طالعتهُ ببندقيتها بألم متسائلة : ليه !!
ألم دافئ ذلك الذي رآه بعينيها وكأنها تتألم بطريقة عجيبة .. بمفردها بدون حقد .. نعم هي لم تكن حاقدة كالحاقدة التي آلمتها وتسببت في حزن عينيها،، هي فقط متسائلة..
لماذا؟ آه لو تعرف لماذا؟ فقط لماذا؟.تاه في بندقيتها اللامعه وكالغريق شعر بها كمحيط عميق دافئ يشُده للداخل وعجباً شعر بنفسه ينتمي لهنا ،، لهذا المكان بجوارها، شعر بألمها وكأنها جزءاً منهُ يتألم لمجرد رؤيا آلمها والشعور به، فحدثها بدفئ بنبرة حملت بحة غريبه في صوته لأول مرة يتعرف عليها حتي مع حبيبته لم يكن يعرفها: حقك عندي وهتاخديه.
نظرت لهُ بشرود وهي تغمض عينيها متذكرة هذا اليوم الصادم الذي اتي بها أمام هذا البحر الشاسع لتفرغ حزنها في هدوئه ويشاركها هو بمحض الصدفة نفس المكان، ليعدها بالحق الذي سيسترجعهُ لها لتتنهد بعمق مستنشقة كم هائل من الأكسجين قبل أن تزفره بنفس العمق كذلك، فمن غيره سيأخذ حقها وهو الوحيد الذي بيدهِ أن يفعل!
flashback..
كان نهاراً صافياً، صوت العصافير الرائع يصدر من بلكونها حيث تتجمهر علي خضرتها النقية يومياً وهي لا تكل ولا تمل ،، تسقيهم يومياً حباً في ذلك النقاء الأخضر فدائماً ما كانت بلكونها خلوتها الهادئة والتي إفترشتها بذروع عديدة بكافة الألوان التي تداخلت مع الجزع الأخضر لترسل لها هدوء محبب لراحتها حين تحتاج إلي ذلك.
إستيقظت مبتسمة علي صوت منبهها لتنهض من فراشها وهي تزيح غطائها لتتسلل رعشات خفيةً إلي جسدها فتضم ذاتها بذراعيها وهي تتجه للحمام متمته بـ "بسم الله" كما اعتادت أن تستقبل يومها..
بعد حوالي نصف ساعه كانت إنتهت من صلاتها وقراءة ورد بسيط من القرآن الكريم وشرعت كذلك في إرتداء ملابسها للذهاب للعمل إرتدت بنطال خفيف باللون الأسود ضيق يعلوه كنزة طويلةفضفاضة بعض الشئ حتي ركبتيها و ارتدت جواربها.. ثم وقفت أمام المرآه تعدل من هندامها و تجمله حيث مشطت شعرها الطويل البرتقالي اللون الداكن بطبيعته ثم لفت كوفية سوداء حول رقبتها ووضعت الباليه خاصتها علي شعرها لتغطي بهِ أذنيها .. فتتنهد بضيق ،، جميلة هي وتوقن ذلك جيداً ولكن طفولية بعض الشئ فملامحها رقيقة للغاية كنسمة هشة كطفلة بجسد أنثي ولكن تنهدها بضيق كان سببه كونها لم ترتدي الحجاب حتي الأن فهي ملتزمة لا ينقص غيره فقط ،، وهي تشعر بهذا اليوم قريب التي ستقتنع فيه تماماً بضرورة تغطية شعرها عن الأنظار وإراتداء حجاباً سيزين وجهها وسيزيد من فطرتها النقية الجميلة .
خرجت من غرفتها لتتطلع للجو الهادئ حولها وهي تتوجه للمطبخ فوالدها في عمله وأخيها في مدرسته بينما والدتها نائمة فهي تستيقظ باكراً مع والدها وأخيها لتحضر لهم فطورهم وتترك لإبنتها فطورها التي ماتنفك أن تذكرها بهِ يومياً كي لا تتعب في قول بسيط تستقبله هي بضحك وحب " مفيش نزول من غير فطار " كالعاده إتجهت للطعام لتلتقط لقيمات قليلة جداً جداً علي قدر شهيتها الصباحية والتي لا تحبذ تناول الطعام في ذلك الوقت أبداً ثم توجهت للباب لتنتعل حذائها الجلدي الاسود الطويل وتلتقط حقيبتها بلونها الأصفر فكانت الحقيبة والساعة التي تزين معصمها ما يكسر من حدة الاسود التي تحب هي إرتدائه .
أنت تقرأ
حب علي حافة المرض
Romanceدخلت مكتبهُ مضطره لرؤيته ولم أدري أن دخول مكتبهُ سيكون بمثابة عالم من الخيال سأحيي بداخلهُ ومعهُ. أكنت أجمل ما حدث لي...!! أم الأسوأ علي الإطلاق....!!