* أيها المذنب! هل استعددت للموت؟!
الذنوب شاغل عن الطاعات.. وطريق إلى الهلكات!
وإذا أدمن المذنب الذنوب؛ كان ذلك صارفًا له عن الاستعداد للموت.. بل حتى عن تذكره!
وقد علمت – أيها المذنب – قرب الموت.. وسرعة نزوله.. فماذا أعددت لسكراته؟!
عن السدي في قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك: 2] قال: أي: أيكم للموت ذكرًا، وأحسن له استعدادًا، وأشد منه خوفًا، فاحذروا»!
أيها المذنب! إنما جعلت أيام الدنيا؛ لتعمروها بالطاعات.. وتؤدي فيها عبادة الله تعالى على أحسن الوجوه.. فكم قبيح أن تضيع منها شيئًا في غير طاعة الله تعالى.. فتلهو.. وتعبث.. ويطول حبل الغفلة؛ حتى تنزل السكرات.. وتحل الحسرات!
تزودْ من الدنيا بزادٍ من التُّقىفكلٌ بها ضيفٌ وشيكٌ رحيلُهُ
وخذ للمنايا لا أبا لك عدةً
فإن المنايا من أتتْ لا تُقيلُهُ
خطب عمر بن عبد العزيز، فقال: «كم من عامر موثق عما قليل يخرب! وكم من مقيم مغتبط عما قليل يظعن! فأحسنوا رحمكم الله منها الرحلة بأحسن ما بحضرتكم من النقلة، بينما ابن آدم في الدنيا ينافس فيها قرير العين قانع؛ إذ دعاه الله بقدره، ورماه بيوم حتفه، فسلبه آثاره ودنياه، وصير لقوم آخرين مصانعه ومغناه، إن الدنيا لا تسر بقدر ما تضر، تسر قليلاً، وتحزن طويلاً»!
فتهيأ – أيها المسكين – وبادر أجلك.. فإن أنفاسك معدودة.. وأيامك محسوبة!
ولا يشغلنك عاجل الدنيا عن الدار الباقية.. ولا تنسيك لذة عاجلة؛ أليم عذاب الله.. وشدة عقابه!
فبادر.. ثم بادر!
عن بعضهم قال: دخلنا على أبي بكر النهشلي وهو في الموت، وهو يومئ برأسه – يرفعه ويضعه – كأنه يصلي! فقال له بعض أصحابه: في مثل هذه الحال رحمك الله؟! قال: إنني أبادر طيَّ الصحيفة!