دخلت نسمة المكتب لتتقدم منهُ بإبتسامة متسعه لتجلس علي الكرسي أمامه متحدثه بحب : صباح الخير يا حبيبي ،، قالولي عايزني .نظراته كانت حادة قوية فقطبت حاجبيها بحيرة بينما تسمعهُ يتسائل : في أنسه اسمها رنيم بتشتغل في الشئون تحت تعرفيها .
إزدردت ريقها بقلق حقيقي وهي تنظر لهُ بريبة ،، يقف من مكانه ويتجه إليها وحين طال صمتها جذبها من ذراعيها لتقف بين يديه بخوف وهو ينهرها مزمجراً : ساكتة ليه ،، يعني اللي عرفته صح ،، إنتِ إنتِ تعملي كدي .
سألتهُ بتوجس متلعثمة : عـ .. عرفت .. ايه .
تركها ليتجه لمكتبهِ مجدداً متحدثاً ببرود : هتعرفي دلوقتي .وقبل أن تتحدث كانت رنيم تدق الباب ليسمح لها بالدخول وما إن رأتها نسمة حتي شعرت بخطر شديد والتي كانت تشعر بهِ كلما رأتها بجمالها وجمال شعرها الفتاك فكانت تحاول بكل الطرق ألا تجعل كرم يلمحها حتي ،، شعور بالنقص كانت تجربهُ كلما رأتها وكأنها لا يكفيها كونها حبيبته وخطيبتهُ وكان هاجس أن يتركها يحلق فوقفها فجعلها ترتكب أخطاء لم تحسب لنتائجها حسبان وإن كانت إحدي النتائج هي خوفها بذات القدر .
- تعالي يا رنيم : كان هتاف كرم الجاد وهو يمد يديه ليطالبها باللابتوب الخاص بها ،، فإقتربت بقلق وهي تنظر لنسمة التي تقف وكأن دلو من الماء المثلج صُبَ عليها للتو أو وكأنها تقف بين هوة من النار فشتان بين الإثنين ولكن النتيجة واحدة وهي أنها بحالة غريبة أثارت الريبة بداخل رنيم وهي تحاول ألا تجعل من عقلها أن يستشف ما يحدث حولها فتُصدم بقوة .
وضعت اللابتوب أمامه ثم فتحت ملفات تصاميمها والمشاريع التي تخص الشركة والتي عملت هي عليهم منذ زمن ثم إبتعدت لتترك لهُ مساحة من التفحص وكما فعل تماماً أخذ يتفحص المشاريع وهي تراقبه ولاحظت عينيه التي جحظت وكأن النيران تنبعث منها وفكهُ الذي إنقبض بقوة ويديهِ التي إشتدت قبضتها وهو يرفع رأسهُ ليواجه نسمة بكل تلك المشاعر ونظراته القاتلة وصدمة إختلجت بمشاعر في صدره فألمته ،، ما رآه فاق توقعاته ليشعر بنفسه في محل المخدوع بحبيبته ورغماً عنهُ حاول أن ينكر ما يراه وهو يهتف بصوتهِ الجهوري : نسمة عايز تفسير فوراً .
إنتفضت كلتاهما برعب وكان نصيب نسمة من الرعب أكثر بكثير وهي تطالبه بتوسل وهي ترمق رنيم بنظرة فتاكة وكأنها تريد قتلها أثارت الغضب بداخل كرم والصدمة بداخل رنيم : كرم ممكن نكلم لوحدنا .
ورغم كل الغضب الذي يشتعل بداخله لن ينسي ما يجمعهم من محبة فهي إبنة خالتهُ لذا تحدث بهدوء لغوياً عكس هيجان الجسد : - رنيم روحي علي شغلك .
لا هي لا تريد الذهاب تريد أن تعرف الحقيقة الواضحة علي ملامح كلاهم لذا راحت ترفض بتلعثم : بس أنا ..
قاطعها بغضب غصباً عنه : روحي علي شغلك يا أنسه ولما أطلبك تعالي .
خرجت رغماً عنها ودموع عينيها تتسابق علي وجنتيها و قد فطنت كل شئ " تصاميمها لم تكن تصله من الأساس " كيف كانت غبية لهذه الدرجة ولم تجد غير حبيبته لتساعدها ،، أسرعت لمكتبها لتلتقط حقيبتها وتخرج من الشركة بأكملها ببكاء لم يتوقف حتي الأن ولم تجد سبيل لها غير البحر التي هي ممتنه لهُ بشده كونهُ مسقط مدينتها عروس البحر " الاسكندريه " .
أنت تقرأ
حب علي حافة المرض
Romanceدخلت مكتبهُ مضطره لرؤيته ولم أدري أن دخول مكتبهُ سيكون بمثابة عالم من الخيال سأحيي بداخلهُ ومعهُ. أكنت أجمل ما حدث لي...!! أم الأسوأ علي الإطلاق....!!