🍂3🍂

92 7 0
                                    

* أيها المذنب! هل تذكرت الموت؟!
الموت! أقلق قلوب الخائفين؛ وأذهب نضرة عيش المتقين!
فهل تذكرته يا راكب الذنب؟! ومتى يتذكر الموت من غفل قلبه عن الطاعات؟!
فيا ويل المقصرين إذا حلت سكرات الموت! وتحشرجت النفوس في الصدور!
فكم من حسرات! ولكن ولات حين مندم!
{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} [الزمر: 30، 31].
قال رسول الله (: «أكثروا ذكر هازم اللذات».
[رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة/ صحيح النسائي للألباني: 1823]
قال الدقاق: «من أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة، ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء: تسويف التوبة، وترك الرضا بالكفاف، والتكاسل في العبادة».
وقال هرم بن حيان لأويس القرني: أوصني. قال: «توسد الموت إذا نمت، واجعله نصب عينيك إذا قمت»!
أيها المذنب! يا من شغلتك الذنوب عن تذكر الموت.. فإن أهل الطاعات في تذكر دائم للموت.. جعلوه علمًا أمام أعينهم؛ إذا أصبحوا نظروا إليه فتذكروه! وإذا أمسوا نظروا إليه فتذكروه! وإذا قاموا نظروا إليه فتذكروه! وإذا قعدوا نظروا إليه فتذكروه!
* قال أبو أسامة: «كان الثوري إذا جلسنا معه؛ إنما نسمع منه: الموت! الموت»!
* وكان محمد بن واسع يمر على رباع إخوانه بعد موتهم، فيناديهم: «أيا فلان! أيا فلان!» ثم يرجع إلى نفسه، فيقول: «ماتوا والله وبادوا، إن نعلاً فقدت أختها؛ لسريعة اللحاق بصاحبتها»!
* وكان الربيع بن خثيم يقول: «لو فارق ذكر الموت قلبي ساعة واحدة لفسد»!
* وقال إبراهيم التيمي: «شيئان قطعا عني لذة الدنيا: ذكر الموت، والوقوف بين يدي الله عز وجل»!
* وقال أبو بكر بن عياش: «وكان داود الطائي ماؤه في دن مقير في الصيف والشتاء! فقيل له: لو بردت الماء! فقال: إذا شربت الماء البارد في هذا الحر الشديد، فمتى أحب الموت»؟!
وعن ثابت البناني، قال: «كنت أطوف بالبيت ليلاً، فإذا أنا بجارية، وهي تقول: اللهم اعصمني حتى لا أعصيك، وارزقني حتى لا أسأل غيرك. قلت لها: ممن سمعت هذا؟ قالت: من أبي طاوس. فقلت لها: هل لك في زوج؟! فقالت: والله لو كنت ثابتًا ما فعلت! قال: فقلت: فأنا ثابت! فقالت: يا ثابت، أما كان في ذكر الموت ما يشغلك عن النساء؟! وكبرت وجعلت تصلي»!
فأفق أيها الغافل! وتذكر يوم الرحيل.. يوم رحيلك الأكبر!
وما أشد خسرانك إذا حجبك سوء الذنوب عن تذكر يومك الأخير من الدنيا!
وكم نائمٍ نام في غبطةٍٍ

أتته المنيةُ في نومتِهْ

وكم من مقيم على لذةٍ

دهته الحوادثُ في لذتِهْ

وكل جديد على ظهرها

سيأتي الزمان على جدتِهْ

الموت من ورائكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن