** الظلم هلاك.. وخراب للديار! **
أخي المسلم: نار الظلم نار لا ترحم! وعقاب الظالم إذا حل عقاب لا يوصف!
الظلم هلاك للأفراد.. وخراب للديار والدول!
وإذا حلت نقمة الله تعالى على الظالم فيا ويله، ما أشدها!!
قال علي بن أبي طالب (: «يوم المظلوم على الظالم، أشد من يوم الظالم على المظلوم!».
وقال سفيان بن عيينة رحمه الله: «أول ما كتب في الزبور: ويل للظلمة».
وقال شريح القاضي رحمه الله: «سيعلم الظالمون حق من انتقصوا، إن الظالم ينتظر العقاب، والمظلوم ينتظر النصر والثواب».
وقال بعض الحكماء: «اذكر عند الظلم عدل الله فيك، وعند القدرة قدرة الله عليك، لا يعجبك رحب الذارعين، سفاكي الدماء، فإن لهم قاتلاً لا يموت!».
فيا من رتعت في مراتع الظلم الوخيمة.. ويا من غرك حلم الله تعالى، وإمهاله للظالمين.. أفق! فعما قليل سينزل عقاب من لا يهمل الظالمين! فتصبح كأمس الدابر!
قال رسول الله (: «إن الله عز وجل يملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته» ثم قرأ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102] [رواه البخاري ومسلم].
قال مسعر بن كدام رحمه الله: «أناة الله حيَّرت قلوب المظلومين، وحلم الله بسط آمال الظالمين!».
فيا غافلا عن عقاب الله تعالى، فإن الله لن يغفل عنك! ظلمت عباده، وظننت أنك تنجو! كلا؛ إن لك يومًا ينسيك النعمة!
قال بعض الحكماء: «إنه ليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة، أو تعجيل نقمة من إقامة ظالم على ظلمه!».
أخي المسلم: إن عقوبات الظالمين ليست قاصرة على الأفراد.. بل إن الظلم إذا عم أرضًا؛ كان ذلك إيذانًا بهلاكها وخرابها! ونذير شؤم بدمارها! فكم من دول هلكت بسبب الظلم.. وكم من دار أصبحت خرابًا بسبب الظلم!
عن سفيان بن عيينة، قال: قال كعب الأحبار: إني أجد في كتاب الله المنزل: أن الظلم يخرب الديار. فقال ابن عباس: أنا أوجدكه في القرآن: قول الله تبارك وتعالى: {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا...}.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «إن الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة، وعاقبة العدل كريمة، ويروى: الله ينصر الدولة العادلة، وإن كانت كافرة! ولا ينصر الدولة الظالمة، وإن كانت مؤمنة!».
فالعدل صلاح للدول.. وعمار للبلاد.. وسعادة للخلق.. وضده الظلم؛ فإنه فساد للدول.. وخراب للبلاد.. وشقاء.. ودمار!
كتب بعض عمال عمر بن عبد العزيز إليه: أما بعد: فإن مدينتنا قد خربت، فإن رأى أمير المؤمنين أن يقطع لنا مالاً نرمها به.
فوقع في كتابه: «أما بعد: فحصنها بالعدل، ونق طرقها من الظلم، فإنه مرمتها. والسلام!».
أخي المسلم: احذر الظلم؛ فإن عواقبه وخيمة.. وعقابه نازل لا محالة!
وإن شئت فاسأل عن الظالمين، وما نزلت بهم من العقوبات.. وما ذاقوه من المرارات التي أذاقوها الضعفاء!
يا أيها الظالم في فعلهفالظلم مردود على من ظلم
إلى متى أنت وحتى متى
تسلو المصيبات وتنسى النقم
