Mind killer (short horror stories).

(58)

أنا هو ذلك النوع من الأشخاص المهووسين بعالم الانترنت، لذا حاولت بكل طريقة أن أدخل الانترنت المظلم و بالفعل نجحت بذلك، بالرغم من أنني أدرك بالخطر الذي من الممكن أن يلحق بي لكنني لم أهتم كثيرًا بأن أحمّل برنامج حماية ذو فعالية عالية، بدأت بانتقاء عناوين المواقع من هايدن ويكي، وقعت عيناي على أحدها بعنوان warehouses، دخلته مباشرة دون أي تفكير، بمجرد أن نقرت على العنوان أصبحت الشاشة كلها بيضاء، حاولت النقر في أماكن مختلفة لكن لا جدوى، بعد عدة ثواني بدأت الصفحة الرئيسية بالظهور، لم أفهم شيئًا في بادئ الأمر، كان شعارهم "ليس كل البشر متساويين، بعضهم وُلدوا متميزون عن الباقي"، و كان بجانبها أربع غرف إختبار نقرة على إحداها فانتقلت الى صفحة أُخرى، كانت هناك عدة معلومات منها معدل المياه في الجسم، درجة حرارة الجسم خلال الحياة، درجة حرارة الجسم بعد الموت، زمن الموت، و ما أليه من معلومات أُخرى، حاولت الدخول لغرف أُخرى، الثانية كانت تحتوي على صور جنين مشوه بالكامل، بالكاد يكون إنسان، المعلومات المرفقة كانت درجة الإشعاع، قدرة التحمل، تركيز الإشعاع في الدم و معلومات اخرى لم افهمها، بذلك فهمت أنّ هذا الموقع عبارة عن موقع للتجارب الذي لا يمكنك القيام بها كطبيب، ببساطة هم يعطوك الفرصة للقيام بتجربتك بسرية تامة، سواء نجحت ام لم تنجح هم لن يهتموا.
عندما كنت ابحث بين تلك الغرف ظهرت رسالة في نصف الشاشة مفادها: "عينة جديدة وصلت للمقر، ستبدأ التجربة بعد ربع ساعة، كونوا في الموعد"، أصابني الفضول، ما الذي سيفعلونه يا ترى؟ بقيت أنتظر حتى حان الوقت، عندها ظهرت رسالة أخرى تقول: "التجربة ستبدأ الآن" مرفقة برابط الغرفة، نقرت عليه بسرعة، كانت غرفة تشبه غرف العمليات، و رجل يرقد على السرير مكبل بالعديد من القيود، كان الخوف ظاهر على وجهه، يصرخ طالبا للنجدة بيأس، بعدها ظهر مجموعة من الأشخاص يرتدون لباس الأطباء، عندها ازداد صراخ ذلك الشخص و اصبح يصرخ بهستيرية، تقدمت ممرضة تجر عُدّة العمليات، وضعتها بجانب السرير و غادرت، بدأ هؤلاء الأطباء أو كما يبدو انهم أطباء بتشريحه حيًّا و هو بكامل قواه، لم يأبهوا لألمه و لم يعطوا بالًا لتوسلاته، بل و أنّ أحد الأطباء طلب من الممرضة أن تغلق فمه بشريط لاصق، أستمروا بما كانوا يقومون به، استأصلوا كليتيه بعدما أفرغوا جميع أحشاءه، ثم كبده، في تلك المرحلة بدأ جسد الرجل يهتز بشدّة، و لم يعد يبدي أي مقاومة، تركوه على ذلك الحال يرتجف إلى أن أصبح جثة فقط، قال أحد هؤلاء: "لقد فقدنا العينة"، في تلك اللحظة انقطع البث و بعد ثواني ظهرت رسالة مرة أُخرى: "نتيجة التجربة"، حاولت النقر لكن يداي ترتجفان بشدة من هول ما رأيته الآن، حاولت لكن في تلك اللحظة طاوعت نفسي و لم أرد حتى أن أعرف لما كانوا يفعلون ذلك، أغلقت الحاسوب بسرعة، و حتى بعدما أغلقته ما زال صوت صراخ ذلك الرجل يتبادر في ذهني، حاولت النوم تلك الليلة، لكنني لم أستطع، ماذا لو حدث نفس الشيء مع أحد من أفراد عائلتي؟ أو ماذا لو حدث معي؟

~~~

وارهاوسز هو مشروع على الديب ويب يسمح للأطباء بالقيام بأي تجربة مهما كانت جنونية على الإنسان، و يتم التحفظ التام على الأطباء و تتم العملية بسرية تامة، الموقع لا يزال موجود لحد الساعة، و ما زال المئات من المشردين يُختطفون لتتم بهم التجارب.

#mind__killer