كان الفصل الدراسي الأول ع وشك الأنتهاء ولم يبق الا اسبوع واحد ع عودة الطالبات الى ديارهن . كانت رؤى في هذه الايام غريبة الأطوار شاحبة الوجه كثيرا ما يقودها صمتها غير الطبيعي الى الأنعزال عن صديقاتها ، بل في بعض الأحيان كانت تركن الى النوم المبكر تهربا من مجالسة الفتيات الأخريات ، أهملت دراستهاو خاصه بعد أن أستلمت نتائج أمتحانات الفصل الأول وكانت قد فشلت في أكثر المواد الدراسيه !
أنتبهت نرجس الى حالة صديقتها وتمنت لو أنها تستطيع مساعدتها لكنها كانت تعرف بأن رؤى لا تتكلم عن أسرارها وخاصه امام أشجان وريم (غيرالملتزمات ) كما تسميهن رؤى ...!
كان الأمر يقلق نرجس كثيرا خاصه إنها تكن محبة مميزة لرؤى وتمنت أن تكون معها في نفس الكليه إذ أنهما متشابهتان في كثير من الامور .
قررت نرجس وبعد التوكل ع الله أن تسهم في حل مشكلة صديقتها ولو بشيء بسيط . وفعلا في أحدى الليالي طلبت نرجس من رؤى أن تصاحبها الى قاعة الأستراحه في القسم الداخلي ، لبت رؤى الدعوه برحابة صدر و نزلت الأثنتان من السلم الذي يصل بين الطابق الثاني حيث غرف الطالبات وبين الطابق الأول حيث صالة الأستراحه .
و هناك بدأت نرجس الحديث:
_صديقتي رؤى .. تعرفين كم أحبك وكم أفرح عند الحديث معك .
_نعم يانرجس وانا كذلك ، صدقيني .
_فهل لي إذن ومن باب هذه المحبه الصادقه والأخوه الجميله أن أساعدك بعض الشيء ؟
_في ماذا يانرجس ؟
_لا تحاولين التهرب يارؤى .. حالتك تسوء يوما بعد يوم ، بل أشعر بأنك مريضه وتحاولين أخفاء ذلك المرض .. أخبريني بحق الحبيب المصطفى "ص" ماهو الشيء الذي يقلقك الى هذه الدرجة يا رؤى؟
_آه ... يانرجس (ولم تستطع رؤى أن تكمل الكلام فقد أجهشت بالبكاء وأرتمت في حضن صديقتها و هي تردد بعض الكلمات غير المفهومه ).
لم تستغرب نرجس ذلك الوضع ، بل مسحت رأس صديقتها وحاولت تهدئة الموقف فرفعت رأس صديقتها و نظرت الى عينيها ومسحت تلك الدموع ، طلبت منها أن تخبرها بكل شيء لعلها تستطيع مساعدتها .
هنا هدأت رؤى قليلا ثم تكلمت قائله :
_لا أعرف ماذا أقول يانرجس ، فأنا خجلة جدا من الوضع الذي أنا فيه .
_وأي وضع ؟
_هل ستصدقينني في كل كلمة أقولها ؟
_أقسم لك بذلك .
_حسنا سأسرد لك القصه ...
منذ أن بدأت هذه السنه بل منذ أن وطئت قدماي أرض الكلية التي أدرس فيها حتى بدأت أشعر بأن أبليس اللعين يحيك لي أمرا حقيرا ليوقعني فيه ، وفعلا فلقد كان هناك شاب في المرحله الثانية من الدراسه ذو شكل مميز وجذاب وذو شخصية قويه ، وما أن وقعت عيناي عليه حتى بدأت أكلم نفسي عن مزايا هذا الشاب وكم أنه(ملتزم ) ولا يرفع بصره بل دائما مشغول بالدراسة والمذاكرة ، فكان لا يهتم بأمر الفتيات أبدا و هذا ماشدني أليه فأكثر من في الكليه بل أكثر من في الجامعه من الشباب قد ذهبوا وراء العلاقات المحرمة مع الفتيات و وراء هرج الجامعة ومرجها ...! أما هو فلقد كان شيئا آخر صدقيني يانرجس فلول التزامه هذا لما جذبني أليه شيء أبدا .
(صمتت وتدحرجت قطرات الدموع على خدها مرة أخرى ثم حاولت أن تتماسك لتعود الى الحديث) وبعد ذلك بدأت أطيل النظر أليه وألاحقه بنظراتي أينما وقف أو جلس فكم كنت أشعر بالراحة والطمأنينة عندما أنظر أليه ولم أكن اشعر بالفخ الذي كان يهيئه لي الشيطان لأقع فيه ..
نعم يانرجس صار ذلك الشاب محور حياتي فكنت افكر فيه في كل وقت وأهملت دراستي و نفسي وأينما ذهبت أو حللت وجدت صورته تطاردني ، في نومي وفي يقظتي .. حتى في صلاتي ! نعم لقد أثر ذلك الشاب ع كل شيء حتى ع عباداتي والدقائق التي أتوجه فيها الى الله بدأت أقف أمام خالقي وفي الظاهر أنا متوجهة الى الله لكن الحقيقه أن القلب كان مع شخص آخر غير الله ..
وكم كان يؤنبني ضميري وكم دخلت في صراعات مع نفسي ( الامارة بالسوء) وكم تمنيت أن أستيقظ من هذا الكابوس نعم فالمحبة التي كنت أشعر بها تجاه ذلك الشاب أنقلبت الى كابوس أتمنى أن أصحو منه اليوم قبل غد .. قبل أن يفوتني العمر وأستيقظ لأجد نفسي في ظلمة القبر حيث لا مفر ولا عودة أبدا !؟
كل هذا كنت أفكر فيه يانرجس لكن مامن فائده صار هاجسي الوحيد أن أبحث عن ذلك الوجه في الكليه لأنظر إليه فترتاح نفسي !؟
و ها أنا أتوسل إليك أن تجدي لي حلا ، لقد تعبت من التفكير بمصيري وصرت أشعر بأني غير قادرة ع الخروج من هذا المأزق فأنا شبه يائسة ياصديقتي ...
.
#يتبع
✍ رويده الدعمي
أنت تقرأ
نرجس
Духовныеرواية تتكلم عن فتاة عاشقة للأمام المهدي (عج) وكيف ستهدي بفضل الله صديقاتها وتعرفهن طريق الهدايه والمحبة للأمام الحجة المنتظر (عج ) اتمنى لكم قراءة ممتعة ومفيدة ان شاء الله ✍الكاتبة : رويدة الدعمي