المسخ

4

4
يالها من أيام طويلة و رتيبة ، أشغل نفسي بأعمال المنزل حتي يعود هو بالمساء ليتناول وجبة و نخلد للنوم ، يإلهي حتي النوم قد مللت منه ، أصبحت أبغض حياتي ، المسخ لا يأخذني خارج المنزل ، الشئ الوحيد الذي يخفف علي هي أحواض الزهور، ولكن لا أستطيع أن أجلس أمامها عشر ساعات متواصلة كل يوم ، و حتي أجمل قنوات التلفاز لا تعمل لديه ، يقول " وماذا في التلفاز غير قنوات إذاعة الأخبار ، و القنوات الرياضية " ، حقا أكرهه للحد الذي لا حد له ، وعندما شكوت له أعطاني هذه المجموعة السمجة من الكتب ، وهل أبدو كمن يتسلي بقراءة الكتب ، يإلهي ولا تتضمن رواية واحدة ، حسنا أحد الكتب يبدو شيقا ، فهو أصغر إلي حد ما من البقية ، كما أن عنوانه يبدو مثير للإنتباه ، " في الحب والحياة " ، سمعت الكثير عن مصطفي محمود ، ولكني عاشقة للروايات ، لا أذكر آخر كتاب قرأته لم يكن كتاب دراسي .
.
.
.
يأكل كالذين في المطاعم العشوائية ، فقط هو و طبقة ، لا يرفع بصرة ، و لا ينطق بكلمة ، حسنا أنا أبد محادثة ولكن ماذا أقول ، في أي موضوع أتحدث ، آها و جدتها
"كتاب جميل للغاية ولكن لم تعجبني بعض النقاط"
هو " أي الكتب تقصدين ؟!"
يرد كالممتحن ، هذه فرصته ، يجب أن يسترسل في الحديث ، مهلا أنا التي يجب أتكهم هنا ، أنا التي حبست في منزل شخص غريب ، ولا تقابل غيره ، ما به هذا المسخ يالله ساعدني ، حسنا فقط أكملي المحادثة علي أي حال
" كتاب في الحب والحياة "
هو " علك تقصدين الجزء الخاص بعمل المرأءة ؟! "
" ههه لا أبدا ، بل الجزء المتعلق بالعنف ، فبعض الظروف تضطر الحمل الوديع أن يصبح ذئبا ، عكس ما صوره الكاتب " ، الآن ما هي هذه النظرة ، لماذا لا يناقشني فقط ، ألا أحصل علي مجرد مناقشة ، يجب أن أهدا قليل هكذا سوف أصاب بأمراض ضغط الدم ، أو حتي الغدة ، أو المرارة .
هو " وماذا أيضا "
وهل مازال يستمع و كأنه مهتم من البداية " هذا كل شئ "
هو " ولكنك قلت لم تعجبك بغض النقاط ، و هذه واحدة فقط "
" و ما تقول حتي الأن ، أتتفق معي أم مع الكاتب "
هو " أنا لا أعلم غير أن الله خلق الحمل حملا ، و الذئب ذئبا "
وماذا يجب أن أفهم من هذه الجملة ، لما لا يبسط الأمر لي ، علي أي حال ، " حسنا ، كذلك لم يعجبني إستخدامه لفكرة نظرية التطور ، فلا أستسيقها مطلقا "
هو " حسنا ، هذا رأيكي ، ولكن ربما تودين قراءة الكتاب مرة أخري ، شكرا لكي ، الطعام كان جيد ، والآن تصبحين علي خير "
كان يجب أن يقول الطعام ممتاز ، رائع ، لإبتسمت له أكثر ، ولكن ماذا يعني بربما تودين قراءة الكتاب مرة أخرى ، أيعني ذلك أنني لم أفهم من المرة الاولي ، لا يكتفي بأن يكون مسخا ، عليه أن يكون وغدا كذلك .