سَفِينَتُه تَغْرَق! (٢)

237 6 5
                                    

يا مرساي ..انا مُغترباً ؛ اعيش في عالم الخيال..بأنى يوماً ما اعود..واذوب بحدائق الياسمين خاصتك..واستنشقُ عبيرك..حتى يُطفئ كُل جحيماً أحدثه الفراق بروحى !،،
وجدتكِ ملجأ ..دوماً كُنت لى الشاطى الذي ارسي عليه مُرتاحاً بعدما تُرهقنى الامواج!..
كُنتِ دوماً البسمة التى تُذيب الحِمْل من فوق عاتقي ..
خُلِقتى من ضلعي، فبات لى صدرك رحيماً وقريباً الى قلبي..حتى انى اقضي الساعات بين ضلوعك..غيرمُبالى بالوقتِ..فَتُشفي جرِاحى من ضَمَّة ..ويلئم العشق التشوهات اللاذعة التى غَزَت كيانى !..
لى انتى الشاطئ ، والملجأ، والعون ، لى انتى قريبة ..كمنزلٍ قديم ذابِت فيه ذكريات الطفولة..وكلما احن ..اعود ف اجده كما هو ..لا صفعاتٍ تُهشمُه..ولا وقتاً يُحَطِمه..ولا زماناً كثرت صفعاته قدر يوما ان يشوهه..
يا فارستي المُحاربة المشتاقة دوماً ~ ..
يا شجرة احتمى تحت أوراقها ..بَعدما يُرهقنى الطريق ..بعدما تُمزَقنى الحروب..
يا جيشي الوحيد !~ ، يا شجرتى ، فاتنتي..
،،
َلما الأن الفُراق.. ارصاصة قَدُرت على قتل ما حيَّ دوماً عير مُبالي بالآلآم !،
ارصاصة قدُرَت على احراق حدائق الياسمين خاصتكِ..
ارصاصة قدرت على قتلكِ وقتلى دُفعةً واحدة ..نحن الذين دوماً ننبِشُ بالاحزان ، نُمزقها..فهل الان تذوب القوة ، ويضعف جيش العشق..ونُهْزَمَ في حربنا مع الزمان ؟~•
-----------------

ذابت بين ضلوعه و غرق هو بغابة شعرها البُندقي ..ذابت الغيوم وتوقفت الحروب بقلبه..وضعف الشيطان..واكتفي بأن يستنشق ويستنشق من نسميها..كَ غريق ، كاد يختنق حتى رحمه القدر واعطاه الهواء..ك مُغترباً كاد يحرقه الحنين..واخيراً ها هو عاد الى الوطن الحبيب ، فعاد النبض الى قلبُه الجديد، قلبُه الذي خلقُه العِشق..قلباً لا يقبل ان يستنشق سوي نسيمها ..هى فقط تِلْكَ الفارِسة العابثة بكيانُهُ دًوماً .

وهى تِلكَ الاميرة التائهة باتت مِن دونه مُشردة ..هو قصرها ، وعندما رحل كانت وحيدة وسط الطرقات..وكأنه كان الجيش..ثُمَّ فجاة غادر تركها تُرمي بالأسهم وحدها..!،،
وعِندما عاد..كان عِناقاً واحِد كافي ان يُعيدها للحياة..ويَقطع كل ايادى الفُراق التى دَوماً كانت تصفعها بِدونه ذاك الفارِس ، ذاك الحامي..
ذاك الحارِس الذي وَ كَأنه ما خُلِق إلا لِيَحْرُس حدائق الياسمين خاصته..خاصتُه هو فقط ..وما كان لَه اجراً اعظم من ان يستنشق عبيرها..كُلما يسأم من ذاك الرماد الذي يخرج دوماً مِن جحيمِ روحه!~.

..اغمض عيناه لامس ظهرها بكل ما اوتى من عشق ، كاد عشقه لها يجْعَلَه مجنونا ، عشقها حتى المرض..وعندما واخيراً لامسها..تمنى لو يتوقف الزمن ..وقَد حَدَث !.
دِماءٌ بين يداه..اغمض عيناه متمنياً أن ذاك الكابوس لم يتحقق !..
تأوهت هى وصدى المها دَب في ضلوعه..وكَأنَهُ لا يُصدِق ان هُناك من يقدر على قتلها في مِثل تِلْكَ اللحظة الطاهرة.... مَصْدوماً هو كَمَن قُتل بينما يؤدي صلاتُه..
ارتمت رأسها عليه وابتسمت لو للمرة الاخيرة !،
نَظر هو للدماء بين يداه..ليصْرُخ، كصرخة الموت..كمن اُلقي للجحيم بعدما كان على حافة الجنة ..صرخ كمن تُنُزِعَ روحه ببطئ كما لو انه كافِر!.. كَ شيطاناً علم بأن ساعة القيامة قَد أتت ..كان متيقن ان تِلْكَ اللحظة ستأتى ..ولكن ليس الان..لم يأخذ حتى جُرعة منها فيواجِه به الشوق وقت الفراق لو لفترة محدودة!~..
ما وَجَدَ نفسه إلا وهو يحملها ، ولا يدري كيف فما كان هو قادِر على حمل نفسه حتى !..انقض علي سيارتُه..يُحارِب الدموع كى يري الطريق..يقاتل بسيوفٍ حادة قلبه الذي ينتفض بلوعته على تِلْكَ الصغيرة التى تموت بجانبه..
بات في ناظره كُل شيء عكس الطبيعي!، كُل شيء بات يقف عكسه هو ..
السماء باتت تُمطر فتزيد الرؤية صعوبتاً، والطريق بات طويلاً..طويلاً حتى استحالة اللقاء ..طويلاً يُلَمِح بفراقٍ قريب ..طويلا حد الغضب ..
ما اللعنة التى ارتكبها حتى يحدث له كل ما يحدث ..اعشقهما بات بهذا الإثم؟!..
ام لأنهما وقفوا بشجاعة عشقهم ضد قوانين الكون ؟.. شيطاناً وملاك يعلمون ان لكلِ منهم موطنه..ولكنَّ لو بين اللقاء سورا من زبر الحديد..فوالله ليحطمانه ، ليدمران كُل فراق..فليطول الطريق كما يشاء ، ليقتل الاعداء ، ليكره الجبابرة عشقهم..ليحترقوا جميعاً بلهيب السعير !، وهم سيتقابلوا رغم افتراق الطرق ، رغم تباعد المقامات بين جنة ونار ..سيتقابلوا لو أن جيوشاً تحاربهم .. سيتقابلوا في درب المحبة !~.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 18, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عِندما يَعشَق الشيطانْ!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن