#zainab_alnajar
اختاريت لكم قصة سيدتنا خديجة .. لأن بها كثير من دروس وعبر
خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية أم المؤمنين وأولى زوجات النبي محمد وأم كل أبنائه ما عدا ولده إبراهيم،
راح اترك كل كتب التاريخ الي تذكر نسب وتواريخ .. وتعالوا نتكلم بهذه الشخصية .. احدى الكاملات المطهرات الاربعة
كتب السنة تقول انها تزوجت مرتين قبل زوجها بالرسول علية الصلاة والسلام
وكتب الشيعة تقول انها زوجته البكر الاولى وانها لم تتزوج قبله .. لم يكن زواجها سابقاً او كانت باكراً ليُهم الرسول فلماذا نهتم نحن !!
كانت صاحبه مال وتجارة واسعة ومن سيدات قريش بنت حسب ونسب وافضلهن عقلاً
سمعت عن امانه محمد بن عبدالله وحسن سيرته ومحبة الناس له وهناك من تنبأ بنبوته
دعته اولاً ان يذهب بتجارتها ويعمل بمالها بعد ماسمعت من صدق حديثة وامانته .. وتذكرت يوما كانت تجلس مع نساء قريش وتمثل لهم رجل قال لهن سيكون فيكم نبي اسمه احمد .. زجرته نساء قريش وغضبن منه الا خديجة .. وتذكرت كلام الرجل .. لذلك ارسلته بتجارتها للشام واليمن
بعثت معه احد غلمانها ان يخدمه وبنفس الوقت ارادت ان ينقل لها ما يفعل ويحدث له .. لما وصل الشام .. جلس تحت شجر فأتى له راهب قال لا يجلس تحت هذه الشجرة الا نبي .. وسأل الغلام هل هناك حمره في عينيه قال له نعم وهي ملازمه له .. قال الراهب والله هو نبي بل هو خاتمهم .. و ايضا اختلف مع رجل في سعر التجارة فطلب منه الرجل ان يحلف باللات والعزى فرفض ان يحلف .. عاد الى مكه رسولنا الكريم وهو يحمل الكثير من ارباح التجارة وربما اضعافها
كل ذلك نقله الغلام لخديجة فزاد مافي قلبها لمحمد وربما آمنت به قبل ان يعلم هو
أخذت خديجة تفكر في أمر محمد بعدما سمعته من غلامها وبعدما رأت من أمانته وصدقه، فأفضت بسرها لصديقتها نفيسة أخت الصحابي يعلى بن أمية وقالت: «يا نفيسة إني أرى في محمد بن عبد الله ما لا أراه في غيره من الرجال، فهو الصادق الأمين وهو الشريف الحسيب وهو الشهم الكريم، وهو إلى ذلك له نبأ عجيب وشأن غريب، وقد سمعت ما قاله غلامي عنه، ورأيت ما كان يظلله حين قدم علينا من سفره، وما تحدث به الرهبان عنه، وإن فؤادي ليكاد يجزم أنه نبي هذه الأمة»، فقالت نفيسة لخديجة: تأذنين وأنا أدبر الأمر، قالت نفيسة: فأرسلتني خديجة إليهً أعرض عليه نكاحها فقبل،
وقيل بعثت خديجة إلى الرسول فقالت له: يا ابن عم، إني قد رغبت فيك لقرابتك ووسطتك في قومك وأمانتك وحسن خلقك وصدق حديثك، ثم عرضت عليه نفسها.
كان عمرها عند ذلك اربعون سنة وعمر الرسول علية الصلاة والسلام خمس وعشرون سنة .. لنقف عند هذا الكلام.. هذا درس من دروسنا الاجتماعية لم يكن الفارق بالعمر عائق وخصوصاً ان سيدتنا خديجة هي الأكبر هذا اولاً
وثانياً… لم تتردد ان تطلبه هي لزواجها ولم يفكر الرسول بتفكير سئ بها عندما ارادت الزواج منه .. وهذا درس آخر
اذا .. لم يهم ان تكون الأكبر .. ولم يهم ان تكون المبادرة هي بالطلب .. لماذا هذا التعقيد بحياتنا الاجتماعية الآن ؟ .. هم امثله صحيحة قبل اسلامهم واتى الاسلام ليتمم القيم فلماذا اصبح العيب قبل الحرام .. !!
نعود لسيدتنا خديجة
وتزوجت هي سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
وكانت يومئذ أفضل نساء قومها نسبًا وثروة وعقلًا، وهي أول امرأة تزوجها الرسول، ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت رضي اللّه عنها وفي هذا الزواج نزلت آية: ( وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى ) أي فقيرا لا مال لك، فأغناك بخديجة
عاشت خديجة مع الرسول خمسة عشر عامًا قبل بعثته، أحاطته بكل رعاية وعناية واهتمام، وكانت هذه السنوات هي السنوات التي شغلت فيها خديجة بإنجاب أولادها باستثناء عبد الله الذي ولد بعد البعثة، فقد رزقت بأبنائها زينب ورقية وأم كلثوم، والقاسم الذي كان يكنى به الرسول، وفاطمة الزهراء، ثم عبد الله الذي عرف بالطيب الطاهر، كانت خديجة منشغلة بتربية أولادها، ثم شاء الله أن يتوفى القاسم، ..
طلب الرسول من عمه أبو طالب وقد لاحظ كثرة الأولاد عنده أن يعطيه عليًا ليربيه، أراد التخفيف عليه، وقامت خديجة برعايته أتم رعاية، وعندما مات العوام بن خويلد خلّف ورائه الزبير وهو ابن سنتين، فقررت خديجة أن تكفله وترعاه، فنشأ الزبير بين بيت عمّته خديجة وبين بيت أمه صفية بنت عبد المطلب عمّة الرسول
وفي يوم دخلت على ابن اخيها وهو قادم من الشام ومعه رقيق كان فيهم زيد بن حارثة واخرين فقال لها: اختاري يا عمة أي هؤلاء الغلمان شئت فهو لك، فاختارت زيداً فأخذته، فرآه رسول الله عندها، فاستوهبه منها، فوهبته له، فاعتقه رسول الله وتبناه، وذلك قبل أن يوحى إليه،فكان بمثابة الابن من خديجة، ورعته خير رعاية، وكانت لهذه التربية الصالحة الأثر العظيم في اتباع هؤلاء الأشخاص لنور الإسلام، فـ"علي" أول من أسلم من الصبيان و"الزبير" من أوائل من دخل في الإسلام. وزيد بن حارثة ثاني من أسلم من الرجال بعد علي.
وهذا درس آخر .. لم تستنكف من تربية اولاد ليسوا اولادها .. ربتهم كما تحب لأولادها ونعم التربية
عندما حُبب إلى الرسول الخلوة، صار يتجه لغار حراء يعتكف متأملًا ويتعبد متبتلًا، وكان موقف خديجة موقف المعين الداعم، فكانت تعد له ما يحتاجه في خلوته من طعام وشراب ومهاد، تُجهزه قبل خروجه، وتحمل إليه إن طالت غيبته ما يكفيه من مؤونه، وفي بعض الأحيان تصحبه في خلوته، تخدمه وتؤنسه وتسقيه وتطعمه، ولما أصبح في عقده الرابع بدأت تظهر له المبشرات
واكبت خديجة نزول الوحي قرآنًا وتكليفًا، فحين عَلَّم جبريل النبي الوضوء والصلاة قبل فرضها خمس صلوات، صلت مع النبي في نفس يوم تعليم جبريل له وبهذا كانت خديجة أول من آمن، وأول من ثبت، وأول من توضأ وأول من صلى
،انتقلت خديجة من دورها السابق الذي قامت به في تثبيت النبي وتبشيره، إلى دور جديد في مؤازرته ومعاونته في تبليغ الدعوة، ومواجهة المشركين وإعراضهم وعدوانهم
كان الرسول لا يسمع من المشركين شيئًا يكرهه من ردٍ عليه وتكذيبٍ له، إلا فرَّج الله عنه بها، تثبته وتصدقه وتخفف عنه، وتهوّن عليه ما يلقى من قومه
عندما فُرض الحصار على بني هاشم، قررت خديجة أن تترك قبيلتها بني أسد أهل القوة والمنعة، وتلتحق بزوجها النبي محمد ومن معه من بني هاشم لتعاني ما يعانونه من جوع وضعف ومأساه
كان حصار أهل مكة وقريش للنبي ومن معه من بني هاشم وبني المطلب في بداية شهر محرم سنة سبع من البعثة النبوية واستمر نحو ثلاث سنين، حتى سنة عشر من بعثة الرسول، وفك الحصار بعد ان هلك الكثير منهم .. وكان عندها ابو طالب مريض جدا وسيدتنا خديجة ايضاً في اشد المرض
توفيت خديجة بنت خويلد بعد وفاة عم النبي أبو طالب بن عبد المطلب بثلاثة أيام وقيل بأكثر من ذلك، في شهر رمضان قبل الهجرة بثلاث سنين عام 620م، ولها من العمر خمس وستون سنة وكان قد مر على زواجها بالنبي اربعه وعشرون سنة وستة اشهر وسمي ذلك العام بعام الحزن
ولم ينسَ رسول الله محبته لخديجة بعد وفاتها وحزن عليها حزنا شديدًا وكان دائما يثني عليها ولم يتزوج عليها حتى ماتت إكراما لها، وقد كانت مثال الزوجة الصالحة الوفية، فبذلت نفسها ومالها لرسول الله وصدقته حين نزل عليه الوحي.
كانت هذه اولى امهات المؤمنين وكم دروس وعبر لمسنا في حكايتها
دعواتكم .. شكراً لكم
#zainab_alnajarاترك لي تصويتك وتعليقك ان احببتها
أنت تقرأ
نساء في التاريخ
ChickLitاعشق التاريخ واحب ان ابحث عن حياة نساء لهن اثر في التاريخ سأتحدث عنهن بأختصار لمن يحب القي نظرة هنا واترك لي تصويتك وتعليقك عليها