3- لقاء

462 24 12
                                    

الشوق بعد الفراق صعب، لكن الفراق المقرون بالخوف من الرحيل للأبد أصعب.

Jisu Pov

مرت 6 سنوات على رحيلي من كوريا، هدأت مسألة محاولة قتلي لذلك الشاب منذ زمن، قيل أنه لم يمت، و ذلك ما خفف الحمل الذي كان على عاتقي،

لم يمت .. جيد، لكن انقطعت اخباره منذ خروجه من المشفى، علمت من أبي أن أمه ماتت لكن لا أعلم السبب، أشفق على حالته حقا، حسنا لستُ أفضل منه حالا فأمي توفيت أيضا.

اختفى مباشرة بعد خروجه من المشفى بعد مرور 7 أشهر على الحادثة؟ هل ربما انتحر بسبب علمه بموت والدته؟ أم سافر أيضا لإكمال دراسته؟ فقط ضاع له عام من حياته بسبب .. بسببي

عموما أنا مرتاحة نفسيا بما أنه لم يمت، و هذا يسعدني.

انهيت دراستي بالفعل، و انا في 22 من عمري الآن، لا أفكر بالعمل فكل شيء متوفر لي بفضل أبي، أفكر بالعودة لكوريا، رغم تأقلمي هنا، العيش في أستراليا جميل جدا، لكن اشتقت لأبي و اشتقت للعيش هناك كثيرا.

اشتقت للتواصل بالكورية، رغم معرفتي باللغة الانجليزية الا اني أفضل الكورية. سهلة النطق و مريحة، لست أمدح لغتي لكنها الحقيقة.

دخلت المنزل للتو، وضعت ما أكياس المشتريات على طاولة المطبخ، لأتجه الى غرفتي، ارتميت عليها بتعب، اشعر برغبة عارمة في النوم، كم الساعة؟

بحتث عن هاتفي لكن لم أجده، ربما بقي في جيب المعطف، بحث هناك و بالفعل وجدته،
"واه التاسعة و النصف ليلا، الوقت يمضي بسرعة"
هسهت لنفسي ثم ارتميت على السرير مجددا، اعبث بهاتفي، ماذا ان اخبرت أبي عما أفكر به؟

"مرحبا أبي، هل يمكنني العودة لسيول؟ اشتقت الى المنزل"
-ارسال

انتظرت حوالي الخمس دقائق لكنه لم يجب؟ ربما مشغول كعادته.
غيرت ملابسي لملابس مريحة لاتجه للمطبخ، صنعت البيض مع الأرز، ألذ طبق أعرفه و أسهلهم.

حملت طبقي لأعود لغرفتي، لا بأس في تناول الطعام في غرفتي صحيح؟ كانت أمي تمنعني من فعل ذلك، لذلك تعودت على عدم اعادته رغم غيابها، لكن مخالفتها مرة واحدة قد لا تضر.

جلست على السرير، فرقت قدماي لأضع الطبق وسطهما، أمسكت جهاز التحكم لأشغل التلفاز لكن صوت هاتفي يقاطعني، مجرد رسالة.

"طلبت من ديفيد ان يحجز لك تذكرة صباح الغد، رحلة آمنة"
-أبي

واه هو سريع في عمله حقا، ابتسمت في رضى لأضع الهاتف جانبا و أشعل التلفاز، تفاهات الرياضة و أخبار، اعلانات لمنتوجات غريبة مجددا، ممل.

Prison Of Peace | P.CYحيث تعيش القصص. اكتشف الآن