الفصل السابع

4.6K 83 1
                                    


كانت يده لا تزال تداعب شعرها الناعم فأغمضت عينيها لتحصر كل انتباهها بهذه المشاعر التي تولدها لمساته... وعندما صبحت أكثر جرأة حاولت أن تبعده عنها لكن ذلك زاد من إصرار دوغ
أبدا, بعد سام, لم يجرؤ أي رجل علي ذلك. استسلمت لرغباتها وهي تشعر بسعادة من شدة انفعالها .
وبعد قليل أدركت ما حصل لها تحت تأثير الصدمة ...
ثم فتحت عينيها ووجدت دوغ يتأملها بحنان فهمست" أنا أبدا لم يسبق لي..."
" لم يسبق لك أن شعرت هكذا؟" دهش دوغ لأنها كانت متزوجة ولأنها تكتب قصصا عاطفية ولم يسبق لها ان عرفت السعادة الحقيقية " أنا سعيد ساشا لأنني اكتشفت انني الوحيد الذي جعلك تكتشفين هذا , انه شعور جميل ولا داعي للخجل..."
"أشعر وكأنني مجنونة فأنا لا أعرفك جيدا ومع ذلك تركت نفسي بين ذراعيك .. ان لديك خبرة كبيرة وكنت تعرف ماذا سيحصل لي عندما تبعتني؟"
" وأنت أيضا كنت تعلمين وأنا لست غريبا وأنت, استسلمت لي لأنك كنت ترغبين بذلك وكنت خائفة من رغباتك"
" دوغ أنت لم ...أعني إننا لم ..."
" هذا ليس مهما أؤكد لك ... سنمارس الحب عندما نكون نرغب بذلك حقا" ثم أمسك بوجهها بين يديه" ساشا صدقيني , كنت أريد هذا المساء أن تكوني سعيدة..."
في هذه اللحظة سمعا رنينا من الطابق العلوي
انتفض دوغ مرعوبا" ما هذا؟ أهو المنبه؟"
" قد أكون أدرته بطريقة خاطئة.."
" ساشا لقد وعدتني بزيارة الجزيرة في أي ساعة أمر عليك غدا؟"
" لدي عمل كثير , وأعتقد أنك أصبحت تعرف الجزيرة جيدا"
"بإمكانك أن تعملي طيلة فترة ما بعد الظهر , وسأمر عليك في الساعة الثالثة"
ثم اتجه نحو الباب وعاد والتفت ليسمع جوابها 
"حسنا , في الساعة الثالثة"
نهضت ساشا بعد أن سمعت هدير محرك سيارته يبتعد وأطفأت الأنوار وتأكدت من أن الأبواب كلها مغلقة وصعدت الي غرفتها وهي تتساءل ماذا حصل لها؟ لماذا ترتبك عندما يقترب منها؟ لماذا استسلمت له ووافقت علي الخروج معه غدا؟
تنهدت ودخلت غرفتها ثم توقفت فجأة مذعورة.
ان فرشتها كانت ملقاة علي السرير علي غير العادة وكانت زجاجة عطرها مفتوحة ... وتذكرت ساعة المنبه التي دقت منذ قليل ... وكتابا مفتوحا علي المدفأة , تلفتت حولها جيدا ليتأكد من عدم وجود أحد في الغرفة.
كل هذا مجرد صدفة , لا يجب أن تخاف ...لابد أنها أصبحت شاردة الذهن أثناء كتابة بداية روايتها الجديدة
منتديات ليلاس 
لم ينم دوغ جيدا تلك الليلة واستيقظ باكرا وشرب قهوته بسرعة وخرج ليقوم بنزهة علي طول الشاطئ , عادت له ذكريات السهرة عند سلايتر والساعات التي تلت ذلك , ساشا تبدو له صعبة... وهو لا يفهم حقيقة مشاعره الخاصة وهو سعيد بأنها شعرت بالسعادة معه وتساءل كيف كان زوجها يعاملها ...هل كان يضربها ؟ هل كان يغتصبها؟
ضرب برجله علي الرمال انه كان يريدها لكنها كانت تبدو خائفة وهو لا يريد ان يزيد من مخاوفها , يجب ان يكون صبورا ولطيفا معها كي تتمكن من نسيان الماضي.
ان قبلة واحدة كافية لجعلها ترتجف وهو يعلم ذلك.

بعد ذهاب دوغ نامت ساشا ولكنها رأت عدة أحلام مزعجة وكوابيس مخيفة وعندما استيقظت تناولت إفطارها وهي تفكر بالساعة الثالثة وشعرت بالخوف من توطيد علاقتها بدوغ لأن هذه العلاقة ستنتهي بصدمة كبيرة من السهل العيش مع الأحلام ولكن قد يلي ذلك خيبة كبيرة.
لم تستطع الكتابة ولا القراءة وكان كل تفكيرها منصبا علي ما سترتديه اليوم وأخيرا ارتدت بنطلون جينز وكنزه طويلة 
في تمام الساعة الثالثة كان دوغ يدق الباب 
"هل أنت جاهزة ؟يجب ان ترتدي شيئا أكثر دفئا من هذا "
فتناولت معطفها وتبعته الي السيارة 
" الي أين سنذهب ؟فأنت الدليل يا ساشا"
" الي الطريق الجنوبي حيث المناظر جميلة والازدحام قليل"
" كيف تعرفت علي سلايتر؟"
" وكيلتي في دار النشر, ديان ديسونزا عرفتني عليهما عندما جئت الي هنا"
" وكيف تعرفت علي ديان؟"
" لقد عرفني عليها صديق مشترك , واهتمت بكتاباتي"
" وهل هو كاتب ايضا؟"
" لقد نشر كتابا وحتي الآن لم ينته من كتابه الثاني , سيمون شخص لطيف انه يضيع طاقته وهو خلق من اجل المسرح ...انه ممثل بارع... وكنت في تلك الفترة منهارة جدا وذلك بعد ...طلاقي وكنت اشعر بالوحدة"
" وهل ساعدك سيمون علي استعادة ثقتك بنفسك؟"
" تقريبا..."
"أليس لديك عائلة؟"
"بلي, لقد خيبت أملهم مع انني حاولت ان أكون امرأة مخلصة ومطيعة... ولكنني كنت بحاجة لشيء آخر ...للحب للإخلاص ... ولكن هذا يعتبر عالم آخر بالنسبة لهم..."
" يجب ان يكونوا فخورين بك الآن"
"لا ... ان والدي مزارعان يعملون بشكل متعب وقاسي ولا يحبون الحالمين"
" وهل تعتبري نفسك حالمة؟"
" اعتبر نفسي مثالية وبعد رحيلي عنهم لم أحاول رؤيتهم ولا اعتقد بأنني أستطيع العودة والاستماع الي نصائحهم عن الأخلاق و..."
" ولكن الا تشتاقين لهم؟"
" كل ذكريات طفولتي مرتبطة بهم... ولكن الحياة تتغير ... المال أصبح نادرا والزراعة لا تكفي .. ولكن لم يكن يجب علي ان أزعجك بهذا الحديث"
" علي العكس أنا أجدك مثيرة جدا حدثيني كيف بدأت بالكتابة"
" في المدرسة كنت الأخيرة في صفي , فنصحني سيمون بترك الدراسة وهكذا عملت في احد المطاعم الصغيرة وكنت اقرأ كل ما يقع تحت يدي وعندما بدأت الكتابة أقنعني سيمون بان انشر كتاباتي وذات يوم قبلت مخطوطاتي ..."
" وأصبحت كاتبة مشهورة"
فاحمر وجهها ونظرت من شباك السيارة
"شكرا لك ساشا , لأنك رويت لي كل هذا انه شرف كبير لي"

"" وأصبحت كاتبة مشهورة"فاحمر وجهها ونظرت من شباك السيارة"شكرا لك ساشا , لأنك رويت لي كل هذا انه شرف كبير لي"

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
 العنف لا يجدي - كلوديت فاغنر - روايات عبير الجديدة ( كاملة )     حيث تعيش القصص. اكتشف الآن