لقاء مع جيش الأموات

403 29 3
                                    

في العصر الحديث هناك الكثير من الناس الذين يعتقدون في وجود الأشباح والأرواح ، وحتى القدماء يشتركون معنا في العديد من هذه المعتقدات ، ولكن كان لدى الثقافات القديمة في جميع أنحاء العالم مفهوم مختلف عن الموت و الحياة الآخرة ، و خلال العصور الوسطى كان الناس مقتنعين أن الإنسان لا يُمكن أن يذهب إلى الجنّة أو الجحيم على الفور ، حيث يقول المفهوم في اللاهوت الكاثوليكي الروماني على سبيل المثال أن الإنسان بعد الموت لابد أن يمر بمرحلة تنقية مؤقتة أو أن يخضع للقداسة اللازمة قبل أن يدخل إلى الجنّة وأن يتمتع بوجود و جمال الله ، وفي الإسلام مثلاً توجد هناك حياة برزخية ما بعد الموت في عالم غير ملموس ويبدأ الإنسان في ذلك العالم مرحلة جديدة من الحياة ويخضع للحساب عن ما فعله في حياته الدنيا ، وغيرها من المعتقدات في الأديان المختلفة بما يتعلق بهذا الأمر .

وفي أواخر العصور الوسطى كانت هناك العديد من القصص عن الأشباح لتلك النفوس التي كانت تكافح العذاب قبل الإنتقال إما للجنّة أو الجحيم بحسب ما تعتقد به الأديان ، تلك النفوس المُضطربة غالباً ما كانت تحاول أن تتصل مع أقاربها لتطلب المُساعدة للتخفيف من مُعاناتهم و مساعدتهم للتخلص أو التخفيف من العذاب ، وتتراوح تلك الطلبات بين دفع الدّين أو الوفاء بالنُذر ، ولدينا في هذا الموضوع قصة غريبة متعلقة بهذه المسألة كانت قد حدثت لأحد الكهنة الذي إدعى أنه إلتقى بمجموعة كبيرة من الموتى وطلب منه بعضهم دفع دّينهم و تحقيق النُذر الذي لم يتمكنوا من الوفاء به .

لقاء الكاهن مع جيش هليكوين - "جيش الموتى"

في حوالي القرن الثاني عشر في أنغلو نورمان - إنجلترا حدثت قصة غريبة جداً مع كاهن يُدعى "ويليام والشلين" وهو كاهن بارز في تلك الفترة كتب العديد من السجلات للأحداث التاريخية والسياسية سواء كانت محلية أو خارجية ، بل أنه قد كتب حتى عن الأحداث التي حدثت في ديره الخاص. وفي يناير عام 1141 وعندما كان كاهناً لـ أبرشية ليسيوكس كان عائداً إلى بلاده بعد زيارة رجل مريض من الرعية ، و أثناء السفر بين الحقول والغابات على طول الطريق بعيداً عن المنازل خيم عليه الليل وسمع فجأة أصواتاً غريبة تأتي من مكان بعيد ، وبدأ يلاحظ أن تلك الأصوات أصبحت تقترب منه تدريجياً أكثر وأكثر ، و كانت تبدو وكأنها أصوات لجيش كبير كان يقترب منه ، ولكنه لم يكن يعرف لمن هذا الجيش ؟ فكّر الكاهن ، وتبادر في ذهنه لأول مرة أنه قد يكون جيشاً من إحدى الحاميات العسكرية المرابطة في تلك المنطقة،  كان الكاهن "والشلين"  خائفاً جداً واعتقد أنه سيكون من مصلحته أن يختبئ وراء الأشجار حتى يمر الجيش دون أن يشعر به ، وعندما أراد الكاهن الإختباء بين الأشجار إعترض طريقه رجل عظيم الخلقة يحمل صولجاناً كبيراً و منعه من الإختباء ، ومن ثم حاول الكاهن الهرب ولكن دون فائدة حيث وضع الرجل السلاح باتجاه صدره ولكن دون الإضرار به ، حينها وقف الكاهن جامداً بلا حراك حتى إختفى الرجل فجأه وتلاشى عن الأنظار ، وعندما كان الكاهن واقفاً متجمداً على جانب الطريق شاهد المئات من الفرسان يمرون أمامه ، ورأى عدد كبير من الفلاحين مع الحيوانات والخيول ومئات من النساء والكهنة والرُهبان ، وقال الكاهن أن النساء كانوا يضعن علامات على السروج بأظافر حمراء نارية كما كانت تقفزن في الهواء ومن ثم يُعدن مرة أخرى على الخيول ، كان الكاهن لا يصدق ما تراه عيناه وكان الجزء الأكثر إثارة للخوف بالنسبة له هو أنه قد تعرف على العديد من تلك الوجوه فقد كان من ضمن ذلك الجيش أشخاصاً يعرفهم و يعرفونه ، لكنهم ماتوا منذ سنوات عديدة وكان بعضهم من أصدقائه و جيرانه ، ومن غرائب ما رآه أن بعض من هؤلاء الذين يعرفهم أصبحوا أقزاماً مع رؤوس كبيرة مثل البراميل ، ومن بينهم شخص كان يعرفه الكاهن جيداً رآه مُعلقاً على جذع شجرة تجرها الخيول ، وكان يصرخ خائفاً بكلمات غير مفهومة و هو يُضرب بسوط و تتدفق منه الدماء ، حينها أدرك الكاهن أن هذا الشخص كان قاتلاً معروفاً ومن ضمن ضحاياه "الكاهن ستيفن" صديق الكاهن "والشلين" وأدرك أنه كان يُعاني من عذاب لا يطاق لذنوبه في سفك دماء الأبرياء لأنه توفي دون أن يُكمل التكفير عن جرائمه الرهيبة ، أدرك حينها أنه كان يُشاهد جيشاً من الموتى ، وأن تلك النفوس أصبح محكوماً عليها أن تسير عبر الأرض قبل الإنتقال إما للنعيم أو العذاب الأليم .

وفي الواقع رغم غرابة القصة إلا أنها كانت مدونة في السجلات التاريخية و معروفة لسنوات عديدة ، و هناك العديد من الروايات المُطابقة التي تتحدث عن جيش الموتى.

فهل شاهد الكاهن حقاً جيشاً من الأموات ؟ أم أنه شاهد شيئاً ما من العالم الموازي ؟ حيث أن هناك بعض الأحداث والقصص الغريبة التي جرت مع البعض حتى في العصر الحديث ، وهي تعطي مؤشرات أن هناك أبعاد وعوالم موازية للناس الذين إختفوا فجأة ليجدوا أنفسهم في عالم مجهول لا ينتمي إلى عالمنا ، ومن حيث نظرية الزمكان فيعتقد العلماء أن هناك بالفعل تموجات مُثيرة و غريبة قد تقدم أدلة على وجود الأكوان والأبعاد والعوالم الموازية.

||Creepy Stuff || أشياء مرعبة||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن