنا في غرفتي، لا أريد لأبي أن يغضب حين يعرف أني جعلت رجلًا غريبًا ينام في فراشي قبيل عرسي بوقت قليل» همست وهي تقترب مني مبتسمةً.

«نسيت أن أقول لك صباح الخير أو شيئًا من هذا القبيل» قالت وهي تمد يدها إلى الكاميرا بعد أن لاحظت أني أبحث عن شيء ما.

ما هذه البلدة الغريبة بحق الجحيم!

«حسنًا سيدتي، بالمناسبة أدعى هاري ستايلز، وأنا مصور العرس، لن أخبر أحدًا أني أمضيت ليلتي هنا، ولن أفصح عن أسرارك التي بحت بها تحت تأثير الكحول. ولكن لا شيء دون مقابل» أجبتُ وأنا أُنزل قدمي اليمنى ثم اليسرى من الفراش، وأقف ناظرًا إلى المرآة المقابلة وعلى وجهي ابتسامة بسيطة.

«قبل أن أعرف ما الذّي تفوهت به البارحة، كم تريد من المال!» قالت الشقراء.

«هل أبدو شخصًا يحتاج إلى أموالك؟» قلت بنبرة باردة وقِحة، وأنا محتفظ بابتسامتي الهادئة.

«ما أريده في المقابل، هو وضع صورتك التي اِلتقطتها يوم أمس في معرضي»

«أرني الصورة ثم نقرر» قالت الفتاة وأمسكت بالكاميرا، فأريتها الصورة.

«موافقة، ولكن بعد ثلاثة أشهر على الأقل» صرّحت وجلست على طرف الفراش، مُشيرة إليّ حتى أجلس بجانبها.

«اِتفقنا.»

جلستُ ومددتُ يدي لها بروتينية لكي نتصافح، وتمَّ هذا.

«حسنًا، ما الذي تفوهت به البارحة؟» تابعت الفتاة الجميلة الكلام بينما تنظر إلى عيني، إن كنت قابلًا للوقوع في الحب، لكنت وقعت في حبها بالتأكيد، ولكني لا أراها سوى صورة جميلة تسر الناظرين.

«أنك رأيته في الفراش مع أخرى، وأنك وافقتِ على الزواج به حتى تنالي مرضاة والدك لا غير، وأشياء أخرى عن كونه أحمق عديم الفائدة وغبي» قلت بهدوء تام وأنا أنظر للعدم.

حسنا، أعترف: لست جيدًا في محاورة الفتيات وأتوتر كثيرًا.

«وهمستِ كثيرًا بـ(أنقذني أيها الغريب) أستطيع إنقاذك إن أردت» قلت وأنا أحدقّ بقدمي المهتزين بطريقة هستيرية.

«أرجوك أنقذني...» أجابت وبدأت عيناها بذرف الدّموع

Healing Meret إشفاء ميريت √حيث تعيش القصص. اكتشف الآن