8- أن التوبة في ذاتها عبادة نفيسة
فـالتـوبـة- أخي- دليل على معرفة المؤمن بربه ومعرفته بحقوقه.. فهو كما يتعبده بطاعته واتباع أمره يتعبده أيضًا بسؤاله المغفرة على التقصير في الطاعة. وهذا الطريق لم يتخلف عنه نبي مرسل ولا صالح من المؤمنين. وهذا رسول الله ( يتعبد الله بالتوبة ويرشد أمته إلى ذلك ويقول: «يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة» [رواه مسلم]. قال بعض الحكماء: حرفة العارف ستة أشياء: إذا ذكر الله افتخر.. وإذ ذكر نفسه احتقر.. وإذا نظر في آيات الله اعتبر.. وإذا هم بمعصية أو شهوة انزجر.. وإذا ذكر عفو الله اسبشر.. وإذا ذكر ذنوبه استغفر».
أخي الكريم.. وتذكر أن العبودية التي لأجلها خلقت هي أوسع من أداء شعائر بعينها إنها تشمل كل ما يحب الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.. ومما يحبه الله ويحب أن يتعبد به: التوبة.. (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ(.