الفصل السادس:حيرة.

57 2 0
                                    

-نهلة-
لا أعلم هل انا أهرب منه..او إنني أقوم بالهروب من نفسي!
ايا يكن فهو هروب..ولكن لمتي سأظل أهرب؟ لا احد يعرف..
عُدت إلي المنزل أفكر في ما قاله لي المقدم..ثم أنظر إلي شُرتفي فأري النجوم و القمر و أحسدهم على ابتعادهم عن هذا العالم!
مرت الايام وانا أُفكر..لم يكن أحمد يشغل لي بالا كثيراً حينها..
إلي أن زارتني صديقتي القديمة مي بعد غيبة طويلة في منزلي..
لم تكن زيارة عادية..
لقد قلبت موازين فِكري رأسا علي عقب بما أخبرتني به!
....
-أحمد-
لازلت أراقبها عن كثب،لا استطيع ان اتحدث معها بعد ما قالته لي مي..ولكن،حسنا،سأظل أُراقبها..انا اعرف نهلة أكثر من نفسي،حتما انها تحتاج بعض الوقت وثم ستكون كما كانت من قبل..
في تلك الاثناء كنت أجلس مع صديقي اياد الذي لم يتفوه بكلمة واحده..
سألته عديدا عن ما يشغل رأسه ولكنه لم يجيبني..
لماذا الكل يتصرف بكل تلك الغرابة؟ هذا ما أجهله..
بدأت بتدخين سيجارتي وانا أتأملها وهي تحترق،كيف لذاك الجحيم المُقرف ان جلب لنا السعاده من حريقه؟ كيف يحدث هذا؟؟
لاحظت ان إياد لم يحرك ساكن لفتره،ذهبت اتفقده وجدته نائم..مسكين،منذ وفاة والده وهو يكافح في هذه الحياه وحده ولا احد سواه...
تركته لينعم ببعض الوقت لينامه قبل ان يستيقظ و يعاود تكرار يومه الروتيني وانا أفكر في كل كلمه قد قالتها لي مي..

-نهلة-
وصل نهاية الأسبوع،وكان علي ان اتخذ قراري..
وكنت قد اتخذته فعلا!
حسنا،سأوافق..لا أعلم هل سأندم علي ذلك ام ستكون تجربة مثيره،سأكتشف ذلك!
هاتفت العقيد و اخبرته بموافقتي،فأخبرني ان المحقق عاصم سيأتي الي مكتبي ليخبرني بالتفاصيل غدا..
أمضيت المساء كعادتي أفكر تارة،و أبكي بصمت تارة أخري..
لا ابكي علي احد ولكن علي ما أصبحت فيه..
لقد كنت بدأت بنسيانه و قد كان كل شئ علي ما يرام..لماذا ظهر ثانيهً في حياتي!
مهما يكن،لن أستطيع غُفران ما فعله بي..
امسكت بقلمي و بدأت أُدُون ما حدث لي من احداث اليوم..لأنساه لبعض الوقت ولأُفكر في ما انا مُقبلة عليه غدا..

في اليوم التالي ذهبت الي عملي سريعا وانا متشوقه و متوتره ايضا،ولكني كنت سعيده!!
قضيت بضع ساعات وانا اعمل الي ان اتي شاب طويل وسيم ذو لحيه محددة ابيض الوجه وشعره اصفر منساب وعيناه زرقواتان و جميل الهيئه ويرتدي نظارة مُلفته..
-ازيك يا دكتوره،انا المحقق عاصم.
=اها،اهلا بحضرتك..
-حضرتك ايه؟ انا اكبر منك بشهر ونص بس..!
قالها ثم ضحك وكما تعرفونيي،لا أُحب اي شئ فالفتيان سوي غمازاتهم!!
حسنا انه جذاب،ومرح بعض الشئ و جاد ايضا!
أعترف،لقد أعجني!
ولكن للأسف ستكون معرفتي به تقتصر علي العمل فحسب..كنا اظن!
-هبدأ في الشغل بقي،دا احمد الزيني،ومعروف ب الشيخ الزيني فب لبنان،هو اه كبير فالسن بس عايش حياته بالطول و العرض و مقضيها،كلامه واسلوبه وكله زي الشباب بالظبط!،، واظن من رأيي الشخصي انه اول ما هيشوفك هييجي يتعرف عليكي بنفسه علي طول!
=مش للدرجه بس..هو انا المفروض هظهر كسيده اعمال مش كطبيبه نفسيه صح؟
-بالظبط
=طب ولو عرف النقطه دي؟
-عادي هتقولي انك محبتيش اوي او ملاقيتيش نفسك فالمهنه دي و اشتغلتي فالبزنس..وانتي برضو المفروض متديلوش مجال للشك عشان ميدورش وراكي..مش عايز أخوّفك بس هو مش سهل..
=فهمت..
ثم أكمل حديثه و اعطاني رقم هاتفه واخبرني انه سيهاتفني في المساء لمناقشه باقي التفاصيل ثم هم بالانصراف..
خرجت من كتبي و اسرعت الي منزلي و ظللت افكر..
هاتفت السكرتيرة وأخبرتها انني سأخذ اجازه لمده اسبوع و اغلقت هاتفي ناسيه ان المحقق اخبرني انه سيهاتفني ثم لبست في نوم عميق..
مر الاسبوع بدون اي احداث جديده،ايام مُتكرره،ممله..
فقررت ان اعود الي العمل اليوم فذهبت ووجدت شيء غريبا يحدث!
اصوات بناء وتجديدات في الجزء المهجور من بنايه الشركه،أوقفت عامل من العمال لأسئله فقال لي ان احد المستثمرين قد إشتري هذا الجزء من الطابق من عمي..
لم اتمالك اعصابي فصحت به!! كيف لم يخبرني عمي بذلك و كيف و متي حدث ذلك!
ذهبت الي مكتبي مسرعه و اغلقت الباب بكامل قوتي واخذت هاتفي وهاتفت عمي واخبرني ان هذا كان الاستغلال الصحيح لهذا الجزء من الطابق..
غضبت أكثر و من كثرة الغضب نسيت ان اسأله من المُشتري..
خرجت من مكتبي فوجدته يقف مع العُمال و يُملي عليهم ما يفعلونه،لم اكترث لأنف في الاصل مهندس ولكن لم اكن أشأ ان أراه اليوم!
-ايه دا مالك غضبانه كدا ليه يا شريكتي؟
=شريكتك؟
-اه،انتي متعرفيش ان انا اللي اشتريت الجزء دا ولا ايه؟
...
هذا لا يحدث حقا انني اتخيل،أغمضت عيناي لوهله و فتحتهما فوجدته لا يزال امامي
-كنت فاكرك هتعملي رد فعل احسن من دا؟
لم اقل كلمه أخري و انصرفت الي...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 05, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

إِغفِر لِيِ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن