وقفت ندى تتلفت حولها لامبالية فى انتظار ابيها الذى ذهب لإنهاء بعض الامور .. تتطلع حولها فى فتور.. وقد بدأ الملل يتسرب اليها .. بحثت عن ابيها بعينيها.. لكنها لم تبصره فى محيطها .. فتنهدت فى ضيق .. وانتظرت على أمل ظهوره .. لكن فجأة سمعت صوت مألوف لديها .. جعلها تجفل مستديرة تتطلع لمصدره..
-اهلًا ..صدفة عجيبة انى اشوفك هنا ..كانت تلك كلمات الدكتور نبيل والتى هتف بها وهو يتطلع لندى فى تعجب..
هتفت هى بحماسة ممزوجة بالفرحة بعد ان تغلبت على دهشتها :- اهلًا دكتور نبيل.. فعلا صدفة عجيبة .. حضرتك مستنى حد .. سألت فى فضول ..
ابتسم :- اه .. وَأهو وصل الحمد لله .. عن إذنك ..
وتركها وانصرف .. فانقلبت ملامح وجهها الجميل ساخطة .. وهى تستدير لترى من استرعى انتباهه لهذه الدرجة .. وكانت المفاجأة الثانية .. فقد كان ذاك الشخص ابوها .. الدكتور ناجى التهامى الذى اندفع نبيل محتضنا إياه .. ومرحبًا فى حفاوة
لم تتحرك من مكانها .. هل يعرف كل منهما الاخر ..؟؟؟؟!.
هتف ابوها جاذبا إياها من افكارها :- ندى .. تعالى..
استدار نبيل فى تعجب .. وهو لا يكاد يصدق ما وصل اليه
استنتاجه .. الا عندما هتف الدكتور ناجى معرفاً ندى :- ندى بنتى يا نبيل ..
تطلع نبيل اليها فى حيرة .. ثم قهقه فجأة بشكل تعجب منه الدكتور ناجى .. فقال نبيل مفسرا:- ندى طالبة عندى فى الكلية يا عمى .. وتخيل معرفش انها بنت عمى الا دلوقتى ..
ابتسم الدكتور ناجى ابتسامة يشوبها الشجن :- معلش بقى يا بنى .. حكم الظروف اللى تخلى واحد ميعرفش بنت عمه ..
انتبه نبيل لحزن الدكتور ناجى ..فأستدرك :- حصل خير يا عمى .. أدينا عرفنا بعض .. ولا ايه يا آنسة ندى ..
اجابت ندى فى بلاهة :- هااا.. وهى لاتزل تحت تأثير الصدمة عليها .. الدكتور نبيل قدرى .. والذى اعتقدت انه نجمة فى السماء صعب ان تطالها .. اصبح بين ليلة وضحكاها اقرب مما تتخيل.. وحمدت ربها سراً وهى فى
تلك السيارة التى استقلوها لتقلهم لنجع الصالح انها قررت المجئ الى هنا حيث جذورها الحقيقية وحيث وجدت ان أحلامها اصبحت قاب قوسين او ادنى..
***************************************
دخلت زهرة لحجرتها .. اخيرا وصلت اليها بعد نهار شاق بالخارج تجلب اخر مشتروات لسهام .. والتى لم تستطع
المجئ معها .. فذهبت وحيدة .. لتنتقى كل شئ بعناية.. وبمجهود أرهقها حد الإنهاك كل ما تريده الان هو حمام ينعشها ويزيل ذلك الإرهاق عن جسدها والقليل من الراحة ...قبل ان تأتى النسوة ليلا .. للاحتفال بليلة الحنة ..
الليلة الاخيرة لسهام بدار ابيها .. أدارت مقبض الباب ..
وهى تتنفس الصعداء فى تعب مضنٍ وما ان أضاءت نور الغرفة حتى طالعها ذاك الشئ المسجى هناك بعرض الفراش..تقدمت ببطء.. هل هو احد فساتين سهام التى قد نسيتها هنا ومدت كفها .. تفض ذاك الغلاف الشفاف عن الفستان الاسود الذى يعد قطعة من السماء بتلك اللآلئ.. المرصع بها ..
أنت تقرأ
ميراث العشق و الدموع .. ج١ .. مكتملة
Romanceهل يمكن ان تنبت زهرة الحب من قلب بذرة الانتقام وفى ارض يملؤها الاحقاد والضغائن !!؟... هل يمكن ان يستسلم القلب العاصى لنداءات العشق التى كان يغالبها ..!!؟.. هل يمكن ان يجتمع قلبان .. وتتعلق ارواح نقيضين ..على الرغم من وجود العديد من الظروف التى تأبى...