🅾الحلقه 17 🅾

6.4K 331 8
                                    

💮▪ #مسيرة_الارواح_في_عالم_البرزخ ▪💮

         🅾الحلقه  17 🅾

غبار الشهوات

رغم قطعنا لمسافة طويلة من الطريق لكن لم تلح في الأفق نهاية للصحراء .
وعلى بعد رأيت عموداً أسوداً ما بين عمق الأرض والسماء يتصل بنيران السماء ودخانها وهو يتحرك ، ولما اقترب ظهر أنه يشبه الغبار يدور حول نفسه ، ولما رأيته التصقت بـ ( حسن ) ولفني الرعب والهلع فسألته : ماهذا العمود ؟
قال : إنه غبار الشهوات يدور حول نفسه بسرعة مذهلة .
قلت له مضطرباً : وما العمل في هذه الحالة ؟ فالغبار يتجه نحونا بسرعة لا توصف وهو يلف كل ما يحيط به .
قال ( حسن ) : أحط بيدك حول ظهري ، وانتبه لئلا يفصلك الغبار عني .
أخذ الغبار يقترب منا شيئا فشيئا بصوته المرعب ، وأخذ اضطرابي يزداد ويزداد حتى أصبح الجو مظلماً خلال طرفة عين .
لقد أحاط بنا الغبار وحاول لفنا إليه غير أن (حسن ) قد التصق بالأرض كالطود ، وقد استطعت السيطرة على نفسي بصعوبة بالغة في حين قبضت بيدي على ظهر ( حسن ) .
كنت بين الحين والآخر أسمع صوت ( حسن ) وسط ضجيج الغبار وهو ينادي : انتبه لا يفرقك الغبار عني !
كانت لحظات غاية في الصعوبة وكنت أخشى أن يفرقني الغبار عن ( حسن ) لقد وهنت يداي وتثاقلت أذناي فلم أعد أسمع صوت ( حسن ).
وفجأة فلتت يدي عن ( حسن ) ، وبطرفة عين ابتعدت عن ( حسن ) عدة كيلو مترات وألقي بي نحو الأعلى .
كان الغبار يدور ولشدة الضجيج وارتفاع درجات الحرارة فقدت والوعي ، ولما فتحت عيني شاهدت الشبح الأسود الموحش للذنب واقفاً فوق رأسي وكانت رائحته الكريهة تؤذيني فنهضت بسرعة وحينما حاولت الهرب قبض على يدي بقوة وجذبني نحوه وقال : إلى أين أيها الصديق عديم الوفاء ؟ أتفضل مرافقة ( حسن ) على مرافقتي ؟ في حين إنك اخترتني رفيقاً في الدنيا .
نظرت إلى وجه الذنب نظرة سريعة فلمست أن هيكله قد صغر قليلا .
ودون أ ن أنتبه إلى كلامه سألته : ما الخبر ، فقد أصبحت ضعيفاً ونحيفاً ؟
قال منزعجا : كل ما أتجرعه هو بسبب ( حسن ) .
فسألته متعجباً :بسبب ( حسن ) ؟
قال : نعم ، فلقد فرقك عني ليؤذيك قليلاً من خلال مرورك من طرق معقدة وصعبة .
قلت : حسنا ، وما علاقة أذيتي بضعفك ؟ فأجاب منزعجاً : كلما يزداد عذابك يصيبني الضعف أكثر فأكثر وتذوب لحوم بدني وإذا ما وصلت إلى وادي السلام لن يبقى لي أثر ، ثم عظّ على نواجده وقال : الآن الدور لي فلا بد أن ترافقني .

مسيرة الارواح في عالم البرزخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن