#لماذا_انا ???
الجزء الثاني…
وقد اتصل احد المارة بالاسعاف وتم نقل شريف الى المشفى ..وعرفوا هويته فاتصلوا باقربائه ..وقد صُدم اهله من الخبر وهرعوا الى المشفى ..وعرفت غدير بالامر فلحقت بهم ..وكان الجميع في حالة خوف ورجاء شديدين ..ونظرت الام الى غدير قائلة :ارأيتِ يا غدير ماذا حلّ بحبيب قلبكِ ??آه يا ولدي ويا حبيبي ويا نور عيني ..هل كنت ذاهبا الى حفلة وداع العزوبية ام وداع حياتك ??..
ثم نظرت الى غرفة العمليات ونادت بصوت يملؤه الاسى :يا رب يا رب يارب ..يا قاضي الحاجات ولدي شريف وديعة عندك فانقذه… ورده الي سالما…
وقد ضجت المشفى باصدقائه ومحبيه ..والكل كان يدعو له ان يقوم بالسلامة ويذكر فضائله ويتحسر على حاله لان موعد زفافه كان قريبا ..
وما هي الا سويعات حتى خرج الطبيب من غرفة العمليات وكانت كل الانظار متوجهة اليه… فسألته امه بنظرات راجية حائرة :هاه ايها الطبيب اخبرني كيف حال ولدي ??
قال لها :بصراحة لقد بذلت اقصى جهدي ..وهو سيبقى تحت المراقبة لمدة يومين وبعدها نقرر ..ولكن هناك شيئا آخرا عليكم معرفته…
كاد قلب الام يقفز من مكانه ..فهزت براسها متسائلة… اما والده فكان اكثر ثباتا فسال الطبيب :خير ان شاء الله ??
قال الطبيب :لقد اضطررنا الى قطع يده من الساعد…
صعق الجميع من هذا الخبر… الا امه قالت باكية :حتى لو اضطررتم الى قطع اطرافه لا يهم… ولكني اريد ولدي حيا يرزق ..ارجوكم فهو كل ما املك في هذه الدنيا…
قال الطبيب :باذن الله سيزال الخطر عنه وما عليكِ الا الدعاء ..فدعاء الام مستجاب ..
اما غدير فتركت المشفى منهزمة وعادت الى بيتها ..وشعرت ان. الطرقات مقفرة… وما ان وصلت حتى سالتها امها متفاجئة :لماذا رجعت يا غدير ??اليس عليك ِ البقاء الى جانب اهل خطيبك ..كنت سالحق بكم…
قالت غدير :ليس بعد. الآن يا امي
قالت امها :ماذا تقصدين ??
قالت غدير وصوتها مخنوق :بصراحة يا امي شريف فقد ذراعه وانا لا اريد الارتباط برجل معاق ..هذا ان بقي على قيد الحياة…
قالت امها :صبّر الله قلبك يا ام شريف ..لا حول ولا قوة الا بالله… ما هذا الكلام يا غدير ??على الاقل قفي الى جانبهم في هذه الفترة…
فصرخت غدير قائلة :لا استطيع يا امي… لا استطيع… لا اقوى على ذلك ..
ثم ذهبت الى غرفتها منهارة وبدات تشاهد صورها مع شريف ..وعادت بذاكرتها الى الوراء… وقالت لنفسها :سامحني يا شريف ..لماذا يا رب ??لماذا?? لقد تلاشى حلمي وخسرت كل شيئ… لا يمكنني العيش مع رجل فقد ذراعه ..كيف سيحميني ??
وبعد يومين من الانتظار المميت ذهب اهل شريف الى الطبيب وسالاه عن حال ولدهم ..فقال لهم :بفضل الله قد زال الخطر ..ونجا باعجوبة ..ويمكنكما رؤيته الآن فقد تم نقله الى غرفته الخاصة .
فاسرعا الى هناك وطوال الطريق كانت ام. شريف تتمتم بكلمات الحمد لله… وما ان وصلت حتى فتحت الباب و وقعت عينها على ذراع ولدها المقطوعة ..ثم اسرعت اليه واحتضنته وهنأته بالسلامة ..وكذلك فعل والده… فنظر شريف اليهما وقال مستغربا :اين غدير ??ولم هي ليست هنا ???
ترى ماذا سيكون جواب الام وماذا سيحل بشريف هذا ما سنعرفه في الجزء القادم ان شاء الله…
ليلى مظلوم…