الجزء الثالث والعشرين

1.8K 157 2
                                    

_كيف هذا يا رؤى لم أفهم ؟
_ما زلت أتذكر يا نرجس كيف ساعدتني في مشكلتي التي مررت بها في المرحلة الأولى وكيف أنقذتني من ذلك المأزق .وبعد هذه الفترة الطويلة تعودين لتنقذيني من مشكلك كادت تؤدي بخطوبتي إلى الفشل !
_ماذا ! وكيف ذلك يا رؤى ؟ هلاّ تكلمت يا عزيزتي
_نعم يا نرجس فلولا ما كنت تنصحينني به من ان أكون هادئة و غير متعصبة و أن أستحضر كل الدلائل والبراهين عندما أريد أن أنصح شخصًا لكنت بأسلوبي القاسي وبعصبيتي تلك قد فقدت خطيبي إلى الأبد!

ثم بدأت رؤى تسرد لصديقتها ما جرى بينها وبين خطيبها وكيف أنها ناقشته وحاورته على الطريقة التي عُرفت بها نرجس، وكيف أنها حاولت أن تكون كنرجس في الهدوء والاتزان أثناء طرح رأيها..
وبعد أن أكملت رؤى سرد القصة قامت واخرجت نسخة من القرآن الكريم كان غلافه قد زُخرف بخط ذهبي رائع قدمته لنرجس قائله لها: ستبقين أنت الشمعة التي تنير درب كل واحدة منا..

أخذت المصحف وقبلته ثم قامت وقبلت رؤى وشكرت صديقتها على كل هذه المشاعر وهي تقول : صدقوني انا لا أفعل لكُن إلا القليل ولست مستحقة لكل هذا الاطراء . وكل أملي أن أرى كل واحدة منكن قد تخرجت من الجامعة وتزوجت و أنجبت أطفالاً تربيهم تربية صحيحة ليكونوا جنوداً تحت راية قائدنا الغالي يدافع بهم عن الإسلام ويشيد بهم دولته المهدوية المنتظرة
.. رفعت الفتيات أيديهن وبعيون دامعة رددن :آمين يا رب العالمين

ذهبت الفتيات إلى الجامعة لاستلام نتيجة الإمتحانات النهائية لهذه السنة و إن نجحن فسينتقلن إلى المرحلة الأخيرة من الدراسة الجامعية..
كانت نرجس و أشجان خائفتين من النتيجة كثيراً حيث أمهما وجدتا صعوبة كبيرة هذا العام تختلف عن الماضيين، وبينما كانت النتائج توزع على الطلبة كان تقي هو الآخر قلق جداً على نتيجة اشجان بعدما رأى أنها خائفة من الرسوب .
كان هو قد استلم نتيجته قبلها وقد نجح لكن فرحته ما زالت ناقصة فهو ينتظر نتيجة خطيبته التي تأخر دورها كثيراً.
جاء دور نرجس دخلت لتستلم النتيجة وخرجت وهي تلهج بالحمد لله والشكر فلقد نجحت! هنأتها أشجان وكذلك تقي ...

حان دور أشجان ،لم تستطع أن تدخل لتجلب نتيجتها من شدة القلق ..دخل تقي ليستلم لها النتيجة ،خرج وقد تغيرت ملامحه ،قالت له أشجان :ها يا تقي هل أنا راسبة؟ أخبرني بربك !
اجابها بصوت خافت :لقد فشلتِ بدرسين ونجحتِ بالبقية..

قالت اشجان وهي تتنفس الصعداء :الحمد لله ..إذن هناك فرصة أخرى ولم أرسب..
لكنها رأت أن تقي بدت عليه علامات الحزن.. قالت له:ما بك يا تقي لن أرسب بعون الله ،لاتقلق يا عزيزي لن يتأخر زواجنا سنة أخرى..
ابتسم حينها وضحكت نرجس التي استأذنت بعد ذلك لتتركهما معاً بعد أن شعرت بأنهما بحاجة للتحدث طويلاً فاليوم هو آخر أيام السنة وسيكون الفراق لفترة شهور عدة. .

رجعت نرجس إلى دار الطالبات ووجدت ريم ورؤى فرحان جدا لنجاحهما في الاختبارات.. سألتها عن نتيجتها هي واشجان فقالت لهما :انا نجحت و أما المسكينة أشجان فعليها أن تعيد امتحان مادتين لأنها فشلت في أدائهما

نرجسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن