سيدخلُ في حياتكَ شخصٌ يقلبُ المـوازينَ على عقب ، شخـصٌ سيجعلُ قلبـكَ يرفرف فرحـًا ، شخـصٌ سيقودكَ إلى الهـوسِ ، ظلامكَ يصبحٌ نورًا ، ليلكَ يصبحُ نهارًا ، فراشاتٌ تدغدغ بطنكَ ، مخيلتكَ تحِيـك ما لا نهايـةِ من أحلامٍ ، غيرةٌ تجتاحكَ لرؤيتهِ مع غيركَ .. و لكـن ماذا اذا لم يكن مقدرًا لـكـَ ؟ فهل ستفعل ما يطلب للمحافظـةِ عليهِ ؟ .....................
" إبتعـد " دوَى صـوتٌ أنثوي ، ليجذب إنتباهَ كل من كانَ واقفـًا بالحـي .. دققوا للحظـةِ مع الفتاةِ ثم واصل كلُ شخصِ ما كانَ يقومِ بـه سابقـًا ، كأن شيئـًا لم يحدث.. فهذَا لا يحدثُ لأولِ مرةٍ .
بينمـا صاحبةُ الشعر الأسود شتمتهم و واصلـت ركضهـَا خلفَ ذلـك الفتـي الذي كان يعتلـِي الدراجة و إبتسامةُ نصر تأخذُ مكانـا على شفتيتهِ .
" أيهــا الوغد توقف! " صاحـت مرةً أخرى ، بينمـا زاد الفتـَى من سرعتـهِ ، لكننهـَا لم تستلم بل واصـلت الركضَ خلفهُ مع أنهُ كان يسبقهـَا بحيـزٍ شاسع و مع ذلكَ واصلت الركض.
" صدقنـِي حالمـا أمسككَ بين يديَ ، سأعصرك كبرتقالة أيهـَا الدجاجة " صرخـت ليدير الفتـى فجأة مسارهُ ، و هي كانت حينهـَا صرفت عن طريقهـَا أحد المارين مواصلة ركضهـا بكلِ عزيمةٍ . و لكنهُ فجأةً إختفـَى عن أنظارهـا ، لتتوقفَ عن العدو و تأخذَ نفسـًا طويلا.. بدأت زمرديتاها بالبحـثِ عنه وسط ذلكَ الحشدِ لكن لا أثـرَ له ، لعنت حظهـا لأنهـا أضاعته فبسببهِ ستكـُون بورطةِ كبيرة.
" إبنُ العاهـرة " تمتمت ، متوقفـةً عن البحث عنهُ .
نفخت في الهـواءِ و ضربت برجلهـَا على الأرضِ معبرة عن غضبهـَا ، إلتفت و عادت أدراجهـا إلى المنزلِ بينمـا كانت تتطاولُ في خطواتهـا فبانتظارهـا عقـابٌ وخيم عند عودتهـا إلى هناك ، بينمـَا تلعن حظهـَا كل لحظة بينمـا مخيلتهـا تعرضُ لها عن ردةِ فعل والدهـا عندَ رؤيةِ ذلكَ الظرفِ الذي كان برقفـةِ الفتـى .
" لورن " سمعـت إسمهـَا لتلتفَ إلى الخـلفِ ، لترى ذلكَ الشاب الذي كان يلوحُ لهـَا.
" أوه تونـي " ألقت التحيـة هي الأخرى ، ملوحةً له بيدها.. بينما بادر هو بالقدوم نحوهـا .
" تبدين كهارب من العـدالَة ، ماذا حدث ؟ " سألَ صاحب العيونِ السماويةٍ و إبتسامةُ تهكـم تعلُو شفاههُ .
" اللعنة عليـكَ ، أنا المخطئة لأنني حادثتكَ " نفرت لورن بإحتدامٍ ملتفةً للمغادرة ، ليسارعَ صديقهـا بصد الطريق عنهـا و تلكَ الإبتسامة لا تغادر شفتيهِ .