#لماذا_انا ???
الجزء الثالث…
قالت امه :لقد كانت هنا منذ قليل… وقد غادرت الى منزلها لانها متعبة فهي لم تغادر المشفى طوال الفترة الماضية وانا اصريت عليها حتى ترتاح قليلا …
قال لها: حسنا اتصلي بها… وقولي لها اني استيقظت… .
فابتسمت الام وقالت :حسنا يا حبيبي…
ثم خرجت من الغرفة واتصلت بغدير… فلم ترد عليها ..فارسلت لها رسالة :ارجوك يا غدير ان تحضري حالا الى المشفى ..لقد استيقظ شريف وهو يسأل عنكِ…
وقد قرات غدير الرسالة ولكنها لم تجب… ثم اطفأت هاتفها وقالت :سامحني يا شريف ..لم يعد هناك اي شيئ بيننا…
وعادت ام شريف الى غرفة ولدها ..فسألها مباشرة :هل تحدثتِ اليها…
وقد بدا على وجهها علامات الخيبة ..وحاولت اخفاء ذلك ولكن ولدها فهم عليها وقال لها :هي لا تريد الحضور اليس كذلك ???
قالت امه :لا ..لا ..الموضوع ليس كذلك… ستاتي بعد قليل ..
قال لها :ماذا تخفين عني يا امي ??… ماذا هناك???
ثم نظر الى ذراعه ..وامتلا صدره غيظا وقال :الآن فهمت ..لقد تركتني بسبب ذراعي هذا ..اللعنة… لماذا انا من بين كل البشر ..لماذا يا رب ???
وبدأ يصرخ ويصرخ ..حتى سمع الطبيب صوته وحضر حالا… وكانت عيون اهله تتوسل الطبيب ان يفعل شيئا ما ينقذ ولدهم ..وشريف بقي على حاله يصرخ ويقول تبا ويلعن قدره ..ويلوم ربه لماذا اختاره من بين الجميع ..وتحولت شجاعته وقوته المعهودة الى ضعف ويأس شديدين ..واصيب بانهيار عصبي ..فاعطاه الطبيب حقنة مهدئة ..وطمأن اهله ان هذا الامر طبيعي وكثير من المرضى لا يتقبلون واقعهم خاصة ان لم يعرف من حوله كيف يتعاملون معه…
وبعد فترة من العلاج شفي شريف من مرضه الجسدي ..ولكن اليأس تمكّن منه كما يتمكن الاسد من فريسته… وصار كلامه قليلا جدا… وفي احد الأيام زاره زملاؤه في العمل ..ومعهم رئيسه الذي حمد الله على سلامته اولا ..وابلغه انهم استغنوا عن خدماته ثانيا واعطاه وساما في الشجاعة والبسالة ..مما زاد حالته سوءا ..وماذا ينفعه هذا الوسام ..تلك الايام قد رحلت واخذت معها عزته وقوته ..عندها قرر الرحيل من منزله والانتقال الى منطقة لا يعرفه اي احد فيها ..وحاولت امه منعه بشتى الوسائل ولكنه رفض ذلك لانه كان يشعر بنظرات الشفقة من كل يراه ..والعتاب لربه لا يفارق لسانه… وغادر الى منطقة غريبة ولم يُعلم اي احد عن مكانه الا اهله ..
وكان لا يخرج ابدا من شقته ..وذات يوم نظر من النافذة الى الشقة المقابلة ..فراى فتاة جميلة تجلس على الشرفة ..وتحمل بين يديها باقة من الورود تشم رائحتها بين الحين والحين ..فما وجد نفسه الا وقد خرج من الشرفة ناسيا ذراعه وبدأ ينظر اليها ..وهي بالتالي كانت تنظر الى جهة شقته وتبتسم ابتسامة بريئة تحمل في طياتها الكثير من التساؤلات ..
ترى من هي هذه الفتاة ??وهل سيحاول شريف التحدث اليها ???هذا ما سنعرفه في الجزء القادم ان شاء الله ..
ليلى مظلوم…صوتو وانطوني رأيكم 😊😊☺