* أيها المذنب! أما لك في الجنائز عظة؟!
يا مشغولاً بالذنوب! وغافلاً مع الشهوات! أما رأيت موت الخلائق؟! أما وعظتك جنائز الراحلين؟!
كم في ذلك من عظة لصاحب القلب السليم! وكم في ذلك من عبرة لصاحب العقل النافع!
فعظ نفسك أيها الغافل برحيل من سبقك! وازجرها عن غيها بعظة الموت!
سمع أبو الدرداء رجلاً يقول في جنازة: من هذا؟ قال: «أنت! وإن كرهت فأنا»!
وقال حاتم الأصم: «اتباع الجنائز فضيلة، والصلاة عليها سنة، ومداواة القلب بها فريضة»!
فكم لك – أيها المذنب – في الراحلين من عظة! ومن اتعظ بغيره؛ فهو العاقل حقًا! ولا أغفل ممن رأى غيره في طريق الهلكات.. ثم لم يزجره ذلك عن غيه!
توفيت أم قاضي بلخ، فقال له حاتم الأصم: «إن كانت وفاتها عظة لك؛ فعظم الله أجرك على موت أمك، وإن لم تتعظ بها؛ فعظم الله أجرك على موت قلبك»!
ودخل الحسن البصري على مريض يعوده، فوجده في سكرات الموت فنظر إلى كربه وشدة ما نزل به، فرجع إلى أهله بغير اللون الذي خرج به من عندهم!
فقالوا له: الطعام يرحمك الله! فقال: يا أهلاه! عليكم بطعامكم وشرابكم، فوالله لقد رأيت مصرعًا لا أزال أعمل له حتى ألقاه!