(63)

3K 335 20
                                    


تملكني الفضول يومها، لم أعد أستطع كبت ذلك الشغف لمعرفة الحقيقة، حقيقة تلك العجوز التي ينطلق من منزلها صراخ و أنين بمختلف الأنواع، حقيقة هؤلاء الناس الذين يأتون إلى بيتها ملتحفين بمعاطف سوداء مخفين وجوههم بمناديل يحملونها متى دخلوا و متى خرجوا، لذلك عزمت أن أختلس النظر داخل منزلها عندما يحل الليل، عزمت أن أعرف ما تخفيه بين تلك الجدران و لو كلفني ذلك كل ما أملك
انتظرت حتى حلت الحادية عشر ليلًا و تسللت إلى حديقة بيتها، و في أول خطوة خطوتها هناك سمعت صوت خطوات كثيرة في الحديقة، كأن هناك تجمع ما، لكن لم يكن أحد هناك، تابعت سيري بهدوء محاولا الحفاظ على رباطة جأشي، وصلت لإحدى النوافذ فاختلست النظر ببطئ؛ لم يكن هناك شيء عدى الظلام الدامس، حاولت التدقيق لكن لم يكن هناك الشيء تلتقطه عيناي، فجأة سمعت صوت هسهسة بالقرب من أذني، استدرت بسرعة و قد تملكني الرعب لكن لم يكن هنالك أي شيء، ظننت أن عقلي يخدعني فحسب فاستمريت في طريقي، ذهبت للنافذة المجاورة لكن لم أجد شيء يستحق المشاهدة، عندها سمعت همهمات قادمة من الجهة الأخرى من المنزل، تشجعت و ذهبت هناك بخطوات ثابتة هادئة، و كلما اقتربت علا الصوت أكثر، لم تكن هناك أي نافذة سوى نافذة القبو، نزلت على ركبتاي و قربت وجهي من النافذة، كان هناك ضوء خافت و لكن مازلت أرى بوضوح، تلك العجوز تقوم بشيء ما، شيء ما يتبخر بجانبها، و نساء أخريات يجلسون بجانبها، كانت تقوم بخلط أشياء لا أعرف ما هي، و تقول أشياء لم أفهم منها شيء و كانت تلك النسوة ترددن معها، تنشر الدم على الحيطان مرة و تقرع الأجراس مرة، لكن ما شد نظري هو طفل رضيع بجانبها، بعد مدة أخذت ذلك الرضيع بيديها، عندها توقفت عن ترديد ذلك الكلام الغريب، أخذت بيدها الآخر سكينًا، عندها علا صوت باقي النسوة، قربته من عنق الرضيع و قامت حرفيا بقطع رأسه دون رحمة، لم أدري ماذا أفعل في تلك اللحظة، هرولت بسرعة للبيت أين اتصلت بالشرطة و أخبرتهم بما حدث، لكن عندما حظروا لم يجدوا شيئًا، لا العجوز و لا النسوة و لا حتى أي أثر، فقط منزل مرتب مهجور توفيت مالكته منذ عشرين عامًا، و عندما أروني صورتها كانت نفسها العجوز المشعوذة.

#mind__killer

Mind killer (short horror stories).حيث تعيش القصص. اكتشف الآن