-أحمد محمد-
أؤمن بقضاء الله و قدره...
ولكن لا أعرف من أين جئت ولا أعرف الي اين أذهب..
ولكني علي يقين من أين كانت بدايتي اليوم..فقد استيقظت علي صوت هاتفى فنظرت الى شرفتى ووجدت ان الشمس قد اشرقت وكان يبدو من مظهرها انها لم تصل الساعه الى الثامنه بعد فنظرت الى الساعه و وجدها السادسه صباحا..
رددت على المتصل و قد كان اياد صديقى:انا عارف انى بتصل عليك بدرى بس قولت اقولك فى اول اليوم عشان تظبّت مواعيدك
=مش فاهم، في ايه؟
-فاكر لما قولتلك ان انا هروح محاضرة تنمية بشرية امبارح؟
=اه و فاكر اني قولتلك انها نصب وملهاش لزمه..فين المهم؟
-المهم في اللي كان بيديني المحاضره.
=راجل عجوز بشنب و شعر شايب؟
-بطل سخافه بقي! لأ.. نهلة عبد الحميد ..
=ن..نه..نهله؟! تشابه اسماء دا؟
_لا،هى رجعت:وفاتحه عيادة و بعتلك عنوانها بالمناسبه.
=طيب،بس عارف لو كانت مقلب سخيف منك ...هتندم.
-انا بعتلك العنوان و لو مش مصدق خلى حد يروح و يقولك اذا كنت بكذب عليك ولا لأ!
=مش مستاهلة.. هروح انا،سلام.
....
أغلقت معه وظللت جالسا في مكاني وعقلي يستمر في تذكر العديد من التفاصيل،ينتقل من موضوع الي موضوع آخر لا يترك لي خيارا آخر.. و صراحةً لم أُصدق في بادئ الأمر أنني قد أراها مرة أخري..ولكني قررت ان أذهب علي كل حال،لن أخسر أكثر مما خسرته في الماضي..
....
ذهبت الي العنوان و نظرت بتمعن قليلا في المكان وقد وجدتها عياده للدكتوره نهلة فعلا!
هل أتت ليجمعنا القدر مرة آخري؟ ،هل ظهرت مجددا لتزيد آلامي التي لم يشفها الزمان؟ أم أتت لتداوي جروحي وتزيل أثرها وكأنها لم تكن أبداً؟
لا أعرف لماذا قد التصقت قدمي بالأرض مُعلنة رفضها لرؤية نهلة؟ او انه مجرد التوتر فقط، لا أعرف..
لكني قد حسمت الأمر.. سأدخل لأري تلك الحمقاء بعد غيبة ٦ أعوام! .
.....-نهلة عبد الحميد-
بداية جديدة غير مُبَشِرة.إسمي نهلة،في الماضي كُنت أُعرف بسبب والدي..-رحمه الله-...عبدالحميد الطحان، أكبر رجال الأعمال ثروة و شُهرة..لكن الآن أصبحت أُعرف بذاتي، ... لقد حققت الكثير وانا فقط أبلغ من العمر ٢٥ عامًا فقط..لم يكن ذلك سهلا بالطبع.. ولكنه كان أسهل بكثير من أن انسي حبي القديم..
...
يوم آخر أقضيه في العيادة يمر وقد أعجبني كتاب قد إشترته لي صديقة مؤخراً.. فتحته و استكملت قراءتي فيه..
"الصداقة:جسمان و عقل واحد.
الحب:قلبان و جسد واحد.
ولكن الذي أشعر به مختلف تماماً..
فأنا لا أعرف، عندما أُفكر فيك،من هذا الذي يفكر..أي عقل هذا..أي جسم هذا..
إنني أنظر إلي يداي و أقلبهما.. وأتساءل أين هي هذه الخلايا التي تحبك؟ .. كيف أن ملمس يديك مختلفِ عن كل شئ آخر؟ ..
كيف يحتضن كفي كَفّيك؟...
هذه الأصابع التي تمسك القلم..هي التي تمسك السكين،الطبق و الفنجان..
ولا أشعر بشئ..ولكن هذا الشعور..هذه اليقظة! هذه النهضة..هذه الإنتفاضة..
كله عندما تقترب يدي من يدك..ولا أعرف كيف يتم ذلك.."
قرأت تلك الكلمات وانا اشعر بها تخترق جسدي..كيف لبعض السطور أن تحيي في الشخص كل تلك الذكريات؟
سحقاً لهذا الكتاب الذي أيقظ بي ما كان غافلاً من سنين..
أُحاول أن أهرب من تلك التفاصيل التي كانت تأثُرني حينها، ولا تجلب لي إلا الحزن و الأسي الآن..
مرت لحظات إلي أن انتبهت لصوت "عماد" مُساعدي و هو يخبرني بوجود مريض بالخارج فأشرت إليه ليدخله..
دخل شاب يبدو عليه انه في العثد الثاني من عمره تعلوا شفتاه ابتسامة مُزيفة و يظهر عليه الحزن و الوهن..فرحبت به و أخبرته أن يجلس..لم أُطل النظر إليه لأنني كنت مازلت أُفكر في ما كنت أُفكر فيه..
نظرت إليه أخيراً لأجد شعور غريب يسري من أقصي رأسي إلي أواخر أناملي عندما نظر إليّ مطولاً..
لحظه!
هل يُعقل أنه هو؟ .. لماذا هو صامت و مُتماسك هكذا؟
كيف هو صامد وكأن شيئاً لم يكن؟
ولكن كيف هو هنا؟ لقد سَمِعت انه سافر إلي والده ليُكمل تعليمه هناك؟
كيف ان يسخر مني القدر و يجعلني أقابله مرة آخري و هنا؟
حسناً فالتهدأ ايها الرأس! انه ليس هو..مجرد تشابه...
أنت تقرأ
إِغفِر لِيِ.
Paranormal"ليتني كنت كُل شئ تُحبه أنت، وياليتني أستطيع نسيانك كما فعلت..".. أحياناً يضطر الانسان الي أن يُضحي بسعادته لأجل إسعاد الآخرين،ولكن في حالتي، لقد ضَحيتُ بما هو أعظم.. لا أعلم لماذا قد عُدت إلي حياتي مرة اخري، ولكن هذه المرة لن أدعك تذهب.. عملي كجاسو...