لم تتم التحقق من الأخطاء الإملائية
قراءة ممتعة ✨
..............................
تحت أضواء الشارع ، وبين الناس يمشي شخص تحت أنظار الجميع.. لما؟ لأنه وببساطة قبيح ، هو ليس خجل من شكله ، يعلم جيدا ان شكله قبيح بملابس التسول والشعر الأشعث والوجه المشقق ، يعرف تماماً ما يفكر الناس به.
يسير بلا وجهة يدخل كل سرداب يبحث عن شيء لطالما تمناه ، الحب ! .. يعرف جيداً أنه لن يجده لكنه يؤمن أن هنالك شخص بهذه الحياة قد يحمل بداخله قناعة تعطيه الأفضل .
بينما هو يمشي دخل لممر ضيق وجد به شبان يتحرشون بفتاة ما جعل الغضب يجري بعروقه ، كيف لهؤلاء بلمس فتاة ليست لهم! ، هو فوراً ذهب تجاههم وواجههم لكنّ الكثرة تغلب الشجاعة ، هم انقضّوا عليه يضربونه بكل مكان يسمى جسده ، في حين تلك الفتاة استجمعت قوتها وضربت بعضهم بإنبوب حديد وتحاول مساعدة المسكين الذي أراد إنقاظها .
حينما هرب أولئك الفتية هرولت الفتاة تجاه الشاب تساعده للوقوف لتأخذه معها لمنزلها تطمئن على حاله ، وتعتني به...
فتح عيناه بخفة يحاول تدارك وضعه أنه بمكان مختلف كل الإختلاف عن منزله أو حتى المكان الي كان فيه ، ليلتفت بوجهه بأرجاء الغرفة حتى سقطت عيناه على الفتاة التي دخلت من الباب تبتسم أنه أخيراً استيقظ .
"أنت بخير الآن ؟" سألته بينما تضع الحساء من يدها على الطاولة الصغيرة بقرب السرير لينظر لها بإستفهام يجهل عمّا تتحدث عنه
"اوه يبدو أنك لا تتذكر ، بالأمس حاولت مساعدتي ولكن أولئك اللذين حاولوا الإعتداء عليّ قاموا بضربك ولكنني أسرعت وقمت بإنقاذك منهم قبل أن يهربوا بسرعة ، لذلك حملتك وأتيت بك لمنزلي لأنك متعب وليس من اللائق تركك وحيداً حينما حاولت مساعدتي " ابتسمت له ووضعت الطبق بحجرها تنفخ به لعله يبرد ليصبح سهل الأكل .
"شـ..شكراً ، أظن أنه علي الذهاب الآن" حاول النهوض لكنّ قدمته آلمته ما جعله يبعد الغطاء عنها ليجدها ملفوفة بقطعة قماش بيضاء ويظهر عليها آثار دماء .
"إبقى أرجوك ، على الأقل لحين يشفى جسدك من الكدمات ، لن أتركك ترحل الآن إلّا على جثتي " نهضت بسرعة و أعادت قدمه تحت الغطاء الممزق أطرافه
هي فتاة فقيرة أيضاً ، لكنها ذا قلبٍ بسيطٍ محبّ وفيّ لا يعرف الكره أو الحقد ، تؤمن أن بهذا العالم يوجد قلوب طيبة لكنها مختفية ويجب على أحدٍ ما كشفها للملأ حتى يعلموا أن الحياة بسيطة لا يمكن لها أن تجرح شخصاً .
"حسناً ، بما أنني سأمكث هنا فأنا بيون بيكهيون ، ماذا عنكِ ؟" ابتسم لها تلك التي تحرق أوراق الشجر دون شرارة نار .
"أنا فتاة تستيقظ كل يوم بأملٍ يجتاح كيانها ، فتاة تنام لغدٍ أفضل " مدت يدها تضعها بيد بيكهيون التي امتدت مسبقاً وهو فقط ينظر لها بصمت .
...........
مرت الأيام وهي تعتني به ، وكلما يسألها عن اسمها تخبره بذات الشيء ، كما لو أنها تثبت أن الحياةَ بريئة لا تُبكي أحداً .
ساعدته كثيراً ليعيش حياة جيدة ، أحضرت له ملابس جميلة رغم أنها لا تلك المال الكافي لتوفير قوتها اليومي لكنها كانت توفر منه لتعطيه لبيكهيون الذي يشكرها دائماً على كل شيء ، جعلته يحب الحياة ، أخبرته أن الحياة جميلة و ما علينا سوى فهمها كي نعيش بسعادة ، فتاة إيجابية رغم حياتها المريرة والفقر الذي تعيش فيه ، بيتها شبه المهدوم وملابسها الممزقةِ البالية ، هذا كله لم يمنع جمالها وقلبها النقي من السطوع بين كل هذه العتمة .
إلى أن تجرأت بيومٍ لسؤال بيكهيون عن سبب كونه هكذا ، أو حتى عن الحياة التي كان يعيشها وعن قصته ، بينما لم تجد منه شوى ابتسامة أذابت قلبها أكثر كما لو كانت ابتسامته كوباً من الشاي الساخن يذوب به السكر فور ما يلامس فاهه .
ما هي قصة بيكهيون المتشرد ؟ و لما هو هكذا ؟ هل نعود لماضيه! أم نبقى بحاضره ؟
خلاصة الحكاية أنه فتى أجمل من الزهرة ويفوقها رقّة ، بحث عن الحب النقي ولم يجد سوى التصنع لماله وجماله ، فقرر إخفتء كل شيء ليجد ما ينقصه بهذه الحياة ، جاب الطرقات ليلاً نهاراً يبحث عن وجهته التي أضاعها ، إلى ان أتي اليوم الذي وجد به تلك الملاك التي استولت قلبه وكيانه ، تجعله يخلص بكل شيء ويندم على نفاقه عليها وأنها تتحمل مكوثه عندها دون تذمر ، لكنه قطع وعداً على نفسه بتعويضها عن كل شيء ذاقته ، يوماً مريراً كان أم حلواً .
ليلاً بينما الجميع نيام ، استيفظ ذاك الجسد مفزوعاً من كابوسٍ رآه لتنزل دمعة مستوطنة تعلن رايتها الأولى وتليها الأخريات ، وقد نواحها الأخر يفيق من نومه معقداً حاجبيه ليراها تبكي فيذهب مسرعاً لها يحتضنها بخفة يطمئنها أن كل شيء سيكون بخير ، إلى أن عادت للنوم بين أحضانه الدافئة ، وهو لم يستطع العودة لذلك بقي ينظر لملامحها النائمة بينما عيونها تلمع من دموعها المتجمدة برموشها البراقة .
يتسائل لما فتاة كهذه تتظاهر بالقوة رغم الحزن بداخلها والحياة التي تعيشها ، كيف لها أن تعيش بأملٍ لغدٍ أفضل !
استيقظت صباحاً عن فراشها الموضوع على الأرض تجعد ملامحها بسبب ألم رأسها ، نظرت يمناها فلم تجد بيكهيون نائماً لذا ذهبت تبحث عنه ببيتها الصغير إلي أن وجدته بالمطبخ يُعِدُّ ما يجيده من الإفطار ، أو يجب القول ما يجده .
ابتسمت له لتتقدم منه حينما أبعد الكرسي لها يحثها على الجلوس ويجلس هو أمامها يتناولان إفطارهما معاً ، قبل أن يتكلم بيكهيون مقاطعاً جوّ الصمت الذي لم يخلو من صوت الملاعق ترتطم بالأطباق .
"اليوم سأغادر ، أنا بالفعل أصبحت أفضل بفضلك ، أرجو أن تنتظريني فأنا سأعود حتماً لأراكِ " .
وبهذا مرّ شهر على تلك الجملة التي تتذكرها الفتاة كل يوم تتذكر بأيامها معه ، هي تأكدت أنها أحبته ، أحبته من أعماق قلبها ، أحبت شخصاً لم تهتم لخارجه بل أعجبت بداخله ، بقلبه ، طيبته ، ورجولته ، بكل تفصيلٍ يخصّه .
حاولت نسيانه لكنها وبكل مرة تعزم على ذا ، منزلها يذكرها به ، بكل زاوية من زواياه يروي ذكرى له .
وسط أحد الأيام سمعت طرق خفيف على بابها جعلها تذهب بترددٍ لفتحه ، وحينما فعلت ، رأت شابّاً وسيماً يقف أمامها ببدلته السوداء القاتمة التي أعطته رونقاً وجمالاً ، يبتسم بخفةٍ لها .
"مـ..من أنت! " سألته بتكشيرةٍ بسيطةٍ على محيّاها .
"هل ستتعرفين على صوتي؟" اقترب منها بينما هي تصنّمت بمكانها فتحت عيناها على وسعهما .
"بـ..بيكهيون!!!" صاحت بينما عاد جسده للخلف جرّاء احتضانها له بقوّة وهو يقهقه عليها ، قبل أن تبتعد عنه مجعّدة حاجبيها وترفع إحداها بينما تنظر لجسده والبدلة خاصته تحديداً .
"لكن.. لما ترتدي هكذا؟" أمالت رأسها بخفة حينما سألته ولم تجد سوى طأطأة رأس الأخر للأسفل بخفة قبل أن يرفعه ينظر لعيناها تحديداً
"هل ستتفهمين؟" سألها بأمل أن توافق ليدخل بعدما أفسحت له المجال للدخول
"حسنٌ . أنا أنتظر " حدثته وهي تجلس أمامه ، تعقد يداها على صدرها
بغدما أخبرها بيكهيون قصته كاملةً لمح دموعها تتساقط على الأرض ، ليتقدم منها بسرعة ، يجثو على ركبتيه أمامها يمسحها لها بيده
"لـ..لما فعلت هذا بي! ، أ.. أنا أحببتك وأنت فقط كـ.." لم تكمل ما كانت ستقوله بسبب قبلة.ٍ أسكتتها فوراً لأنها حطت على ثغرها
ابتعد عنها ينظر لها برقة وحنان ، ويقبل يدها وهي تنظر بصدمة مما فعله .
" هل اتضح لك حقيقة مشاعري الآن ؟" سألها وابتسم لها لتحتضنه بسرعة وهي تتشبث به بقوة خائفة أن يرحل مجدداً
"اشتقت لك"
"وأنا أحبك" ..
...
..
.
(القلب ليس بالجمال الخارجي ، ليس بالضرورة أن يكون الشخص ملك جمالٍ كي نقع بغرامه ، قد يعجبك الشخص إذا نظرت إليه لكن إذا شاطرته بحياته ستنفر منه ومن أسلوبه القاحط... القلب أبداً ليس بالمظهر ، تعلم تقبل القلب قبل الشكل حتى لو كان أبشع مخلوقٍ على وجه الأرض ، الأهم هي الأخلاق التي لا يراها أحد بهذا الزمان للأسف..
ببساطة.. " لا تحكم على الكتاب من عنوانه" ) ...
أنت تقرأ
The Wanderer
Romansالتائه.. ...... "أبحث عن الحب . أيمكنك إعطائي إياه بين خفايا أضلعك ؟ و في حنايا أحضانك ! تغرقني للحد الذي يجعلني لا أطلب الإنقاذ " كتاب يحمل عدة تخيلات لأعضاء exo