الفصل التاسع

99.1K 2.5K 348
                                    

سار عبر الممر القصير الذى يفصل جناحه عن باقى غرف السراىّ ليمر بجوار غرفة سهام .. ليتوقف قليلا .. ويطرق الباب

ويدخل ليجدها .. تقبع متكومة فى احد جوانب فراشها .. وما ان رأته .. حتى انتفضت واقفة .. تتراجع للخلف .. كلما تقدم منها ..

تعلو وجهها علامات الرعب من مجرد التفكير فى ردة فعله  .. والتى تتوقعها شرسة بالطبع  .. اصبحت الأن تلتصق بالحائط خلفها .. لا ملجأ اخر .. تأوى اليه ...

وقف يتطلع اليها ... لبرهة من الزمن ... مرت عليها .. دهراً.. قبل ان ينطق متسائلا بصوت هادر :- ايه اللى بينك .. وبين بن جدرى التهامى.. !!؟؟..

انتفضت  وهى تجيب فى سرعة  وبحروف مضطربة :- ها يكون ايه يعنى ... مفيش يا خووى ... دى انا مشفتوش غير مرتين ... فى الارض ....مع زهرة ... حتى أسألها .. دى انا حتى مكنتش أعرفه جبل سابج ... ولا عمرى شفته..

-يعنى فى المرتين شفتيه مع زهرة ... !!؟؟..سأل بلهجة عجيبة لم تفهمها .. لكنها أجابت بسرعة ... آه .. طبعااا .. كنت معاها .. أسألها حتى وهى تجولك ...

-ما أنا هسألها طبعا ... همس فى لهجة مسمومة ... وهو يشرد فى تخيلات شتى ... حتى انتبه مرة أخرى ليسلط نظراته القاتمة على أخته التى انتفضت من جديد .. وهو يقول .. مفيش خروج تانى ليكم بره السرايا ... الا معاى.. فاهمة ...!!؟؟

-أه .. طبعا فاهمة فاهمة ...  أمرك يا خووى.. واستدار ليخرج من الغرفة كالعاصفة صافقا الباب خلفه فى عنف ...

             *********************************

تناولت دواءها .. الذى أحضرته لها الحاجة فضيلة وهى ملتاعة

بعد ان علمت بما حدث ... جالستها قليلا .. ثم تركتها لتستريح ..

لأن دواءها يسبب النعاس ... استلقت على الفراش .. وأغمضت عينيها .. لكن ذاك النعاس المزعوم .. لم يزور جفونها .. كانت تتمنى لو تستطيع ان تأخذ حماما دافئا يلقى عنها ذاك الأرق السخيف الغير مبرر ويدفعها للنوم .. وكالعادة دون تفكير مسبق .. نهضت فى بطء .. تتوجه للحمام .. وهى تقفز على قدم واحدة .. وحمدت الله ان ما من احد تنبه ان قدمها المصابة ..بدون ذاك الرباط الضاغط الذى أوصى به الطبيب .. فلا قدرة لها على الانحناء لتفكه .. او تربطه من جديد ... بدأت تلهث بسبب قفزاتها المتتالية .. ولازال باب الحمام بعيدا ... ستفقد وعيها حتى تصل هناك .. قالتها فى خيبة أمل .. .. وأخيرا وبعد معاناة .. وصلت لأعتاب الحمام .. وكادت ان ترقص فرحا .. الا ان صوت باب الغرفة الذى فُتح فجأة ... أجفلها .. فكادت تسقط .. ولكن كالعادة ...تلك الذراعين تلقفاها .. من جديد .. لما تشعر أنهما أصبحا قدرها .. هما .. وصاحبهما ..

-جمتى ليه من سريرك ..!؟؟؟... سأل فى حنق ..منادتيش ليه على حد يساعدك .. !!؟؟..

-أكيد الكل نام دلوقت .. محبتش أذعج حد ... قالتها متوترة

ميراث العشق و الدموع .. ج١ .. مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن