في اليوم التالي ذهبنا الى منزل والدي مباشرة .. كان الوقت باكراً ..
طرقت الباب ففتح لي والدي مباشرة , قال بتعجب : فلور !!
ضممت بسرعة قلت : أبي , أريد البقاء عندك , سأموت وحدي !
احتضنني والدي و مسح علي , قال : لندخل قليلا.. أمسكتُ بحقيبتي و دخلنا , و آرثـر كان مختفياً في مكان ما , لكن بلا شك هو يراقبنا..!هل أنتِ بخير ؟! - سأل والدي بشك ..
قلت له و أنا أرتاح على الأريكة المريحة : أنني بخير أبي.. لكن متعبة قليلا ..ظل والدي واقفا أمامي , كان يرتدي بذلة سوداء و قميص أبيض عاقداً ربطة عنقه الحمراء
مستعدا للخروج الى العمل.. سترته السوداء و حقيبته معلقتان على الشماعة بجانب المدخل..قال والدي بخفوت : تبدين شاحبة جدا , هل حدث شيء ما في الحفل ؟! .
قلت بسرعة : لا.. لكنني أعاني من فقدان الشهية ^^"..
بالطبع ساورت والدي الشكوك فقال بهدوء : سأحاول العودة باكراً من العمل لأجلك..
قلت بسرعة و ثقة : لا تفعل أبي.. أنني بخير تماماُ في المنزل..
قال والدي بهدوء وهو يعدل من ربطة عنقه : حسناً , لكنني أود أن نتحدث كثيراً.. ببعض الأمور.. كـ لماذا لا تجيبين على اتصالاتي و قلق توماس من اختفاءك فجأة كان يريد أن يوصلك للمطار! .
اتسعت عيناي و قلت بقلق : آوه , لقد.. تلف هاتفي.. وذلك اليوم مع توم.. خفت كثيراً فـ ذهبت بسرعة ~~".
أعلم أن كذبي واهية .. لكن يجب أن أكون أكثر صدقاً مع والدي فهو أشد ذكاءً من أمي و سيكشفني.. أظهرت تعبيرا حزينا على وجهي و حدقت بالأرض مطولاً..قلت بخفوت : أنني قلقة أبي ,أصبحت أخاف كثيراً..
وقد نجحت في تمثيلي فقد قال والدي بسرعة وهو يضع يده على كتفي :
حبيبتي لا تخافي أبداً و والدك موجود.. سأتعامل بنفسي مع كل من يحاول أن يضايقك..ابتسمت له فشد على كتفي و قال وهو يتجه نحو سترته : ما رأيك أن نخرج لتناول العشاء معا في مطعم ما..
قلت بهدوء و ابتسامه : أجل أبي..
قال وهو يغلق الباب : كوني حذرة عزيزتي.. و لا تفتحي الباب لأحد.. سأتصل بهاتف المنزل اتفقنا ؟!.
أومأت له برأسي و قلت : أجل أبي ^^..غادر المنزل و صعدت أنا إلى الأعلى ومعي حقيبتي..
فأخذت حماما سريعا و ذهبت الى غرفتي بدلت ثيابي و ارتديت ثوبا داكنا يصل الى ركبتي أنا أسرح شعري ,
رفعت رأسي الى المرآة فرأيت انعكاس آرثـر يقف في الخلف..شهقت فزعة في البداية , فقال آرثـر ساخراً ببرود : لم لا تصرخين و تقولين "لــصّ"..!
هه تجاهلته و أكملت تسريح شعري ..وضعته جانبا و شددت عليه بشريط أحمر ,
فاختطفت نظرة نحو آرثـر و كان يتأمل ما أفعل.. ضيق جبينه عندما رآني أشد شعري هكذاقلت بخفوت و أنا أتأمل شعري : ربما يجدر بي قصه.. فهو تالف جداً عند الأطراف..
قال آرثـر بسرعة و صوت حاد : لا..!!
كدت أضحك , فأنا لا أنوي قصه مطلقا.. أحبه متوسط الطول هكذا.. قلت و أنا أحاول استفزازه :
أحدهم واقع بحـب شعري !!