و انا مستلقٍ في مركبي الصغير .. على ذلك البحر الواسع ... مغمضاً عيني مستمتعاً بتمايل مركبي على تلك المواج الصغيرة .. كأن البحر امٌ تهدء رضيعها لينام ..نسيم البحر البارد و هواءه العليل في ذلك الليل الهادىء ...
هل افتح عيني ؟.. ام استمر بالاستمتاع و اترك الامواج تأرجحني بلطف..بسلاسة و هدوء.. حتى تنتهي رحلتي... هل سوف يظل البحر هادئا الى ان تنتهي رحلتي يا ترى ؟ سؤال اثار فضولي .. فتحت عيني الناعسة ببطئ ...فجأة اذا بي أرى ذلك المنظر المبهر ... لم استطع ازاحة عيني عنه..
السماء صافية و القمر بدرٌ جميل و تلك النجوم المتلألأة كأنها مصابيحٌ مضيئة .. كم عددها يا ترى .. السماء متلونة بألوان عديدة و يعكس البحر تألقها كأنه مرأة .. لم يسعني حينها سوى الابتسامة..
فجأة أتت امواجٌ كبيرة .. عكرت صفو ماء البحر ليختفي ذلك المنظر الخلاب و تهز مركبي الصغير بقوة كأنها تريد تحطيمه و انا ارتطم بقوة في أنحاء مركبي !!.. - مهلاً هذا مؤلم توقفي ايتها الامواج الكبيرة اكاد اسقط - ..اصرخ اطلب النجدة لكن لا احد هناك .. فتحت عيناي الخائفة التفت يمنةً و يسرةً لعلي اجد من ينقذني ..
فجأة نظرت الى السماء و انا ممسكٌ بحبل المركب ..فإذا بي ارى ذلك المشهد البديع لا يزال مرسوماً و لم يتأثر بهيجان البحر ... فظللت ممسكاً بالحبل حتى لا أقع و لم ابعد عيني عن ذلك المنظر الذي في السماء.. كان تلك النجوم تحاول ابهاجي و ذلك القمر يحاول تهدئتي و تلك السماء تحاول مواساتي..
فتذكرت حينها أني لست وحدي.. نعم انا لست وحدي فلي ربٌ يرسل لي في كل محنةٍ لطفٌ خفي.. كيف غابت تلك الحقيقة عن بالي ..
- لا بأس..يا أيها البحر بأمواجه و رياحه.. مهما تحاول ان تخيفني فأنت لن تستطيع اكثر من هذا .. لان ربي معي و قد وهب لي عينان ترى كل ما هو جميل.. حتى في الشدائد طالما هناك زاوية يقبع فيها الأمل فأنا لن أبقى انظر بإتجاه زوايا الخوف أبداً .. كما كنت صافياً ستعود صافياً أيها البحر.. و انا سأبقى انتظر عودتك اثناء بقائي في زاوية الأمل -
استمرت الامواج تعصف بمرتكبي الصغير اكثر و اكثر و انا لا ازيح عيني من السماء لان لذة النظر الى ذلك المنظر تخفف علي كثيراً ما أعاني منه و انا لا ازال ممسكاً بذلك الحبل حتى لا أقع ...
الى ان هدء البحر و عاد السكون من جديد.. تركت يداي المتعبتان الحبل و استلقيت على ظهري.. منهك متعب ..لقد مررت بوقتٍ عصيب.. لكن حان الان وقت الراحة.. شكرًا لك ايتها السماء .. بل.. شكرًا لك يا الاهي يامن جعلت عيناي الصغيرة ترى ذلك اللطف الخفي في غظم تلك المصيبة..
الان يمكنني إغماض عيني مجدداً .. و الاستمتاع بذلك الهدوء و النسيم العليل.. قد يعود البحر للهيجان مرة اخرى لكن .. لما القلق ؟!.. فأنا لست وحدي.. لم أكن وحدي يوماً.. فالله دوماً معي و هو دوما يعينني على تحمل تلك المصاعب مهما غدر بي هدوء البحر..
سوف أمسك بالحبل ان ساءت الظروف .. لكن في المرات القادمة اثناء هيجان البحر سوف ابحث عن زاوية الأمل و لن اكترث بتقلب الامواج فهناك ربٌ يحميني و يعينني.. يا الله شكرًا لك لأنك إلآهي فطالما انت معي .. مهما غدر بي الموج فلن أبالي...
____________________________البحر يمثل الحياتنا و كما يتقلب من هدوء و سكينة الى هيجان و تأجج كذلك حياتنا تتقلب بين العسر و اليسر ..
الحبل الذي كنّا ممسكين بِه وقت الشدة هو العمل بالاسباب .. فأنت اعمل بالاسباب و تلمس لطف الله الخفي لك .. اصبر و احتسب فالفرج يلوح في الأفق و يوشك ان تنتهي ازمتك
الم تلاحظوا في قول الله تعالى ( ان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا)
( ال ) التعريف تعطى للأسماء المعروفة كالقمر و الشمس فكلاهما معروفان و النكرة لا يسمح لك بإضافة ال التعريف اليها لانها ليست معرفة
العسر مذكور مرتين و بما انه مذكور بأل التعريف اذا هو معرفة اَي العسر الاول في الآية هو نفسه العسر الاخر اذا فالعسر ذكر مرتان و هو واحد
اما اليسر ذكر بدون ال التعريف اذا فاليسر الاول ليس هو اليسر الثاني اذا هناك يسران و عسر واحد
فسبحان من جعل لكل عسرٍ يسران .. و كما قالوا قديما لا يجتمع في قدر واحد عسرين 💕 فتلمسوا لطف الله الخفي في كل اموركم و قولوا دوماً لعله خير ✨💕👌🏻
أنت تقرأ
بين هدوء البحر و هيجانه توجد الحقيقة
Spirituellesامواج البحر و نسيمه العليل..هل يعلمني شيئاً ما ؟