الشمس على وشك الاختفاء من الأفق صابغة السماء بلون قرمزى يكاد يمتزج بلون آلسنة اللهب التى ارتفعت جراء حريق اندلع بإحدى الغابات , وسط الشرر المتطاير تقف فتاة وحيدة يلفح الهواء الحار وجهها الذي ارتسمت عليه علامات الدهشة و الفزع.
........
أصاب صوت احتكاك الطباشير على اللوح إيمى بالقشعريرة لتنتبه متأخره إلى وصول المعلمة للصف, فتحك عينيها غير مصدقة انها غفت فى الفصل و لو لبرهه و تتمتم بصوت خافض
- حلم غريب .. القطط لا تنمو على اغصان الأشجار ..
وضعت المعلمة قطعة الطباشير على اللوح و التفتت للصف لتطلب من رئيسة الصف توزيع دفاتر الواجب المنزلى على الطلاب, استلمت إيمى دفترها و بينما كانت تهم بوضعه فى حقيبتها استوقفها نداء المعلمة
- إيمى آرينز !
- نعم
نظرت المعلمة ذات الملامح السمحه إلى إيمى و قالت محاولة ان تبدو جادة
- لم تقومى بأداء فروضك المنزلية هذة المرة ايضاً, دفترك لا يحتوى سوى على أول فرضين منذ بداية السنة الدراسية.
اجابت و هى تحشر الدفتر بين بقية الدفاتر فى حقيبتها وقد غطى شعرها الأحمر القاتم وجهها
- أعلم
تزداد ملامح المعلمة حدة و يظهر شئ من الغضب بصوتها
- هذة ليست المره الأولى التى أنبهك فيها على عدم تكرار ذلك, ثم انظرى إلى و أنا احدثك
تتنهد المعلمة و تتابع بنبره اكثر هدوئاً
- هلا أوضحتى لى سبب عدم آدائك واجباتك المدرسة, اجيبى بصراحة هذة المرة
رفعت إيمى نظرها للمعلمه و قالت و هى تزيج شعرها عن عينيها الزرقاوتين
- لا أملك وقتاً للقيام بشئ عديم الفائدة ككتابة الفروض المنزلية .. سبب آدائى للفرضين الأولين كان لحماسى ببداية الدراسة, فى الواقع انا اجيب بصراحة كل مره.
- ما الذي تقومين به بوقتك الثمين إذاً ؟
- امم .. اقرأ الكتب او اتصفح الانترنت او ارسم او اجرب اعداد وصفة طعام جديدة .. كما تعلمين هناك الكثير من الاشياء الممتعة التى يمكن للشخص القيام بها.
- و هذا اهم من آدائك الفروض المنزلية ؟
- الا تعلمين لما صارت فنلندا من اكثر الدول الناجحه فى النظام التعليمى ؟ لانها ادركت عدم فائدة الفروض المنزلية فى تعليم الطلاب
- أنتِ تعيشين بألمانيا و ليس فنلندا, أريدك فى مكتبى بنهاية اليوم الدراسى
هكذا أنهت المعلمة المحادثة و بدأت بإلقاء الدرس و سريعاً ما أصاب إيمى الملل و قضت الحصة ترسم سرباً من الضفادع بدفترها
أنت تقرأ
تحت القمر الأحمر .. Unter dem roten Mond
Fantastiqueهى فتاة طبيعية .. أو هكذا تظن .. لكنها لم تقابل بعد أحداً يشاركها هذا الرأى. مرت ستة أشهر منذ أن انتقلت إيمى آرنز للعيش مع عمها بمدينة جوتنجن في ألمانيا, و عندما اعتقدت أنها أخيراً ستجد مكاناً لها في هذة المدينة و تحظى بحياة مسالمة أقرب ما يمكن للعا...