Zainab_alnajar
اذا مررت من هنا اترك لي تصويتكاسماء بنت ابي بكر ( ذات النطاقين )
صحابيَّتُنا الجليلة جمعت المجد من أطرافه كلها, أبوها صحابي جليل، وجدها صحابي جليل، وأختها صحابية وام المؤمنين عائشة، وزوجها صحابي، وابنها صحابي، وحسبها بذلك شرفاً وفخرًا, وبما أننا ذكرنا النسب فليَ تعليق عليه, النسب تاج لا يوضع إلا على رأس المؤمن، فإن لم يكن مؤمناً فلا قيمة له،
كانت أسماء من السابقين إلى الإسلام، إذ لم يتقدم عليها في هذا الفضل العظيم غير سبعة عشر إنساناً، بين رجل وامرأة, فكان ترتيبها المسلمة الثامنة عشرة، فهذه الصحابية الجليلة لقبت بذات النطاقين,
أنا أقول الجليلة لأن الإسلام يصنع الأبطال، ذكوراً كانوا أم إناثاً، وأنا أشهد الله أن في مجتمعاتنا من النساء ما إن إحداهن لتَعْدِل عند الله مئة ألف رجل، بطاعتها لله، وتفانيها بخدمة زوجها، وأولادها، وتقديمها للمجتمع عناصر طيبة، وحسن تربيتها، وصبرها على أسرتها. هذه السيدة الجليلة الصحابية الكريمة لقبت بذات النطاقين، لأنها صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبيها يوم هاجرا إلى المدينة زاداً، وأعدَّتْ لهم سقاءً، فلما لم تجد ما تربطهما به شقت نطاقها شقين, فربطت بأحدهما المزود، وبالثاني السقاء, فدعا لها النبي عليه الصلاة والسلام أنْ يبدلها الله منهما نطاقين في الجنة، فلقِّبَتْ يومئذٍ أسماءُ بنت أبي بكر ذات النطاقين .
تزوج بها الزبير بن العوام وكان شاباً مرملاً، يعني فقيراً, وليس له خادم ينهض بخدمته، وليس له مال يوسع به على عياله غير فرس اقتناه, لكنه كان مؤمناً فأغناه الله من فضله .
نعم هي بت الاكرمين والدها صاحب مال وجاه حينها تزوجت بدون مهر فقير لكنه صحابي
مقارنه كبيرة بينها وبين نساء اليوم .. اشترت اسماء الاخره وبناتنا المهم المهر والذهب وووو
كانت له نِعْمَ الزوجة الصالحة، تخدمه، وتسوس فرسه, ترعاه، وتطحن النوى لعلفه، حتى فتح الله عليه، فغدا من أغنى أغنياء الصحابة, ولما أتيح لها أن تهاجر إلى المدينة فراراً بدينها إلى الله ورسوله، كانت قد أتمَّتْ حملها بابنها عبد الله بن الزبير, وعبد الله بن الزبير هذا الذي كان مع غلمان يومًا يلعبون، فمر عمر بن الخطاب، فلما رأوه، وكان ذا هيبة شديدة تفرَّقوا إلا عبد الله بن الزبير، بقي واقفاً بأدب, شيء يلفت النظر، فلما وصل إليه قال: يا غلام، لمَ لمْ تهرب مع من هرب؟ قال: أيها الأمير، لستَ ظالماً فأخشى ظلمك، ولستُ مذنباً فأخشى عقابك، والطريقُ يسعُني ويسعُك .
لم يمنعها الحمل من تحمّل مشاق الرحلة الطويلة، فما إن بلغت قباء حتى وضعت وليدها عبد الله بن الزبير في أثناء الهجرة، فكبّر المسلمون، وهلّلوا، لأنه كان أول مولود يولد للمهاجرين في المدينة, فحملته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووضعته في حجره، فأخذ شيئاً من ريقه الشريف، وجعله في فم الصبي, ثم حنكه ودعا له، ومن السنة تحنيك المولود عند ولادته، والأذان في أذنه اليمنى، والإقامة في أذنه اليسرى, فكان أول ما دخل في جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قيل: هذه أسماء بنت أبي بكر كانت من الجود حيث يضرب بها المثل, حدث ابنها عبد الله فقال: ما رأيت امرأتين قط أجود من خالتي عائشة وأمي أسماء، لكن جودهما مختلف، أما خالتي فكانت تجمع الشيء إلى الشيء حتى إذا اجتمع عندها ما يكفي قسمته بين ذوي الحاجات، وأما أمي فكانت لا تمسك شيئاً إلى الغد .
بنات حبيت اذكرلكم مو قفها قبل استشهاد ولدها عبد الله بساعات وموقفها وقوتها ..
ابنها هو عبد الله بن الزبير، بُويِع له بالخلافة بعد موت يزيد بن معاوية، ودانت له الحجاز ومصر والعراق وخراسان، وأكثر بلاد الشام، لكن بني أمية ما لبثوا أن سيّروا لحربه جيشاً عرمرماً بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي، فدارت بين الفريقين معارك طاحنة، أظهر فيها ابن الزبير من ضروب البطولة ما يليق بفارس مثله, غير أن أنصاره جعلوا ينفضُّون عنه شيئاً فشيئاً، فلجأ إلى بيت الله الحرام، واحتمى هو ومن معه في حمى الكعبة المعظمة، وقبيل مصرعه بساعات دخل على أمه أسماء وكانت عجوزاً فانيةً، قد كُفّ بصرُها، وكانت سنها تزيد عن مئة، قال لها: المؤمن الصادق يقف ضد الباطل ولا تهمه العواقب
((السلام عليك يا أمي ورحمة الله وبركاته, قالت: وعليك السلام يا عبد الله, ما الذي أقدمك في هذه الساعة، والصخور التي تقذفها منجنيقات الحجاج على جنودك في الحرم تهز دور مكة هزاً, قال: جئت لأستشيرك, قالت: تستشيرني في ماذا؟ قال: لقد خذلني الناس, وانحازوا عني رهبة من الحجاج، أو رغبة بما عنده، حتى أولادي وأهلي انفضوا عني، ولم يبق معي إلا نفر قليل من رجالي، وهم مهما عظم جلدهم فلن يصبروا إلا ساعة أو ساعتين، -لأنه ليس ثمة تكافؤ, دولة بني أمية ألقتْ بكل ما عندها من قوة لإنهاء هذه الخلافة التي ظهرت إلى جانب خلافة يزيد, ورسلُ بني أمية يفاوضونني على أن يعطوني ما شئت من الدنيا, يبدو أنه كان أصلح من يزيد- ولما جمع معاوية وجهاء القوم ليأخذ البيعة لابنه يزيد تكلم الجميع، فأثنوا على يزيد إلا الأحنف بن قيس بقي ساكتاً، فأربك بسكوته المجلس، فقال معاوية: يا أحنف، لمْ تقل شيئاً, فقال: أخاف الله إنْ كذبت، وأخافكم إن صدقت, فكان تلميحاً أبلغ من تصريح.
ورسلُ بني أمية يفاوضونني على أن يعطوني ما شئت من الدنيا، إذا أنا ألقيت السلاح، وبايعت عبد الملك بن مروان, فما ترين من رأي؟ أن ألقي السلاح، وآخذ من الدنيا ما شئت، وتنتهي الحرب, فماذا تتوقعون مِن أمٍّ يأتيها ابنها بين خيارَيْن صعبَيْن: الأول أن يموت, والثاني أن يبقى حياً، على يصبح غنياً، ويدع هذا الأمر .
فقالت له: الشأن شأنك يا عبد الله, أنت أعلم بنفسك, فإن كنت تعتقد أنك على حق، وتدعو إلى حق فاصبر، وجالدْ كما صبر أصحابك الذين قتلوا تحت رايتك, -فهل هي قضيةُ مزاح؟ لا، إنها حق أو باطل، وليس من مساومة على الحق- وإن كنت إنما أردت الدنيا بهذه الخلافة فلبئس العبد أنت, أهلكت نفسك، وأهلكت رجالك, -كان هذا رأيها, فهل بعد هذا العقل من عقل؟- قال لها: ولكني مقتول اليوم لا محالة, وأنا على حق، وأردت الحق، وإن فعلت كما تريدين فأنا مقتول لا محالة, قالت: ذلك خير لك من أن تسلم نفسك للحجاج مختاراً، فيلعب برأسك غلمان بني أمية, موتك أشرف لك ألف مرة من أن تستسلم, قال: لست أخشى القتل، وإنما أخاف أن يمثلوا بي, قالت: ليس بعد القتل ما يخافه المرء فإنّ الشاة المذبوحة لا يؤلمها السلخ, هل هذه امرأة؟ نعم، هذه امرأة تقول هذا الكلام لابنها الذي على وشك الاستشهاد, قال لها: فأنا ما جئت إليك في هذه الساعة إلا لأسمع منك ما سمعت، واللهُ يعلم أني ما وهنت، ولا ضعفت، وهو الشهيد عليَّ أني ما قمت بما قمت به حباً في الدنيا وزينتها، وإنما غضب لله أن تستباح محارمه، وها أنا ذا ماض إلى ما تحبين، فإذا أنا قُتِلت فلا تحزني عليَّ، وسلمي أمرك لله))
ما هو الأمر الذي كانت السيدة أسماء تخشى منه , وكيف استقبلت وداع ابنها عنها ؟
قالت:
((إنما أحزن عليك يا بني لو قتلت على باطل، قال: يا أمي كوني على ثقة بأن ابنك لم يتعمد إتيان منكر في حياته، ولا عمل بفاحشة قط، ولم يَجُرْ في حكمٍ، ولم يغدر في أمان، ولم يتعمد ظلم مسلم ولا معاهد، ولم يكن شيء عنده آثر من رضا الله عز وجل، لا أقول ذلك تزكيةً لنفسي، فالله أعلم مني بي، وإنما قلت لأدخل العزاء على قلبك يا أمي, قالت: الحمد لله الذي جعلك الله على ما يحب، وعلى ما أحب أنا, اقترب مني يا بني كي أتشمَّم رائحتك، ولألمس جسدك، فقد يكون هذا آخر العهد بك خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة
فأكبَّ عبد الله على يديها ورجليها يوسعهما لثماً وتقبيلاً، وأجالت هي أنفها في رأسه ووجهه وعنقه وتشمَّمَتْهُ، وقبَّلته، وأطلقت يديها تتلمس جسده، ثم ما لبثت أن ردتهما عنه، وهي تقول: ما هذا الذي تلبسه يا عبد الله؟ قال: درعي، قالت: ليس هذا يا بني لباس من يريد الشهادة، قال: إنما لبستها كي أطيب خاطرك، وأسكن قلبك، قالت: انزعها عنك، فذلك أشد لحميَّتك، وأقوى لوثبتك، وأخف لحركتك، ولكن البسْ بدلاً منها سراويل مضاعفة، حتى إذا صرعت لم تنكشف عورتك، نزع عبد الله بن الزبير درعه، وشد عليه سراويله، ومضى إلى الحرم لمواصلة القتال، وهو يقول: لاَ تَفتُري عن الدعاء لي يا أمي، فرفعتْ كفيها إلى السماء، وهي تقول: اللهم ارحم طول قيامه، وشدة نحيبه في سواد الليل، والناس نيام، اللهم ارحم جوعه وظمأه في هواجر المدينة ومكة، وهو صائم، اللهم ارحم بره بأبيه وأمه، اللهم إني سلمته لأمرك، ورضيت بما قضيته له، فأثبني عليه ثواب الصابرين، ولم تغرب شمس ذلك اليوم إلا وعبد الله بن الزبير قد لحق بجوار ربه، ولم يمضِ على مصرعه سوى أربعة عشر يوماً إلا وأمه أسماء بنت أبي بكر قد لحقت به، وقد بلغت من العمر مئة عام لم يسقط لها سن))
يذكر بعض المصادر انها والزبير تطلقوا ويذكر مصدر اخر انهم لاقوا مشاكل مثل كل الازواج وتجاوزوها
يذكر انه كان يضربها وضرتها وعندما تشكو لوالدها يقول له اصبري فهو من اصحاب رسول الله والله اعلم
هذه هي سيدتنا اسماء رضي الله عنها التي اعتقد لم يعرف اكثركم غير انها ذات النطاقين
واكرر ايضاً.. اين نحن منهن نساء الاولين
أنت تقرأ
نساء في التاريخ
ChickLitاعشق التاريخ واحب ان ابحث عن حياة نساء لهن اثر في التاريخ سأتحدث عنهن بأختصار لمن يحب القي نظرة هنا واترك لي تصويتك وتعليقك عليها