-نهلة-
أخدت قهوتي و خرجت من العياده لأتنفس بعض الهواء لعلي اتحسن..
كان أمام العياده حديقة واسعه مليئة بالأشجار البديعة فبقيت أمشي بلا هدف أنظر الي الأطفال الذين يلعبون و إلي اهاليهم الجالسين يتكلمون و يظهر الحب علي ملامحهم..
وقد تخيلت للحظه انني انا من يجلس و احمد جالس معي و اطفالنا هم من يلعبون بجوارنا
أغمضت عيني و عدت سريعا الي العياده ..
ما إن انتهيت من قهوتي..حتي أتي عماد ليخبرني ان والدتي قد اتصلت بي وانا بالخارج و تريدني أن أذهب سريعا الي المنزل و كان صوتها يملأه التوتر و القلق..
حاولت الاتصال بها كثيرا ولكنها لم تجيب فقلقت عليها
قُمت لأحضر حقيبتي ثم لاحظت بطاقة ورقية مكتوب عليها اسم احمد و رقم هاتفه،كانت بطاقة وظيفته أظن،أخذتها و دوّنت رقمه ثم إحتفظت بالبطاقة في أحد رفوف مكتبتي و أخفيتها جيداً ثم اسرعت الي سيارتي أفكر في ما هي تلك المصيبة التي تريدني ان ارجع امي سريعآ الي المنزل بسببها؟
وصلت الي المنزل و قد لاحظت وجود الكثير من السيارات المصطفة و قد زاد في داخلي ذلك الرعب والقلق فدخلت سريعا لأري جميع الأضواء مغلقة ثم بدأت أُنادي علي امي ولكني لم أجد ردا..
دخلت لأُشعل النور فوجدت الجميع يهتفون في صوت واحد
"كل سنة و إنتي طيبة!!!"
سكتت للحظات من وهل الموقف ثم تذكرت انه عيد مولدي!
كم اكره هذا اليوم..
ظللت ابحث عن احمد في وجود الجميع ولكني لم أجده..بم أشأ ان احزن او يظهر عليِ الحزن فاُفسد فرحتهم ...
ذهبت لأُُعانق أمي و سلمت علي الجميع وظللت أتمني أن ينقضي اليوم بسرعة ليأتي الغد،عسي ان يأتي أحمد..
...
أنتهت الحفلة و ذهبت إلي غرفتي و منها فراشي ليبدأ حفل زفاف ذكرياتي الذي لم ينتهي إلي أن إشتد عليّ التعب و لبست في نوم عميق..
...
ذهبت اليوم التالي الي الشركة و منها سريعاً إلي عيادتي مُنتظرة بشغف لقدوم ذلك الشاب الذي طالما عشقته سنوات طويلة..
ولكنه لم يأتي..
مرت ايام روتينية عديدة أذهب فيها الي الشركة ومنها الي العياده و احيانا بعد العياده اذهب الي الشركه مُكملة يومي هناك حتي أتي ذلك اليوم..
........
-نهلة-
المُهمة المُستحيلة.كنت أجلس في العيادة إلي أن دخل عليّ رجل حليق الرأس طويل القامة يمتلك شعرا أسود و عينان بُنيتان عريض الكتفين و يظهر عليه الشموخ و الهيبة و يرتدي بذلة رسمية..
- انتي نهلة مش كدا؟
=ايوة..؟
- احنا اخترناكي عشان تساعدينا في المهمة دي.
= مهمة ايه و مين اختار فين و ازاي مش فاهمة حضرتك؟
- معلوماتي بتقول انك ذكية؟
=بس دي ألغاز حضرتك..
- انتي دارسة H.C صح؟
=و واخده دكتوراه
- جميل جدا..هدخل في المهم،في واحد عايزينك تساعدينا عشان نقدر نمسكه.
=ثواني بس الاول،مين حضرتك!!
- مُتأسف نسيت أعرفك،المقدم طارق سيف الدين
=اتشرفت، هساعدكم ازاي بقي؟
- اولاً،هو من كبار تجار السلاح في الوطن العربي..مقيم حالياً في لبنان، مهمتك كدكتورة نفسية و سيدة اعمال انك تقربيله وتخليه يديكي الثقة و تعرفي تخلينا نقبض عليه مُتلبس.
=طيب ثانيه بس.. طالما حضرتكم عارفين عنه كل دا متقبضوا عليه directly؟
- مينفعش..لأن محدش عارف يمسك عليه أي حاجه تدينه و هو مش بيسيب وراه اي أثر.. بس احنا متأكدين من معلوماتنا.
=سؤال تاني معلش،طالما هو في لبنان،قصدي انه مش بيضر مصر بحاجه،عايزينه ليه؟ و مهتمين جدا بيه ليه؟
- لإن هو عليه قضايا و هربان منها،وتحرياتنا أكددت انه هو اللي ورا كل جرايم القتل و السرقة والنصب اللي كانت بتحصل من 5 سنين ومكناش عارفين صاحبها.
=خمس سنين ولسه مكتشفين دا دلوقتي؟
- زي ما قولت لحضرتك مكانش بيسيب وراه اي دليل.
=فهمت..بس دلوقتي انا المفروض اسافر لبنان عشانه؟
- لأ..هو نازل مصر اخر الشهر دا، و هيقضي ٣ شهور هنا
=وخلال ال٣ شهور لازم اكسبه لحد ما يعترف او حتى اعرف عنه حاجه تمسكوها عليه
- بالظبط، بصي هو اول ما هينزل مصر في حفلة استقبال كبيره هتتعمله في الساحل، هيبقي في كبار المستثمرين و رجال الاعمال هناك،فا وجودك هيبقي مش مشكوك فيه لأنك مشهورة بشركاتك.. و بطريقتك يا دكتورة هتقربيله.
=تمام فهمت
- أعتبر دي موافقة؟
=لأ..قرار زي دا محتجاله تفكير كتير..سيبلي بس ياريت وقت أفكر فيه..
- عارف ان الموضوع صعب و جديد عليكي،و عايزك تاخدي وقتك كله في التفكير،وحطي ف دماغك ان اي غلطة صغيره بتمن..
=مفهوم..
- والأهم ان الموضوع دا حتي مامتك متعرفوش، فكري و خلي التليفون دا معاكي ولما توصلي لجواب اتصلي قوليلي ف اي وقت،معاكي لآخر الاسبوع.

أنت تقرأ
إِغفِر لِيِ.
Paranormal"ليتني كنت كُل شئ تُحبه أنت، وياليتني أستطيع نسيانك كما فعلت..".. أحياناً يضطر الانسان الي أن يُضحي بسعادته لأجل إسعاد الآخرين،ولكن في حالتي، لقد ضَحيتُ بما هو أعظم.. لا أعلم لماذا قد عُدت إلي حياتي مرة اخري، ولكن هذه المرة لن أدعك تذهب.. عملي كجاسو...