.. الجزء الأول [ القــلادة ! ]

5.3K 162 9
                                    



خرجتُ من المحل مرهقة جداً و الوقت متأخر للغاية كانت الساعة العاشرة و النصف ليلا , لم يكن بالسماء قمر ,
لقد غطته الغيوم , نظرت الى الباب الزجاجي للمحل , و رأيت كم وجهي مرهق و شعري البني غير مرتب
و عيناي العسليتان خبا بريقهما , عدلت من وضع ثيابي التنورة القصيرة السوداء الى ركبتي و قميصي الأبيض من فوقه
جاكت بني جلدي , كانت الليلة باردة قليلا , تأبطت حقيبتي و سرت بالشارع الخالي .
بالرغم من أنني دوما أخرج بمثل هذا الوقت إلا أنني بهذه الليلة بالذات سرت بجسدي رعشة مفزعة.. ففكرت أن أركض بسرعة الى
شقتي التي نهاية الشارع ..

سرت بسرعة و أنا من ثانية و أخرى أتلفت حولي , شاعرة بأن هناك من يراقبني ! , لكني و بسبب تشتت عقلي و توهمي
تعثرت بشيء ما وسقطت أرضا على الإسفلت الخشن متألمة , نهضت بألم و أنا أقول : ما هذا ؟! .
رأيت تلك القلادة اللامعة الفضية سلسلتها هي سبب سقوطي , حدقت حولي , لعل أرى مالكها أو أي أحد..
لكنني لم أجد شخصا واحداً , عندما نظرت الى القلادة , ألتمعت بشكل غريب مغري..
أمسكتها بين يدي ,و أنا أتأملها , كانت بسلسلة فضية وهي حلقة تتدلى منها , تبدو كخاتم فضي بنقوش غريبة !
حملتها معي الى شقتي..
:
دخلت الى شقتي البسيطة , عبارة عن غرفة نومي , حمامي الخاص , المطبخ و الصالة فقط..
أخذت حماما سريعا كي انتعش و اهدأ من روعي قبل قليل , لففت المنشفة حول جسدي و خرجت الى غرفتي..
جلست أمام المرآة و أنا أسرح شعري المبلل , و أتأمل وجهي , قلت بنفسي دون شعور ..
( أنني بجمال لا بأس به , لم يتخلى عني كريس ؟! )

شيئا فشيئا راقبت عيناي بعدما تذكرته و هما تلمعان ثم تتدفق الدموع , فتحول لونهما العسلي الى ذهبي لامع جداً ..
رسمت دمعة حارة على خدي المورد خطا لامعا أيضا , فعضضت على شفتي المنتفختين و ..
سالت الدموع واحدة تلو الأخرى..
و أخذت أشهق و أبكي و أنا أردد :

( كريس , أنظر الى حالي.. أنني ضعيفة جداً , لماذا ألقيت بي بكل هذه البساطة ؟! تبا لك أنني أبكي لأجلك..! مع أنك حقير..! )

بعد دقيقة .. مسحت وجهي بمنشفتي , و لممت شعري الذي لا يزال مبللا برباط ..
لفتت بصري القلادة الغريبة مجددا و هي تلمع في هذا الضوء الخافت بشكل مثير , ابتسمت بوهن و أمسكتها ..
ثم وضعتها حول عنقي و أنا أهمس : لم يهدني شيئا أبدا , وأنا أهديته الكثير لعلي أؤثـر عليه ..لكن..
كنت أنظر لها وهي تلمع بجمال , كانت تناسبني بطريقة غريبة , فهي تماما على منطقة جيدي "منطقة أسفل الترقوة على ما اعتقد" !
لبست ثياب النوم , و ارتميت على سريري .. لم ألبث ثانية إلا غططت بنوم عميق ~

حلمت حلما غريبا و كأن هناك من ينادي باسمي..
لقد سمعت أسمي حقا .. هل هو كريس ؟! عاد إلي..!!
لكن الصوت عميق و جميل ..
كان يناديني : فلور .... فلـــور ~ حتما ليس هو.. !
و كأنه يريد أن يوقظني بشكل لطيف.. شعرت بشيء ناعم يمسح على خدي.. ثم مرة أخرى..
فتحت عيني ببطء و همست بصوت نعس و دون أن أشعر : كريس...!!
لكن صعقت و أنا أرى ..
قطة بيضاء جميلة جداً كندف الثــلج تجلس الى جانبي و عيناها زرقاوان بشكل جميل..
نهضت و أنا أحدق بها بتعجب شديد : مالذي أحضرك يا صغيرة ؟!
هرت القصة بصوت خفيض و هي تحدق بعينيها نحوي.. !
تعجبت و أنا أتلفت حولي : كيف دخلت الى هنا , أنني بالطابق الثالث..و كل شيء مغلق !
أمسكت بها بين يدي.. همم , تبدو ملكا لأحدهم , حول عنقها سوار فضي لكن لم يكن مكتوب عليه شيء !
ولها رائحة عطرة جملية , و هي ناصعة البيضاء و شعرها مرتب !
حقا من أين جاءت !!
لمست عنقي دون أن أشعر و.. لم أجد القلادة , بحثت بفراشي لعلها سقطت مني , لكنني لم أجدها !
حقا أين اختفت هي !!

أميرٍ آلُِظًلُِآمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن