الفصل الاول

234K 3.5K 536
                                    

كان يقود سيارته وهو غارق فى  أفكاره وخواطره ...

التى تزاحمت جميعها.... تتصارع....ولا فكاك منها....

أن قلب الصعيد ....حيث وُلد  ...كان و مازال من أكثر الأماكن التي تموج بالاحداث الساخنة  ...والصراعات التي لاتنتهي...

تتجسد أمام عينيه الأن .....صورة أبيه الحاج مهران الهوارى  كبير الهوارية فى نجع الصالح.....وقد أقعده المرض...فألقى كل أحمال العائلة على كتفىّ ولده البكرمنذ سنوات....

لم ينعم بالراحة بعد تلك المسؤولية....والتى لم يكن له رفاهية قبولها او رفضها ... ولم يكن يستطيع أن يتقاعص عن حملها ....فهو الأبن البكرلوالده.... والذى  لم ينجب غيره من الذكور....بجانب أخته سهام .....والتي تصغره بأكثر من سبع سنوات ....

....وأمه الحاجة فضيلة .......تلك المرأة بشخصيتها  القوية والتى ربته على الحزم والشدة .....والتى طالما كانت تتباهى

بأن ولدها منذ نعومة اظافره ....قلبه ميت... لا يعرف الرحمة مع من لا يستحقها ..

.....الفضل يعود لتلك السيدة فيما وصل إليه الأن ...

و هو  لا ينكر ذلك أبداً......فالكل يهابه... ويقيم له ألف حساب ...ولا يمكن لأي من كان .... أن يعترض على حكمه ....

أو يرد له كلمة.....فهو الأمر الناهي فى ذاك النجع ..

منذ سنوات.....وهو يعرف أن الناس تدعوه بالغول....

أو الوحش....لشدته ...وقساوة قلبه.....لكن.....

لولا ذلك لكان الهوارية.....وسيرتهم ..مضغة تُلاك فى الأفواه... ...و سخرية لأهل النجع والنجوع المجاورة .....

......خاصة بعد تلك القصة القديمة.... التى كللت أسم الهوارية بالعار ...وأحنت هامات رجال العائلة ....

....لطالما أعادت أمه على مسامعه أحداث تلك القصة...

....وأزكت الرغبة بداخله.... يوما بعد يوم....

في الأنتقام .....والذي يعتبره واجب مقدس ...

لا يموت بالتقادم .....ولن يقدر علي أتيانه...أحد سواه..

....وأنه لابد من أن يأتى يوم ... ..لينتقم من ذاك الذى تجرأ

ليخطئ فى حق الهوارية...ويحنى رؤوسهم...لفترة ليست بالقليلة...

حتى أعادت....قسوته وسطوته تلك الهيبة المفقودة ....

أخته سهام  ....انها تلك النسمة الرقيقة...

.... فى ظل أجواء حياته المحاطة بالكراهية و الصراع ....

الأن هي موضع ......قلق وتوجس أمه الحاجة فضيلة

...فهى ناهزت الخامسة والعشرين ولم تتزوج بعد.....

......كيف ذلك !!!....وهى أيه من الجمال بجانب حسبها....

ميراث العشق و الدموع .. ج١ .. مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن