9- شرارة

635 40 31
                                    

Jisu's pov.

هو شعور يتعمق في قلب الشخص و عقله، فيبعده عن الواقع الملموس، و يمنحه تكهنات كأن العالم قد تخلى عنه، وان من حوله سواء اهل او اصدقاء قد رموه الى أبعد زاوية من تفكيرهم، ارض قاحلة لا يصلها دفئ الأحباء، كل ما يتخلل اتربتها برد غدر قارس، يتغلغل في اوردته فيفقده ثقته بالعالم و بمن حوله.

هذا الشعور بالضبط اختلجني بعد مجيئي الى هذا البيت الموحش، و مكوثي فيه لأكثر من ثلاثة أشهر، لا أظن أنه موحش بعد الآن، فقد ألفت وجود رجل مخيف بارد معي في المنزل، صراخه علي، و أوامره الغير منتهية، استفزازه و سخريته مني، حتى تقربه مني احيانا لإخافتي،

انا اعلم تماما انه احضرني ليشعرني بذنب ما فعلت و ما فعل والدي، ربما لو عوقبنا كان سيرتاح ضميره، فهذا تفكير البشر، يجب على كل مخطئ ان يعاقب، و الا انقلب العالم الى فوضى.

ما جعلني مطمئنة بعض الشيء معه هو معرفتي انه لن يستطيع قتلي، فقد مرت عدة فرص من أمامه، لما لم يستغلها اذن؟ اضافة الى مسامحته لي احيانا فأي شخص آخر قد يستغل ذلك لينتقم.

استيقظت اليوم على صوت صراخه، اضافة الى الاحراج الذي شعرت به امامه، واخيرا انا في اكثر مكان ارتاح فيه، الدفئ و الرطوبة يلثمان جسدي العاري، و الماء يدغدغ جلدي المليئ ببقع خلفها غضب شخص ما..

جسدي مرتخ كليا، لا اعلم كم من الوقت بالضبط استغرق حمامي، لكن احدهم لم يسره الوضع، فهو على وشك كسر الباب و الدخول.

استعقلت سريعا لامكانية كسره للباب و رؤيتي عارية ما قد يزيد الطين بلة، استقمت سريعا لابحث بعيناي عن منشفة، فوجدتها معلقة، اسرعت لاحيطها بجسدي بسرعة تحت ضربات تشانيول للباب و صراخه باسمي.

"قادمة!"
هتفت لأسرع و افتح الباب ببطء، لتظهر لي هالته الغاضبة، يده المشكلة لقبضة كانت على وشك ضرب الباب هي أمام وجهي الآن، يده الاخرى التي تحمل كيسا اسود، و عيناه اللتان تجوبان جسدي طولا و عرضا، تبا منحرف!
لويت المنشفة اكثر لاتشبت بها، ثم انظر اليه مجددا،

"ما الذي كنت تفعلينه طوال الثلاث ساعات ها!"
ثلاث ساعات! توسعت عيناي بصدمة، ربما لاني شعرت بالهدوء و السلام..
السلام في منزل مختطف؟

"اسفة"

"ايش سأسامحك لان حالتك اليوم خاصة، فلتجرؤي على فعل ذلك مرة اخرى و سأريك.."
اردف ليرمي الكيس قرب الباب ثم يعيد النظر الي، بدوري فقد انزلت بصري الى الارض بسرعة.

"تفاحتين لذيذتين"
قال مجددا لارفع رأسي بسرعة، ابتسامة سخرية تعلو شفتين و هو ينظر الي.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 18, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Prison Of Peace | P.CYحيث تعيش القصص. اكتشف الآن