7- أن الله يحب العبد التواب
أخي الكريم.. تذكر أن ما من مؤمن إلا وقد ابتلي بشيء من الذنوب كما قال رسول الله (: «ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة، أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا، إن المؤمن خلق مفتنًا، توابًا، نساء، إذا ذكر ذكر» [السلسلة الصحية برقم (2276)]. وما قضى الله جل وعلا على عباده المؤمنين بالذنب إلا ليستخرج منهم التضرع إليه والوقوف على رحمته وعطفه وغفرانه فمن سبق له عناية من الله سبحانه قضى الله بالتوفيق إلى التوبة.. ثم أحبه عليها.. (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ( [البقرة: 222] ولأن الله جل وعلا يحب العبد التواب فإنه يفرح بتوبته فرح إحسان وإشفاق كما قال رسول الله (: «لله أشد فرحًا بتوبة عبده المؤمن من رجل في أرض دوية – فلاة واسعة الأطراف – ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، حتى اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله، قال: أرجع إلى مكاني، فرجع فنام نومة، ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده» [رواه البخاري].
يقول ابن القيم: «ولو لم تكن التوبة أحب الأشياء إليه لما ابتلي بالذنب أكرم الخلق عليه، فلمحبته لتوبة عبده ابتلاه بالذنب الذي يوجب وقوع محبوبه من التوبة وزيادة محبته لعبده فإن للتائبين عنده محبة خاصة».