الفصل الثاني عشر

3.9K 80 0
                                    


ثم نهضا ودفع دوغ الحساب وخرجا من المطعم وبينما كانت ساشا ترتب حقيبة يدها وقع منها الظرف الذي فيه رسالتها لوالدتها وكانت ساشا متأكدة انه عرف لمن هذا الخطاب الا أنه لم يطرح أي سؤال وسرت ساشا لصمته لأنها حتي الآن لم تستطع فعل أكثر من كتابة الخطاب.
وبدون شك بعد أن روت له هواجسها أصر دوغ علي مرافقتها الي داخل المنزل وأشعل كل الأنوار واطمئن الي كل شيء قبل ذهابه.
"كل شيء علي ما يرام" قالت له ساشا ضاحكة" وبعدك سأقفل الباب باحكام"
قبلها دوغ بلطف ثم ما لبث قبلاته أن أصبحت مثيرة أكثر وذلك لم يكن في نية ساشا ولا في نية دوغ ولكن هذه السهرة اللطيفة ولدت لديهما مشاعر بالرغبة القوية وأحست ساشا بأنه يرتجف وهو يقبلها ويطلق تنهدتات عميقة.
"أوه يا الهي يجب أن أذهب والا لن يمكنني أن أتمالك نفسي أكثر, سأتصل بك غدا"
أشارت له برأسها وظلت تنظر اليه الي أن أدار محرك سيارته وابتعد فلافعت يدها وتحسست شفتيها ثم دخلت وأقفلت الباب باحكام كما وعدته ثم جلست علي طاولتها كي تتابع عملها ولكنها بعد نصف ساعة شعرت بالنعاس ودخلت غرفتها ونامت نوما عميقا.
عندما استيقظت في صباح اليوم التالي كانت لا زالت تفكر بدوغ فشربت القهوة وجلست وراء الطاولة وانكبت علي الكتابة ولاحظت أن طريقة كتابتها أصبحت أسهل وهذا الكتاب سيكون مختلفا وأكثر اثارة من غيره ولقد تطورت علاقة الشخصيتين من صداقة بسيطة الي حب حقيقي.
لقد أنهت تسعين صفحة وهاتين الشخصيتين انجرفا في قصة حبهما واستسلما لرغباتهما والنتيجة ستكون اتحاد روحيهما في سعادة سحرية.
منتديات ليلاس
أغمضت عينيها وتنهدت بعمق وتذكرت وجه دوغ وتمنت لو أنها ذبابة تراقب حياته كما تراقب هي هذه السطور, ماذا يخبئ لهما المستقبل؟ هل سيواجهان تجربة كما سيحصل لأبطال قصتها في الصفحات القادمة؟
نهضت وفتحت براد غرفتها انها الساعة الرابعة تقريبا ولاحظت لأول مرة أن السماء تمطر بغزارة يجب أن تتابع عملها ولكنها تشعر بالبرد ووضعت الشال الصوفي علي كتفها, وأخذت تتساءل هل يمكن لأحد ما الحاق الأذي بها؟ ولماذا؟ ألديها أعداء لا تعرفهم؟ من؟ انها لا تستطيع تصور أحد يريد لها الشر.
ولكن حصلت لها أشياء غريبة قبل معرفتها بدوغ, هل كل ذلك مجرد صدفة؟ ولكن كل حدث بسيط أصبح صعبا تتحمله, وعلي كل حال, ان الشخص الذي يلاحقها قد قرأ كل كتبها بالتأكيد وتساءلت أيمكن أن كل هذا الذي تكتبه قد يحصل لها؟
كثير من الأحاسيس التي تكنها لدوغ شعرت بها بطلة قصتها الحالية ورغم أنها لا تعرفه كثيرا الا أنه استطاع أن يوقظ عندها أحاسيس كانت تجهلها تماما وأدركت أنها تتمني من كل قلبها أن يدخل دوغ حياتها وأن يبق الي الأبد....
وفجأة انطفأت الكهرباء فتذكرت ساشا فورا روايتها وأحلام الشيطان وكان خط الهاتف مقطوعا.
حاولت ساشا استعادة أنفاسها وبعد قليل عاد الضوء الي المنزل فأقنعت نفسها بأن هذا كله بسبب المطر والهواء القوي. 
فدخلت الي الحمام وأخذت حماما ساخنا ثم تناولت فطورها وقررت أن تشعل المدفأة ولكنها لاحظت أنها فارغة وأنه لا يوجد حطب في المنزل, فاتجهت فورا نحو القبو وبعد أن أشعلت النور نزلت الدرج وعندما وصلت الي الدرجة الثالثة شعرت أن الدرجة الخشبية ليست ثابتة وهي تهتز تحت قدميها وانزلقت رجلها بسرعة وكادت المسامير أن تجرحها بشكل خطير.....
هذا ليس مجرد صدفة من المؤكد أن أحدا دخل بيتها ونزع تلك المسامير ولكن متي؟ فنظرت حولها كي تتأكد من أن كل شيء في مكانه ثم صعدت بسرعة وقررت أن تهرب من هذا المنزل بأقصي سرعة لا يمكنها أن تبقي فيه لحظة أخري وهي تفكر بأن أحدا يحاول الحاق الأذي بها....
وبسرعة اتصلت بماجي كي تعرف منها عنوان دوغ ثم ركبت سيارتها وانطلقت بسرعة نحو منزل دوغ وعادت اليها كل الحوادث الصغيرة التي تشغل بالها , الكتاب الذي وجدته مفتوحا فوق المدفأة ,فرشاة أسنانها التي علي السري والآن درجة السلم في القبو, ولاحظت أنها كانت دائما خارج المنزل عندما يحصل لها ذلك اذا لابد أن أحدهم يراقب تحركاتها وهذه الفكرة جعلتها ترتجف من الخوف.
منتديات ليلاس
كان دوغ يتحدث علي الهاتف مع أحد عملائه عندما رن جرس الباب ولم يكن يرغب في قطع مكالمته لابد أنه ساعي البريد, ولكنه عندما لاحظ اصرار الطارق علي بابه قطع مكالمته رغما عنه واتجه نحو الباب وكانت دهشته كبيرة
"ساشا"
كانت تلك المرأة التي التقي بها أول مرة, شاحبة وشعرها مبلل من المطر
" يا الهي ساشا ادخلي بسرعة"
"الحمد لله لأنني وجدتك بالمنزل, كنت خائفة جدا أن لا أجدك عندما أكون بحاجة لك"
دعاها دوغ للجلوس وسألها بقلق
"ماذا حصل؟"
"أوه دوغ..." وتساءلت هل سيصدقها؟ وترددت وفقدت شجاعتها للبوح له بمخاوفها.
لكنه أسرع وتناول منديله وناوله لها فاطمأنت أكثر" أنا...أريد أن ....أنا خائفة, أشعر بخوف كبير دوغ"
" ولكن تخافين من ماذا؟"
" لقد حصل لي شيء آخر هذا الصباح وقد أكون أتخيل ذلك ولكني حقا خائفة...." وكانت ترتجف.
فضمها دوغ الي صدره وأحاط كتفيها بيده وبيده الأخري تناول سماعة الهاتف التي كان قد تركها جانبا" غرازيه؟ سأتصل بك فيما بعد, أنا آسف" ثم أقفل السماعة
" أنا آسفة دوغ لم أكن أريد ازعاجك .... ان هذا سخيف حقا...."
" لا يوجد أي شيء سخيف عندما يتعلق الأمر بك, ألم أقل لك بأن تتصلي بي عندما تشعرين بحاجة لي؟"
" ألم تكن تتوقع أن تراني أمام بابك؟"
" كيف عرفت عنواني؟"
" اتصلت بماجي وحصلت منها علي العنوان...."
ضمها اليه وأسند ظهره علي الطاولة" والآن اروي لي ماذا حدث لك هذه المرة؟"
"كنت أنزل القبو كي أحضر بعض الخشب, وكدت أقع ولاحظت أن أحدا اقتلع المسامير من الدرجة الثالثة..." ثم سكتت فقبلها دوغ ثم قال" درج القبو؟ كما في انتقام رافن؟"
"انه أمر سخيف حقا, ولكن...."
"لكنه حدث خطير... أريد أن تروي لي الآن كل ما حصل لك منذ البداية"
" لست أدري كيف أبدأ....."
"تذكري أول حادث حصل لك"
" أعتقد أن هذا حدث منذ شهر تقريبا عندما وجدت نفسي سجينة في كوخ الحديقة وهو قديم مثله مثل المنزل ومن الطبيعي أن بابه لم يفتح معي بسهولة"
"وفي المرة الثانية؟"
" الكهرباء انقطعت مرتين وهذا قد يكون بسبب الهواء أو المطر..."
"هل شعر غيرك من سكان المنطقة بهذا الانقطاع في التيار بنفس الوقت؟"
" لست أدري, فأنا لم أسأل أحدا...كما وأن الكهرباء كانت تعود كل مرة بعد خمسة دقائق وكان ذلك يحصل دائما في الليل ولحسن الحظ أنا أحتفظ دائما بالشموع وبالبطاريات"
"ألم تتصلي بأحد العاملين بالكهرباء؟"
"لا لأن الانقطاع كان لمدة قصيرة"
"وماذا حصل لك أيضا؟"
"بعد ذلك حادث دراجتي..."
"ولكن كان الطقس كان ممطرا مما أدي لذلك الحادث"
"هذا ما قلته لنفسي, ولكني لم أعرف بالتحديد ماذا حصل..."
"هل أخبرك صاحب الكاراج الذي يصلح لك دراجتك أي شيء غير طبيعي؟"
"لم أسأله, وكنت أعتقد أنه مجرد حادث"
" أتعتقدين الآن أنها رصاصة في دولاب الدراجة؟" 
تأملته ساشا بدهشة" أشعر الآن وكأن سعة خيالي أثرت علي خيالك"
" أنا أحاول فقط ربط بين هذه الحوادث وبين رواياتك, لقد قرأت حتي الآن ثلاثة قصصوبدأت بالرابعة ولا يمكنني ولا يمكنني أن أركز علي أي شيء آخر وبعد أن تركتك مساء أمس لم أستطع النوم فأخذت أقرأطوال الليل وفي قصة انتقام رافن حادث يقع علي درجات القبو, وفي شيطان الليل حادث براميل تقع من أحد السطوح, واذا استبدلنا قبو الخمر بكوخ الحديقة نحصل علي مصادفة أخري , ولكني لم أجد حتي الآن ما بتفق مع شيطان الغابة"
" أتمني أن لا يحصل ذلك انه مخيف جدا كله أفاعي ويقع وحول ذئاب متوحشة"
ابتسم دوغ وقبلها بحنان"لماذا تكتبين مثل هذا مع أنك تخافين بهذا الشكل؟"
ثم أجلسها علي احدي الكراسي وجلس قبالتها.

""هل أخبرك صاحب الكاراج الذي يصلح لك دراجتك أي شيء غير طبيعي؟""لم أسأله, وكنت أعتقد أنه مجرد حادث"" أتعتقدين الآن أنها رصاصة في دولاب الدراجة؟" تأملته ساشا بدهشة" أشعر الآن وكأن سعة خيالي أثرت علي خيالك"" أنا أحاول فقط ربط بين هذه الحوادث وبين روا...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
 العنف لا يجدي - كلوديت فاغنر - روايات عبير الجديدة ( كاملة )     حيث تعيش القصص. اكتشف الآن