الحلقة الخامسة والاخيرة

12.7K 568 53
                                    

الحلقة (5) و الأخيرة  "برائحة الياسمين "

قطبت نشوي جبينها وتابعت بإستغراب : لماذا يا ياسمين .. ؟؟ هل به شيئاً لم يعجبكِ !
تنهدت ياسمين قائلة بثبات : أنا لا أريد الزواج يا نشوي ، أخيكِ شاب جيد ، ولكني لا أريد الزواج أنا سأستقل بحياتي هكذا .. سأستقل بها دون رجل!  
تدخلت فردوس في الحوار قائلة بصرامة : ماذا تقولين ياسمين ، هل جننتِ .. ؟؟ ما معني هذا الكلام ، أنتِ تريدين موتي بالسكتة القلبية !!!
تابعت نشوي بتساؤل : حسنا ، أخبريني ياسمين ما سبب رفضك للزواج ، هل حدث شيئاً سبب لكِ عقدة ؟؟
أجابتها يمني سريعاً : نعم ، حدث لها أن شخصا كاد أن يرتبط بها ولكنه تراجع و تركها خوفاً من أن لا تنجب مستقبلا بسبب تقدم عمرها فإعتقد هو أن المرأة التي قاربت علي الأربعون عاما لن تنجب ، ومن حينها وجُرحت ياسمين فإلتمسي لها العذر يا نشوي ..
إبتسمت نشوي ثم قالت بهدوء : وما ذنب البقية .. ؟؟ إذا مررتي بهذه التجربة فلابد أن تكوني اقوي عن ذي قبل !! وليس العكس .
زفرت ياسمين وتابعت : نعم أنا أقوي بالفعل عن ذي قبل ، ولن يهزني أي شئ !!
- لا ، لقد إهتزيتي ياسمين رفضك للزواج الآن ما هو إلا ضعف ولا يوجد سبب مُقنع أو مُبرر لرفضك ذاك.
صمتت ياسمـين ولم ترد ، بينما أومأت يمني بتأكيد : معك حق يا نشوي ..
نهضت نشوي ، ثم قالت متنهده : حسنا ياسمين سأتركك الآن ، خذي وقتك وفكري جيدا ، ثم بعد ذلك أخبريني بقرارك النهائي . ولا تحكمين علي شخص وأنتِ لا تعرفينه ، لابد أن تتحدثين معه علي الأقل حتي تحددي هل موافقة أم رافضة ! والآن أستأذن منكن وسأنتظر ردك ياسمين.
أوصلتها فردوس إلي باب المنزل ثم خرجت لتعود تعنف إبنتها علي ما قالته بضيق شديد ..
- أنتِ غير طبيعية ياسمين ، منذ متي وأنتِ تحكمين علي أي شخص دون أن تتحدثين معه ؟؟ لماذا أنتِ مُصرة علي دفن ذاتك بالحيا !!!!
نهضت ياسمين وإتجهت إلي غرفتها بصمت وقد ترقرقت العبرات في عينيها ، أغلقت باب حجرتها خلفها ودلفت لتجلس علي الفراش وبداخلها صراع ، فمن الممكن أن تتزوج ولن تنجب ! ومن الممكن أن يرزقها الله بكُل ما تتمني ، هو غيب لا نعلمه فلما نسبق الأحداث؟ !!
تركت لدموعها الحارقة المجال أن تنساب فوق وجنتيها ، هي تخشي القادم وبشدة ، لا تريد أن تنجرح مرة ثانية لطالما جُرحت من قبل فالبطبع يزيد سيكون مثل طارق !!
هكذا كان عقلها يصور لها الأوهام ! ثم أفاقت علي صوت الباب وهو يُفتح ثم ينغلق وتتجه والدتها إليها ، لتجلس إلي جوارها وهي تقول بحنان : لقد قلت لكِ ياسمين أريد أن أراكي قوية كما تعودت دائما أن أراكي ، ولقد وعدتيني بأنكِ ستكونين قوية لن يأثر عليكِ أي شئ فما الذي حدث الآن .. ؟؟
جاهدت ياسمين في نطق الكلمات فخرجت منها بصعوبة وهي تقول بصوت متحشرج ٍ: إنني أخشي يا أمي ، أخشي أن أنجرح مثل ما حدث معي من طارق ، ويأتي اليوم الذي أجد فيه نفسي محطمة ، إذا قولي لي كيف إذا أصبحت عاقر ؟؟ سأكون حينها ظلمته معي وقضيت علي أحلامه  ..
إنفعلت فردوس قائلة :
ما هذا الكلام السخيف ياسمين ؟؟ .. أنتِ التي تقولين ذلك ، تعلمين جيدا أن كل شيئاً في يد الله جل في علاه .. وأنتِ تؤمنين بذلك تماما فماذا حدث لكِ الآن ؟؟
لم تجد أي رد منها ، فتنهدت بعمقٍ وأردفت بحزم : سأتركك تُفكرين ياسمين جيدا ، وستتقابلين مع يزيد وتجلسا لتتعرفي عليه أكثر من ذلك وبعدها أياً كان قرارك سنتقبله  ..
تركتها وخرجت لترفع رأسها للاعلى حيث توجهت إلى خالقها بالدعاء وتوسلت إليه بأن يجعل لها الخير.
......
علم يزيد برفضها ، فأصابه الإستغراب وأردف بجدية : لماذا ؟؟ لماذا رفضت ! 
أجابته نشوي : عٙلمت من شقيقتها يمني ، أنها جُرحت من قبل شخص تقدم لها منذ فترة قصيرة وهي أخبرتني أنها تريد العيش بدون رجل.
تنهد يزيد بيأس واردف : هي رفضت رفض تام ؟؟
أومأت نشوي برأسهـا ثم قالت : مع الأسف ، لكني أحببت أن أتركها علي راحتها حتي تُفكر قليلاً فربما تغير رأيها وتعيد النظر في هذا الموضوع.
يزيد بهدوء : حسنا ، تواصلي معها يا نشوي وأخبريني بردهـا بعد التفكير ، وأخبريهن إني مُصر علي مقابلتها فـ ليس من حقها الرفض دون أن تتكلم معي وبدون رؤية شرعية أيضاً !
- حسنا يزيد سأخبرهن !
.................
مـر إسبـوع كامل.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 16, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

نوفيلا برائحة الياسمين بقلمي فاطمة حمدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن