الحلقة الثالثة

10.2K 331 14
                                    

الحلقة (3)  "برائحة الياسمين"

تعجبت ياسمين وقالت بنبرة جـادة: أفهم من ذلك أنك تبحث عن الجمال لا عن الأخلاق مثل ما قلت من قليل !!
ضحك في هدوء وتابع : أمزح معك .. بالفعـل أنا أبحث عن الأخلاق وفي شئ أسمه قبول يا آنسة ياسمين .. تكفي الروح الجميلة .. ثم تابع سريعا : هل لديك أسئلة أخري ؟؟
حركت ياسمين رأسها نافية وتابعت : لا .. تفضل أنت وإسألني وسوف أجيبك ..
طارق بجدية : سؤالا واحدا فقط .. هل أنتِ موافقة عليا الآن ..؟
تلعثمت ياسمين وبات التوتر واضحا عليها ، فأردفت في إرتباك : ها .. آآآ .....
قاطعها مجئ أمهـا الذي أنقذها من الموقف .. جلست فردوس تقول بمـرح : ما الأخبار ؟؟..
نهضت ياسمين مهرولة إلي الداخل وقلبها يعلو ويهبط بقوة أثر إرتباكهـا وخجلهـا ذاك  ...
دلفت يمني خلفها تقول بمرح : ما رأيك يا عروس هل بإمكاننا نقـول مبروك ؟؟
قالت ياسمين في توتر : لا أعلم يمني ، أشعر براحةٍ تجاهه ولكني أشعر أيضاً بشئ من القلق !
يمني زافرة بضيق : يا إلهـي ، أنتِ غريبة الشكل يا  ياسميـن إفتحي قلبك وتمتعي بحياتك ، هذا إنسان جيد جداً وأنا أري أنه مناسب لكِ أيضًا .. رجاءا وافقي ، نريد جميعا أن نفرح بكِ ..
تنهدت ياسمين قائلة بمـرح : حسنا يمني مبدئيا موافقة ...
تهللت أسارير يمني التي إحتضنتها قائلة بسعادة : مبارك حبيبتي ، الله يسعدك دائمًا
....................

أخبرت فردوس طارق بموافقة ياسمين وحددت معه موعد لزيارتهن مرة أخري مع والدته لإستكمال مراسم الخطبة أيضا

ذهب طارق إلي منزله بعد ذلك وهو يشعر بإرتيـاح نفسي ، فـ قرر أن يخبر أمـه بذلك الموعـد حتي تـأتي معه في المـرة القـادمـة .
وافقت والدته علي الذهـاب معـه ولكنـها تساءلت بفضول : قل لي يا طارق كم عمر هذه الفتاه ؟؟ ..
أجابهـا طارق بثبات : خمس وثلاثون عاما يا أمي ..
إتسعت عينيها بصدمة ، ثم قالت بذهول : كم ؟؟ .. هل جننت طارق .. ستتزوج فتاة قاربت علي الأربعون عاما !! .. هذه يطلقون عليها عانس يا إبني !!
طارق باندهاش : ما هذا الكلام يا أمي وما العقبة في ذلك ليس لي بعمرها شأنا هي فتاة علي خلق وهذا هو الذي يعنيني .. وهي تتساوي معي بالعمر ولم تكبرني حتي تقولين ذلك . 
إحتدت ملامح وجهها وهي تتابع بضيق: وماذا عن الأولاد ؟؟ ، المرأة التي تقارب علي الأربعون عاما تُصبح فرصتها في الإنجاب أقل ، إذا لم تكن معدومة أصلا ! 
عقد طارق حاجباه وقال بإستغراب : ولكنها أعجبتني يا أمي وهذا أمر بيد الله ليس لنا أي دخل فيه ..
- والله أعطانا عقل لنفكر به يا طارق ، أنا أتمنى أن أري أطفالك حولي وأريد أن أصبح جدة وأريد لك أيضاً فتاة صغيرة وليست كبيرة في هذا السن أبدا .. أنا أريد راحتك وسعادتك يا إبني وهذه الفتاة لن تسعدك أتركهـا وأنا سأختار لك فتاة أخري مناسبة لك ..
ومع الأسف الشديد إقتنع طارق بكلام أمه ولكنه قال بضيق : ولكن أنا تقدمت رسميا وحددت موعد معهن يا أمي فكيف لي أن أقول الآن كل شيئا قد إنتهي .. !
- طبيعي يحدث ذلك ، إعتذر منهن وإنتهي الأمر يا طارق..

نوفيلا برائحة الياسمين بقلمي فاطمة حمدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن