" يوم سعيـد " تلفظت آلي بينمـا عادت مسرعةً إلى مكتبهـا ، بينما لورن كان ترمقُ مكتبها بنظراتِ إشمئزاز . بخطوات ثقيلة سحبت نفسهـا إلى هناك لتضع حقيبتهـا و تجذب الكرسي.
" لا تيأسِـي ، يمكننا تصليح الوَضع " نطقت بكلماتها كمحاولةٍ لمواساة نفسهـَا ، مسحت بإصبعهـا على ذلك المكتب لتبعده في تقزز.
" هل صاحب هذَا المكتب كان ميتـًا ! "
سحبت الكرسي لتجلسَ ، لكِن بتر حركتهـَا صوت رجلٍ لتنتفض من مكانهـا .
" آنسة هراڨي! " كان ذلك هو صوت الرجل ، إلتفتت فورًا له لتومئ له.
عيناها تأملتا ملامحهُ ، كان يبدو يافعـًا في السن بشعره المرفوع و عيناه البندقيتان ، الآن ربما عرفة سبب كرهِ 'زميلاتها ' لها.
" نعم.. " أجابت و الحيرة تعتلي ملامحها متساءلةً من أين له أن يعرفهـَا.
" جاك ديمتري ، ستكونيـن مساعدتِي في فترة عملكِ " نبرتهُ كانت تصيحُ بالجدية و الرسميةِ ، لتومئ له لورن و تمد له يده لتصافحهُ .
" وقت العمل! " صاح ملتفتـًا ليتركَ يدهـا معلقة في الهواءِ ، هزت رأسها لتنظر بتعجب ليدها.
" نعم وقتُ العمل.. " بخنقِ رددت من وراءه لتتبعهُ بخطوات سريعة ، ليخرجا من ذلك الطابق تقريبا.
" بما أنه أول يومٍ لك ، لن تقومين بعمل كثير " تكلمَ لتنصت لهُ لورن بإصغـاء .
" توجهي إلي غرفـةِ الأرشيف أريد حسابات الشهرين الماضين ، قومي بإيصالها لقسم التسويق لا أكثر و لا أقل. كلامي واضح! " صوته إزداد خشونةً في آخر جملته لتومئ له فورًا.
" إعتبره إنتهـَى " زيفت إبتسامةً ليعطيها نظرة شك جاعلةً تلك الإبتسامةَ أوسع ، أومئ لهـا ثم إنصرف مغادرًا.
زفرت براحةٍ ، ثم توجهت نحو المصعد.
" بحق اللعنة هل أخبرني حتى أين تقع هذه الغرفة ؟ " خطت داخل المصعد نافرةً بغضب. كان هناك شابٌ وحيد واقف بزاوية المصعد يتصفحُ الجريدة.
لقد كان زين.
إنغلق المصـعد ، لتبقى حائرة أي طابق ستتوجه أما الآخر كان غارقـًا مع جريدتهِ .
" أي ترحيبٍ هذا ، عمل من أول يوم " بسخطٍ تركت كلامتها تعلو ، ليرفع الآخر عيناه متأملاً ما يحدث.
" هل تصدقُ ماذا ؟ " تكلمت لورن ملتفةً لزين ، كان موقفًا غريبا له بعض الشيءٍ فلم يتجرأ أحد من موظفيه التكلم معه هكذا ، ليتوضح له أنهـا جديدة هنا.