اغرب ما بالامر انها استطاعت النوم تلك الليلة وبعمق , تشعر بدفء لا تعرف له سبباً .. حسناً هي تعرف انه دفء صدره حين حملها لكنها حاولت الا تفكر بذلك لتستمتع اخيراً بالنوم الذي حرمت منه , بأي حال هي تعرف انها ستفتح عيناها لتجد كل هذا كابوساً اخر فمن المستحيل ان تكون قد قبلت مصاص دماء في الواقع .. وبهذا الشغف
كان هذا حتى انتفضت فزعه على صوت الضربات العنيفة على الباب .. احتاج لثوان لتحاول الاستيقاظ فعلاً .. اكان حلماً حقاً ؟! .. لكن الطارق لم يتوقف كأنه يحاول تهشيم الباب فنهضت مترنحة لتفتح فإذا بشيون يندفع للداخل صارخاً
شيون : هل انت سعيدة الان ؟ اتشعرين بالراحة ؟ ايرضي تهورك غرورك بالقدر الكافي
مسحت وجهها بكفها محاولة تخطي الدوار المفاجئ
جون : لماذا تصرخ بحق السماء
شيون : لا تحاولي التظاهر بالبراءة فأنا اعلم ماحدث
لقطات سريعة من الليلة الماضية تمر برأسها لتتسع عيناها بذعر .. هل يعرف ؟
جون : عم .. تتحدث ؟
شيون : اتحدث عن ست جثث لمصاصي دماء عثر عليهم في المنطقة التي من المفترض انك تبحثين بها
تظاهرت جون بالدهشة .. لم يكن تظاهراً بقدر ما بدا تعبيرها المذعور كدهشة لضيق عيناها
جون : شيون .. انا لا افهم عم تتحدث ؟
شيون : اتحاولين اقناعي انها صدفة ؟ تظنين انني لا اعرفك
جون : انا لم اغادر المنزل منذ ثلاث ايام شيون .. انا حقاً لم اقتل هؤلاء الذين تتحدث عنهم
وكانت صادقة هي قتلت ثلاث فحسب .. حدق بها لثوان بشك
شيون : تعنين ان لا دخل لك بالامر ؟
جون : تباً لك شيون من تظنني لأستطيع القضاء على 6 مصاصي دماء وحدي
بدا كلامها مقنعاً فهدأ قليلاً ليلقي بجسده على الاريكة
جون : مالذي حدث بالضبط ؟
شيون : هذا الصباح تم الابلاغ عن 6 جثث ممزقة في تلك المنطقة وعندما عرف انهم مصاصوا دماء تحول الامر الى المركز بهدوء
جون : الم تجدوا شيئاً بالمنطقة يدل على من فعلها
كان تعني بهذا خنجرها فهي لم تجد فرصة لإلتقاطه مرة اخرى بعد ما حدث
شيون : لا شيء
جون : ماذا عن طريقة القتل ؟
شيون : هذا ما يحيرنا .. بعضهم قتل طعناً بطريقة الصيادين .. لكن اخرين وجدوا ممزقين تماماً , اعني ممزقين حرفياً ككل طرف في جهة
جون : لا يمكن ان يكون صياد هو من فعل هذا , على الارجح كان شجاراً بينهم
شيون : بالحقيقة هناك .. نظرية اخرى يتهامس بها الجميع
جون : ماذا ؟
شيون : يعتقدون ان هذا من فعل الالفا .. ربما عثروا عليه وانتهى امرهم هكذا
ارتجفت يدها فأخفتها خلف ظهرها
جون : يبدو هذا .. منطقياً
شيون : اتمنى ان يكون الامر هكذا , لن يهدأ ذلك الوكر بعد ماحدث وسيقتلوه بلا شك , الان وقد ادركوا حدود قوته فلن ينجو منهم
لم ينبض قلبها بخوف الان ؟ احقاً سيقدرون على الوصول اليه وقتله ؟ .. لكنه .. لكنه كان ينقذ حياتها
شيون : بأي حال الام وصلت في البحث ؟
جون : اه نعم .. قلصت البحث لمكانين محتملين
شيون : انت بارعة بحق , اتنوين التوقف هنا
جون بسرعة : نعم .. اعني انني لن استطيع الوصول لمعلومات اكثر .. هذا افضل ما يمكنني فعله
شيون : حسناً , ستسلميه اليوم ؟
جون : ربما .. سأكتب تقريراً اولاً وعندما انتهي سأفعل
شيون : اسرعي بهذا فلا نعرف كيف سيتصرفون حيال ماحدث قد يتركوا المنطقة
جون : حسناً سأفعل
نهض متجهاً الى الباب ثم توقف امامها بقلق
شيون : جون .. تبدين مرتجفة وقلقه
جون : انا بخير .. فقط لا اشعر بالراحة عند ذكر امر ذلك الالفا
شيون : سينتهي امره قريباً انا واثق
اومأت برأسها فربت على كتفها برفق وخرج ليعود لعمله , ما ان اغلق الباب حتى جلست ارضاً حيث تقف والعديد من الافكار تتخبط برأسها .. على الارجح سيطاردوه الان للإنتقام منه وقتله , لا تعلم ان كان قادراً على التغلب عليهم جميعاً لكنه ان لم يفعل سيموت .. بسببها .. لكن اليس هذا هو الافضل بالفعل ؟! يجب ان يموت بأي حال فهو مصاص دماء الفا
جون : لم لم تفكري بهذا وانت تستسلمي له بالامس
قالت هذا وصرخت وهي تبعثر شعرها بعنف .. نادمة على مافعلته , وغير نادمة عليه .. ترى ان موته هو الامر الصحيح لكنها .. لكن الفكرة تخيفها اكثر مما يخيفها هو .. في الحقيقة هي تحاول البحث عن ذلك الذي يخيفها لكنها لا تجده .. لا تجد سبباً لتخاف ليو .. كل الاسباب تتلاشى كلما تذكرت نظرته ولمساته , كلما فكرت بكيف اعتنى بها برفق .. هي فقط .. لا تفهم , لكنها لن تسمح لهم بقتله هذا ما تعرفه
انكبت على اوراقها ثانية , ان استطاعت تحديد مكان الوكر فيمكنهم مهاجمته قبل ان يهاجموا هم ليو , عندها لن تكون مدينة له بشيء , بدأت البحث مجدداً من نقطة الصفر علها تعثر على شيء لم تلحظه وظلت هكذا لساعات دون ان تشعر بالوقت .. حتى شعرت به
شعرت بنبضات الوشم تعلو .. احدهم قريب , انها المرة الاولى التي تشعر بها بهذا داخل شقتها , وبهذه المنطقة اصلاً فدفعها الامر للإرتجاف خوفاً .. كانت شدة النبضات ثابتة مما يعني انه يقف حيث هو لا يقترب او يتحرك , ليس ماراً وحسب اذاً .. نهضت بحرص للنافذة , هي بأمان طالما بمنزلها فلا يمكنه الدخول اياً كان , وفتحتها بحرص للمرة الاولى منذ نصف عام تقريباً فلم يكن فتحها سهلاً كما كانت لكنها فتحت اخيراً فألقت نظرة خائفة للأسفل لتجد ما خشيته , كان ليو يقف هناك تحت البناية في الشارع الفارغ محدقاً في نافذتها وكرد فعل تلقائي اسرعت بالاختباء تحت النافذة وقلبها ينبض بفزع
جون : مالذي يفعله هنا ؟ ماذا يريد ؟
تذكرت ما حدث بينهما لتحمر وجنتاها بشدة .. هل عاد لـ ...
سمعته يتحدث بالاسفل بصوت عال نسبياً لم تتخيل انه يملكه
ليو : اريد التحدث معك
ارتجفت وقلبها ينبض بقوة .. يمكنها ان تغلق النافذة وتتجاهله فحسب .. يمكنها ان تنزل وتلقاه بالاسفل في شارع مظلم خالِ .. ويمكنها ان تسمح له بدخول منزلها وهو ما لن تفعله ابداً
ليو : احضرت لك هذا
رفعت رأسها قليلاً لتنظر فوجدته يحمل خنجرها الجديد بقطعة قماشية .. قلبها ينبض بهلع وعقلها يصرخ بأن تغلق النافذة على الارجح سيرسله كما فعل بالسابق لكنها .. لكنها لم تستطع , نظرت اليه مرة اخرى لتجده يقف محدقاً بنافذتها بصبر .. لن يرحل بهذه السهولة , لذلك اختارت مابدا لها كحل وسط , ونزلت له
اقتربت منه بضع خطوات بقلق وقد اوقفت وشمها عن العمل
جون : ماذا تريد ؟
مد يده اليها بالخنجر فأخذته منه
جون : حسناً .. والان اذهب , لا تعد الى هنا ثانية
كادت ان تلتفت لتصعد فأمسك معصمها ليوقفها .. كانت يده باردة كأول مرة فأرتجفت
جون : دعني
ليو : كنت تبحثين عن الوكر بالامس صحيح
لم تلتفت اليه , تعلم انها ستنهار ان التقت نظراتهما
جون : وما شأنك بعملي , بأي حق تريد التدخل بعمل صائدة ؟
تجاهل حدتها ليتحدث بنفس الهدوء
ليو : انا اعرف مكانه
التفتت اليه بحذر
جون : تعرف ؟!
اومأ بهدوء
جون : وتريد اخباري ؟
اومأ مرة اخرى
جون : ولم علي الوثوق بك ؟ كيف اعرف انه ليس فخاً ؟
نظر اليها فحسب دون كلمة .. بدا وكأنه يعاتبها على قولها .. لا تصدق ان مصاص دماء يعاتبها على عدم ثقتها به .. اتمزح ؟! , لكن بعد ما حدث بالامس .. ربما .. هو محق
جون : انا اعني لم قد تفعل ذلك ؟
ليو : ان لم تقضوا عليهم فسيطاردوني
ضحكت ساخرة من نفسها : اااه .. بالطبع انت تريد انقاذ نفسك
نظر اليها دون كلمة مرة اخرى
جون : حسناً لا اهتم انه عملي وعلي انهائه لذلك اخبرني
ليو : عديني الا تتدخلي
نظرت اليه بدهشة .. اهو قلق بشأنها الان ؟! .. حاولت ان تسخر لكنه بدا جاداً بحق
ليو : لا تذهبي الى هناك , ستتأذي .. عديني الا تذهبي وسأخبرك
ساد صمت لثوان وهي تحاول ايجاد اي تفسير مقنع لقلقه بشأنها لكنها لا تجد لذلك اومأت برأسها
جون : اعدك
ليو : حسناً .. هناك مصنع الحديد , يوجد ممر تحت القبو يؤدي الى مخبئهم , انه بضعة امتار تحت الارض
جون : مستحيل هذا المصنع يعمل بالفعل الا يعرضهم هذا للخطر ؟
ليو : لن يشك احد بمصنع يعمل لذلك هو مخبأهم كما انهم يستخدمون بشر ليستدرجوا ضحاياهم للأسفل لذا لم تعثر على جثثهم قط
جون : انت متأكد من ذلك ؟
اومأ برأسه مؤكداً فأفلتت يدها منه لتعود لشقتها بسرعة
جون : على ابلاغهم بالامر الان
ليو : اتصلي بصديقك ليوصلك .. لا تذهبي بمفردك في وقت كهذا
التفتت اليه بدهشة مضاعفة .. ثم تساؤل استطاع قرائته بوضوح ليجيب
ليو : لا يمكنني الاقتراب من مقر عملك .. لا تنسي وعدك لي
اومأت برأسها كالمنومة والتفتت لتعود لبنايتها لكنها توقفت والتفتت اليه بخجل
جون : هل .. ستعود بعد انتهاء هذا الامر ؟
نظر اليها فلم تنتظر اجابة وهرعت الى شقتها .. كيف تكون بهذا الغباء , اليس الامر واضحاً بالفعل هو يستخدمها للتخلص من تهديد لا اكثر , لذلك بدأ بمطاردتها ولذلك انقذها .. هل تلك القبلة ايضاً كانت للسبب ذاته ؟!
لم تفكر كثيراً واتصلت بشيون لتخبره بأن يأتي ليصطحبها في الحال بعد ان جمعت ماتحتاجه من اوراق وبعد دقائق كان قد وصل فنزلت اليه وانطلقا الى المركز حيث اسرعت بالدخول الى مكتب تشوي
جون : سيدي لقد عثرت عليه
تشوي : الوكر ؟ حددت مكانه بالضبط
جون : نعم
فردت الخريطة امامه لتشير الى المصنع
جون : انهم هنا .. تحت هذا المصنع
بدأت تفسر له ما قاله ليو محاولة الا يبدو كلامها مثيراً للريبة كأنها تعرف الكثير
تشوي : كيف تأكدت من هذا ؟
جون : استطعت تقليص البحث لمكانين بالفعل .. ثم ذهبت ظهر اليوم في جولة لذلك المكان
هتف شيون : ذهبت الى هناك ؟!
جون : علمت انهم لن يخرجوا لفترة بعد ماحدث فتجولت في المحال والمقاهي واجريت تحقيقاً فأستطعت الوصول للأمر
نظر تشوي للخريطة وهو يقلب كلامها برأسه
تشوي : انت واثقة ؟ .. انها ضربة واحدة فإن اخطأنا فسيهربون ونعود لنقطة الصفر
سكتت .. هل عليها ان تثق بمصاص دماء فعلاً ؟ هل تثق بأن هذا ليس فخاً وانه لا يعبث بها ؟
جون : انا متأكدة
نهض تشوي عن مقعده
تشوي : حسناً استعدي للذهاب مع الحملة اذاً
جون : انا ؟!
شيون : سيدي لم عليها ان تفعل يمكن لأياً منا القيام بهذا
تشوي : هي من اكتشفت الامر فمن الطبيعي ان تذهب اليس كذلك جون ؟
جون : سيدي انا .. انا ..
" انا قطعت وعداً لليو ولا يمكنني الرجوع به " كان هذا ما يدور برأسها وتعجز عن نطقه
تشوي : ظننتك تحبين العمل الميداني .. يبدو انك فضلت الاعمال المكتبية بالفعل , لك ذلك يمكنك البقاء بقسم الـ ...
جون : لا لا سأذهب
فليذهب الوعد للجحيم في هذه الحالة
تشوي : جيد , استعدوا الليلة وسننطلق غداً ظهراً
جون : امرك
خرجا من المكتب ليقف شيون امامها
شيون : لا يمكنك الذهاب فالامر خطر
جون : وابقى على مكتب لعين بين كومة اوراق لبقية حياتي
شيون : وماخطب الاعمال المكتبية جون ؟ انها آمنه
جون : فلتقم بها انت اذاً
تركته وذهبت لتجتمع مع الفريق لإعداد خطة الهجوم .. لكنه لم يغضب برغم حدتها بل كان قلبه يرتجف خوفاً عليها لذلك عليه مرافقتها
هكذا قضوا الليلة مع فريق يخططون للهجوم بقيادة اكثرهم خبرة بهذه الامور فكان عقلها يشرد من حين لآخر .. ماذا سيفعل ليو عندما يعرف انها خلفت الوعد ؟
__________________
آتى ظهر اليوم التالي سريعاً , كانوا جميعاً في سيارة كبيرة , عشرون فرداً مسحلين وعلى استعداد للهجوم , كان اقتراحها ان يستخدموا تعاويذاً مضادة تحسباً لوجود درع .. هي تعرف كيف الامر بالفعل .. وبدأت المعركة , اخلوا ذلك الجزء من المدينة بمساعدة الشرطة في هدوء تام ثم فعلوا المثل بالمصنع وبدأوا بالتسلل , كان شيون يلازم جون كظلها بينما ينزلون بحرص الى القبو باحثين عن الممر بينما تحبس انفاسها خوفاً من الا يجدوه ويكون الامر خدعة , نعم مازالت لا تثق به .. لكنهم وجدوه بالفعل .. لم تصدق انه لم يخدعها .. لكن مازال الجزء الاصعب .. ربما كان هذا فخاً .. ازداد الحذر وهم يهبطون الممر الى قبو مظلم تحت الارض بدا وكأن الهواء بالكاد يصل اليه .. كان المكان هادئاً هدوءاً مريباً .. لكنه لم يدم طويلاً عندما بدء هجوم مصاصي الدماء دفاعاً عن منطقتهم وهنا بدأ الجنون بحق , لم يكن مصاصوا الدماء يتوقعوا هذا الهجوم المفاجئ فتعالى صراخهم بينما الصائدون يمارسون تدريباتهم بمهارة عالية حتى هتف القائد
- استعدوا للتراجع سنفجر الوكر
عنت هذه الاشارة ان مهمتهم انتهت وعليهم تفجير المكان بأكمله للقضاء عليهم فبدؤوا بتأمين المخرج والتراجع تدريجياً وجون لا تصدق ان الامر تم بهذه السهولة .. لم يخدعها
بالخارج كان هناك مجموعة اخرى تؤمن المنطقة بأكملها لتمنعهم من الفرار بينما بدأ من بالداخل بالعودة للسطح بعد زرع المتفجرات .. لكن الامر بدا اسهل من الطبيعي بعد ان خرج اكثر من نصفهم بدأ الهجوم مرة اخرى لمصاصي الدماء محاولين الفرار عبر الممر وكانوا يفوقونهم عدداً
شيون : بسرعة اصعدوا علينا تفجير الممر هيا
حاول من بالداخل الهرب منهم والصعود ومن بينهم جون التي تقاتل بعنف تجيده لكن النتيجة لم تكن لصالحها فعددهم يتزدايد وهم الان يقاتلون للنجاة بحياتهم فلم يهمهم الدماء بشيء , فجأة تلقت جون ضربة عنيفة على ظهرها اسقطتها ارضاً لتنهال عليها المزيد من الضربات التي عجزت عن صدها كلها , كان الامر جنونياً وحسب لا يمكنها سماع شيء سوى الصراخ وقد استلقت ارضاً والدم ينزف من جسدها بغزارة فبدا وكأنها تصارع الموت .. ترى رؤية مشوشة لأصدقائها منهم من استطاع الفرار ومنهم من وقع بجانبها جثة هامدة , يمكنها سماع شيون يصرخ باسمها حتى تكاد حنجرته تتمزق .. شيء ما عن المتفجرات .. نعم الان تراها .. الان تدرك كم ان الفتيل قصير .. اغمضت عيناها ليبدو صراخ شيون بعيداً جداً .. سرعان ما غطاه صوت الانفجار الاول لتهتز الارض ثم تتالت الانفجارات ليبدأ المكان بالتصدع والانهيار وهي عاجزة عن فعل شيء .. كل ما يمكنها فعله هو اغماض عيناها والدعاء بأن يكون موتها سريعاً .. وكأن دعوتها تحققت وهي ترى السقف يتصدع ليسقط حجراً ضخماً نحو رأسها مباشرة فأغمضت عيناها بقوة
" ان اردتني .. ناديني فحسب " .. ان ناديتك الان .. فهل ستسمعني ؟
مرت الثوان ولم تهشم رأسها بعد .. لكنها شعرت بحضور اقوى دفعها لتفتح عيناها .. كان هو ينحني فوقها وقد سقط الحجر فوق ظهره القوى ليحميها من الاذى بقواه الخارقة للطبيعة .. لم تصدق عيناها , اهي هلاوس الموت ام انه يحدق بها بذعر فعلاً .. اهي تحلم ام ان ذراعاه تحملاها ليخرجا من ذلك المكان ؟ لا يهم ان كان وهم .. حتى وان كان وهماً فهي تشعر بالراحة فأراحت رأسها على صدره وهو يركض بها محاولاً الهروب .. يمكنها الشعور بآشعة الشمس ويمكنها شم رائحة الجلد المحترق بل وتشعر به ايضاً .. تشعر بذراعاه اللذان يحملاها يحترقان وبرغم ذلك لم يتوقف عن الركض لتهمس بوهن
جون : يمكنك الدخول
لا تدري ان كان قد زاد من سرعته لكنها لم تكن قادرة على تحمل المزيد .. تشعر بالدم ينساب من جروح جسدها ليغطيه ولا تدري مالذي ينوي فعله .. لكنها لا تهتم حقاً .. لا يمكنها التمسك بوعيها اكثر , اغمضت عيناها وقررت الوثوق به فحسب
___________________________-
بدأت تفتح عيناها بوهن .. الرؤية مشوشة بشدة والالم يتسلل من انحاء عديدة في جسدها .. لا تذكر مالذي حدث لكنها في شقتها .. آنت وهي تحاول رفع رأسها دون فائدة ..عليها تذكر ماحدث .. الهجوم , ثم المتفجرات والانهيار و .. وليو .. ليو انقذها من ذلك المكان .. لا تدري ان كان حلماً لكنها لا تجد تفسيراً آخر لكونها بمنزلها الان .. لكن ليو لا يستطيع الدخول لمنزلها دون .. اه .. اعطته الاذن بالفعل
ببطء ادرات رأسها قليلاً فكان هناك يجلس مستنداً للحائط عيناه مغمضتان وملابسه مغطاة بالدماء .. على الارجح دماؤها .. هل .. فعلها ؟
انزلت بصرها للطاولة الصغيرة لتجد ضمادات قماشية ملوثة بالدماء تغطيها .. كان الدم بكل مكان .. الان يمكنها الشعور بالضمادات التي تغطي جروحها .. نظرت اليه مرة اخرى .. هو من فعل ذلك ؟
بوهن رفعت يدها لتتحس عنقها فلم تجد شيئاً .. معصميها كذلك .. لم يقترب منها حقاً ؟ دماؤها تغطيه وتغطي كل شيء حوله لكنه .. لم يحاول اذيتها .. حاولت النهوض مرة اخرى ليؤلمها ظهرها بشدة فتصدر صرخة مكتومة جعلته يفتح عيناه لتجده امامها فجأة يعيدها لتستلقي
ليو : كيف تشعرين ؟
جون : انت من فعل ذلك ؟ انت من اخرجني من هناك .. وضمدت جراحي ؟
تجاهل اسئلتها الواهنة وهو يفحص جراح وجهها عاقداً حاجبيه بتركيز
ليو : لا تعانين من جروح خطيرة .. لكن عليك الذهاب للمستشفى للتأكد
ارادت النهوض فساعدها لتجلس ثم وقف امامها .. تأملته وحسب
جون : كيف يمكنك التحمل ؟
نظر الى ملابسه الملطخة بالدماء
ليو : فقط .. هكذا
جون : كم مر من الوقت ؟
ليو : يوم ونصف
وقعت عيناها على ذراعيه لتجدهما متأذيتان بشده كأنه احترق بالفعل فنظرت اليه ليخفيهما وراء ظهره ويتراجع بضع خطوات .. لكنها نهضت بصعوبة مقتربة منه وامسكت بذراعاه لتضعهما امامها .. كان حرقاً بشعاً .. صعدت عيناها الى قميصه لتدرك انه ايضاً محترق .. لم تفكر وهي تفتح ما تبقى من ازراره لتكشف عن صدره العريض وظهره .. كانت علامات الحرق تغطي كتفيه وظهره .. كانت تنظر اليها فحسب .. لا تنظر الى نظرته اليها في هذه اللحظة , لا ترى كيف يكتم انفاسه بقوة كي لا يفقد السيطرة بسبب رائحتها وقربها .. لا ترى كيف يعض على لسانه بقوة حتى نزف داخل فمه .. حتى مدت اصابعها لتلمس احد جراحه فتراجع بحدة
ليو : يكفي
جون : لا افهم .. لم تفعل هذا ؟
نظرت اليه ليشيح بعيناه عن عينيها للمرة الاولى لتدرك مايعانيه
جون : انت استخدمتني كي اخلصك من الوكر فحسب وقد فعلت , فماذا يهمك ان مت وانا فعل هذا ؟ لم تتسبب بهذا لنفسك في محاولة انقاذي ؟ لم طاردتني بهذه الطريقة منذ البداية ؟ لم تحاول جاهداً السيطرة على جوعك الان وانا اعلم كم تحتاج لدمي ؟ .. لم فعلت كل هذا ليو .. لماذا قبلتني بذلك اليوم ؟! .. انا لا افهم
لم يلتفت اليها لكنه همس
ليو : اكرهت الامر ؟
لم تعلم بماذا تجيب .. نعم .. لا .. احببته .. كرهته .. اريده , هي فقط لا تدري
جون : اريد ان افهم .. اريد ان افهم حتى بعد ان سمحت لك بدخول منزلي وصرت الان كطير في قفصك .. لم تقف بعيداً محاولاً محاربة نفسك بكل ما تمتلك من قوة كي لا تؤذيني .. مالذي يمنعك
ساد صمت لثوان وهي تلتقط انفاسها وجراحها تئن
ليو : لا .. ادري
لم يكن رداً توقعته .. لا تعلم مالذي توقعته منه بالتأكيد لم يكن هذا
جون : لا تدري ؟!
ليو : انا فقط .. لا اريد
جون : لا تريدني ان اراك حقاً
لم يرد ولم ينظر اليها وآلمها هذا .. تريد ان ترى عيناه الان
جون : لكنني اعرف من انت
التفت ببطء لينظر بعيناها مباشرة بنظرة قاتمة بل تكاد تكون دموية فأرتجف جسدها واشتعلت وجنتاها احمراراً
ليو : حقاً تعرفين ؟
لم تعرف بم ترد .. ادركت انها بالفعل لا تعرف .. انها لا تعرفه , بينما هو يقرأها ككتاب مفتوح .. ظنت انها ستكره هذا لكنها لم تفعل .. ربما هي مريضة لكنها تستمتع الان بنظرته اليها التي تخترق عقلها لتقرأه .. الامر جنونياً لكنها لا ترفضه
جون : هل سحرتني ؟
هز رأسه نافياً ليؤكد انها جنت بالفعل
بخطوات ثابتة كانت تعد معها ضربات قلبها اقترب منها حتى صار امامها مباشرة ليهمس
ليو : هل انت خائفة ؟
جون : نعم
ليو : تخافين من اكون ام ماذا اكون؟
نبرته اهدأ واعمق من ان تسمح لها بالتفكير لترد بصوت خافت مرتجف
جون : اخاف ما اشعر به الان
برفق احاط خصرها بذراعيه ليضمه لصدره شديد البرودة هامساً بين خصلات شعرها بذات النبرة
ليو : هذا جيد
لوهلة ظنت ان هذا غير عادل , كيف يسمع هو دقات قلبها المرتجفة بينما لا تسمع بصدره شيء لتعرف بم يشعر الان .. كيف يكون بهذا الهدوء بينما تكاد هي تجن .. دفعته عنها برفق فتراجع قليلاً لكنه مازال يحيطها بذراعيه لتلتقي عيناهما مرة اخرى
جون : هذا خطأ
لكنه لم يهتم وهو يرفع ذقنها اليه ليقابل شفتاها المرتجفتان .. لكنها لم تسمح له هذه المرة وتراجعت بقوة حتى افلتت منه وهي تحاول جمع كلمات مبعثرة
جون : علي الذهاب للمركز لابد انهم في حالة جنون بسببي
حملت حقيبتها واتجهت للباب بتوتر بينما هو يراقبها بصمت وقبل ان تخرج التفتت اليه
جون : لا ترحل قبل عودتي
القت بهذه الكلمات وفرت هاربة بينما قلبها يعجز عن الهدوء , ماهذا الذي تفعله , اي جنون هذا .. كيف تدعه يسيطر عليها بهذا الشكل , كيف تستسلم بين ذراعيه هكذا ؟ .. ارادت ان تصرخ لكنها لم تستطع وتماسكت حتى وصلت للمركز ودخلت .. كان المركز في حالة فوضى والجميع يركض في الارجاء ما ان رأوها حتى علا الصراخ باسمها وهم يتجمهروا حولها .. عديد من الاسئلة لا تسمع منها شيء حتى سمعت صوتاً مألوفاً
شيون : جون .. انت بخير ؟ اين كنت
جون : شيون ...
لم ينتظر وجذبها ليحيط جسدها بذراعيه بقوة
شيون : كدت اموت خوفاً
ربتت على ظهره برفق
جون : انا بخير
تراجعت لتحدثهم بصوت واهن بعض الشيء
جون : استطعت الفرار في ذلك اليوم قبل ان يغلق الممر .. لا ادري ماحدث بالضبط لكنني استيقظت في المستشفى , ربما ركضت ابعد مما ينبغي وفقدت وعيي فنقلني الناس الى هناك .. انا بخير
شعرت بهنري يتعلق بها باكياً
هنري : نونا اياك ان تخيفينا هكذا مرة اخرى
جون : اهدأ يا فتى .. انا بخير
التفتت الى شيون
جون : كيف سار الامر ؟
شيون : خسرنا بعض الرجال لكننا نجحنا
هنري بحماس وهو يمسح دموعه : جون نونا بخير وقد انهينا المهمة بنجاح , علينا ان نحتفل
تعالت الصيحات موافقة على هذا فأبتسمت جون بوهن
شيون : انت حقاً بخير ؟
جون : الا تراني اقف امامك .. انا بخير شيون لا داعي للقلق .. سأذهب واحصل على قسط من الراحة فسرير المستشفى غير مريح
حدق بكدمات وجهها الواضحة بقلق
شيون : سأتي معك
جون : لا شيون .. علي تبديل ملابسي ايضاً .. اريد النوم فحسب
وافق على مضض وتركها لتتجه لغرفة الاستراحة حيث صفين من الاسرة للمتدربين .. استلقت على الفراش محاولة اغماض عيناها والتوقف عن التفكير .. التوقف عن التفكير به , عما تفعله , عن كل شيء فقط تريد التوقف عن التفكير .. تخيلته وهو يضمد جراحها برفق .. كيف لكائن كهذا ان يكون بهذه الرقة .. برغم ما هو الا انه لم يحاول أذيتها قط , بل يبدو وكأنه لم يفكر بالامر حتى .. لا يعبث بها .. تعجز عن فهم اسبابه ويبدو انه ايضاً يعجز عن فهمها .. لكن هناك حقيقة واحدة لا تقدر على انكارها .. رغم انها تركته منذ فترة قصيرة .. الا انها تشتاق اليه .. كأنها ادمنت لمساته وانفاسه .. هي فقط تريده بقربها الان
مرت اكثر من ساعتين لم يغمض لها جفن , لم تكن تنوي النوم بأي حال .. نهضت وخرجت فكان الجميع يحتفل فتسللت بهدوء لغرفة التخزين .. حيث تحفظ اكياس الدم .. وبحرص سرقت اثنين لتخفيهما في حقيبتها ثم خرجت لتتصرف بطبيعية
شيون : تشعرين بالتحسن الان ؟
جون : نعم لكنني اود العودة للمنزل
هنري : ابقي قليلاً بعد واحتفلي معنا
جون : اشعر بالارهاق .. احتاج للنوم في سريري
شيون : حسناً سأوصلك هيا
جون : لا داعي لذلك ابقى معهم
شيون : تعلمين ان هذا غير قابل للنقاش
لم تجد مفراً من الموافقة فخرجا معاً لينطلقا بسيارته
شيون : كيف استطعت الخروج ؟
ارتبكت لسؤاله المفاجئ
جون : عندما بدأت المتفجرات استطعت الزحف خارج الممر واختبئت بأحد الاركان حتى سنحت الفرصة للخروج
شيون : كيف لم ارك ؟
جون : لا اعرف كان الجميع في حالة فوضى
آنت بألم محاولة تغيير الموضوع
جون : ظهري يؤلمني بشدة .. تعرضت لضرباً مبرحاً
ابتسم رغماً عنه على سخريتها مما تعرضت له
شيون : لا اريدك ان تذهبي في مهام كهذه مرة اخرى جون .. لا استطيع تحمل المزيد من هذا
جون : لا تقلق لا اعتقد انني سأفعل .. يكفي ما رأيته
انتهت الرحلة القصيرة واوقف السيارة امام منزلها
شيون : احصلي على قسط من الراحة و ...
توقف عن الكلام عندما شعر بتعويذته تحذره
شيون : احدهم هنا يمكنني ...
لم تعطه فرصة ليتحدث فإذا بها تفك حزام امانها وتميل لتعانقه بقوة دافعة قلبه للجنون
جون : تعلم انني احبك شيون
كان قلبه على وشك الانفجار بحق
جون : لن احظى بصديق مثلك ابداً .. انا فقط شاكرة لوجودك بجانبي .. عليك ان تبقى بجانبي دوماً شيون مهما حدث .. مهما تصرفت بجنون , عليك ان تبقى معي
شيون : جـ جون
جون : شكراً لك على كل شيء
تراجعت ببطء بينما وجهه شديد الاحمرار ويمكنها سماع دقات قلبه بوضوح فأبتسمت برفق ونزلت من السيارة الى منزلها .. لم يهتم شيون بتحذير التعويذة لأنه قد فقد الشعور بكل ما حوله تقريبا .. لا يمكنه سماع شيء سوى دقات قلبه وحسب .. مازال يشعر بجسدها يضمه , ودون كلمة انطلق بالسيارة بأقصى سرعة دون وجهه .. كانت تراقبه من الداخل آسفة وحزينة .. ليست حمقاء كي لا تعرف مشاعره نحوها .. والان قد استغلتها لتنسيه وجود ليو بمنزلها .. تشعر بالندم وتكره نفسها لفعل ذلك لأجل مصاص دماء .. لكنه ليو .. هي مدينة له بحياتها مرتين , على الاقل كان هذا افضل عذر يمكنها التفكير فيه
دخلت منزلها لتجده يجلس على الاريكة وكأنه ينتظرها فأقتربت وجلست بجواره بصمت
ليو : تبدين حزينة
مدت يدها بحقيبتها واخرجت اكياس الدماء لتضعها بين يديه
جون : ستساعد جراحك على الالتئام .. ليس بشرياً بالطبع , لكنه سيفي بالغرض
نظر للأكياس ثم ابتسم .. لم تره يبتسم من قبل .. كأن وجهه ازداد اشراقاً فجأة , وكأنه يحتاج للمزيد من السحر ليذهب عقلها
ليو : لا يمكنني تناول هذا .. انا الفا اتذكرين
تذكرت ان الالفا لا يمكنهم التغذي سوى على الدم البشري فزفرت
ليو : انا بخير .. جراحي تلتئم بالفعل
جون : لكنك شديد البرودة .. يمكنني ان اعرف من لون وجهك كم انك جائع وتتألم
ليو : اتخافين ان افقد السيطرة وأوذيكي
صمتت لثوان تفكر ثم همست متجنبة عيناه
جون : احقاً .. تريد دمي ؟
تجمد وهو ينظر اليها للحظات .. كأنه يحاول فهم ان كان هذا تساؤلاً ام عرضاً .. في الحقيقة هي ذاتها لم تعرف ان كانت تسأل ام تعرض
جون : اذاً ؟
اومأ برأسه
ليو : نعم
اكان هذا قبولاً ام اجابة صريحة .. هي فقط لم تعد تعرف شيئاً .. التفتت لتتأمل عيناه بهدوء .. تراهما حقاً جميلتان , ذلك السواد الكاحل الذي يقشعر له جسدها صارخاً ان تهرب من نظرته الحادة , مازالت تغرق بهما لتجد نفسها تسأل سؤالاً لم تكن لتتخيله
جون : هل تؤلم ؟
رمش عيناه في محاولة لفهم ما يدور برأسها وعندما فتحهما كانتا قد ازداتا سواداً حاداً .. ثم اومأ برأسه مرة اخرى
اغمضت عيناها وادارت جسدها لتواجهه
جون : افعلها
هل سمحت له للتو بشرب دمائها .. هل سلمت نفسها للتو لمصاص دماء بإرادتها الخالصة .. تعلم انها قد قضت على حياتها حتى وانت ظلت على قيد الحياة .. لا يمكنها ان تكون صائدة بعد هذا .. لا تعرف حتى ماستكون بعد هذا .. لكنها متأكدة من انها ستندم .. لاحقاً ستندم .. اما الان ربما ان رأته على حقيقته , ربما ان شعرت بذلك الالم ستعود لعقلها .. ربما
همس ضاغطاً على كلماته
ليو : اتفهمين ما قلت الان ؟
جون : توقف عن محاربة نفسك , وكن ما انت .. لا تتألم اكثر بسببي
شعرت به يدنو منها بينما جسدها يرتجف خوفاً وقلبها ينبض بهلع .. كل ذرة بكيانها ترفض هذا .. لكنها لا تنصت
امسك بكتفها ليدفعها برفق لتستلقي حتى لامس رأسها مقبض الاريكة في استسلام تام .. وهو يدنو فوقها , فتحت عيناها .. كان عليها ان تراه , عليها ان ترى نظرة التعطش بعيناه .. عليها ان ترى كيف ينظر لها الان .. لم يعد ينظر لعيناها فلا تهمانه بشيء , كان ينظر لعنقها , انتظرت ان يسألها مرة اخرى ان كانت حقاً تريد ذلك لكنه لم يفعل .. لا يهتم , دنا منها حتى شعرت بأنفاسه على عنقها باردة فيرتجف جسدها اكثر .. يمكنها الشعور به يلامس عنقها بينما تسللت يده الى خصلات شعرها ليحكم السيطرة عليها .. منذ طفولتها اتخذت قراراً بألا تسمح لأحد منهم بالسيطرة عليها او العبث بها .. دفعت الثمن غالياً من عمرها ومن جسدها , تحملت آلام الوشم الذي حصنت نفسها به ضدهم , اقسمت الا يحصل عليها احد منهم قط حتى وان ذبحت نفسها بيدها .. لكنه ليس احدهم .. ليس مجرد واحد منهم .. انه ليو , وكأن هذا الاسم ومايحمله كاف لتمحو كل قناعاتها امامه وتسلم نفسها راضية .. فقط لأنه ليو
اغمضت عيناها بقوة عندما شعرت بشفتاه يلامسان عنقها وقد ادركت انها النهاية لن تفتح عيناها مرة اخرى بعد هذا .. فقط تمنت ان يهمس بكلمة ما فإذا به يتراجع ببطء .. فتحت عيناها لتواجه عيناه مباشرة بغير فهم
ليو : انا اتألم .. واقاتل نفسي .. اريده وبشدة حتى يكاد جسدي يحترق .. لكنني لن افعل , لن اجعلك ترين ما تودين رؤيته لتهربي , جون
كانت المرة الاولى التي ينطق اسمها , ذلك الشعور الذي تسلل الى قلبها .. ذلك الوغد افسد خطتها .. والان هي .. تحب قربه منها , نظرته اليها , اسمها بين شفيته , وتلك النظرة ..
ابتعد لينهض متجهاً الى الباب
جون : ستذهب ؟
ليو : لا يمكنني البقاء هنا .. لكنني سأراك قريباً
نظرت اليه والدموع تغشي عيناها متوسلة
جون : لا تعد ليو , ارجوك
لم يلتفت وهو يمسك بمقبض الباب ليهمس
ليو : سأعود .. جون
ثم خرج .. هكذا ببساطة القى كلمته وذهب مؤكداً انها بالفعل قد قضت على نفسها .. افسدت حياتها بالكامل ولا تدري كيف او لماذا .. لا تجد طريقة لإصلاح الامر فهي قد وقعت بفخه بالفعل .. هل كان يقصد نصب هذا الفخ ام انهما وقعا معاً دون ان يدركا , لكن هذا لا يهم الان فهي لا تعرف طريقاً للخروج وهو لا ينوي تركها
انهمرت دموعها .. في البداية بصمت لكن سرعان ما تعالت شهقاتها وانينها .. كل ما تفعله خطأ , كل شيء خطأ .. لم يكن عليها التهور من البداية عندها لم تكن لتلتقيه .. لم يكن عليها محاولة تتبعه بعد ذلك .. لم يكن عليها التفكير به , الاشتياق اليه , الحلم به , لم يكن عليها السماح له بالاقتراب منها , كان يجب ان تكون اقوى من ان تستسلم له ليتسلل لقلبها ويمتلكها .. كانت تبكي كل شيء , تبكي كيف انهارت حياتها في بضعه ايام .. تبكي ضعفها الذي لم تشعر بمثله من قبل
-------------------------------------
انا اللي هبكي حلاوة ليو
مفيش كده بجد يعني :")
@Jun
هاتيهولي شيون اللي مش عاجبك ده 😂😂سوري ع التاخير انا حاولت انزله الاتنين بس انا عندي امتحانات ومكتئبة ومتقوقعه ع نفسي ومتفردة بحزني وبصبابتي وبكآبتي، ادعولي ربنا يكرمكوا بواحد زي شيون :"))
الكوفر عملتهولنا بنوتة متابعه القصة كتعبير عن اعجابها بيها، يارب بس اللي بنقدمهلكوا يبسطكوا زي ما بتفرحونا بأبسط الحاجات اللي بتقولوها او بتعملوها ❤
شجعوا سوو كتير عشان هي جميلة 💖💖
YOU ARE READING
Part Of Me
Vampire°وكان تتبعها له ثأر شخصي، ولم تدرك منذ البداية أنها كانت تهوي إليه..° Written by :Sue Korya