5- للأبد

414 28 8
                                    

Jisu Pov.

"اشتقتِ الي؟ صغيرتي جيسو؟"

هذا الصوت الذي طالما عهدت من صاحبه النفور و العبث، صوت خشن من رجل ذو ملائح رجولية، حقا كان نوعي المفضل و قد زاد ذلك سوءا عن ذي قبل.

بلعث ريقي ليقابلني هو بابتسامته الماكرة، و هو يعلق بضع خصلات من شعري خلف اذني، عيناي مندمجة مع خاصته في تواصل بصري، قطعته بعد ان انزلت رأسي و اعدت رفعه له.

"انت.. لم تمت"
بادرت بتلعثم يظهر مدى خوفي الشديد، او بالأصح خوفي و توتري، فلا اعلم لما هو بالضبط و لما انا بالضبط.

"اردت مقابلتك اولا، الم تسعدي برؤيتي؟"
قال ليصر أسنانه آخر كلامه، تزامنا مع جره لخصلة شعري الملتوية حول سبابته، لأتأوه بألم، بحق الجحيم انا ميتة لا محال.

"اجيبي، ألم تشتاقِ للتنمر علي كالسابق؟ او بالأحرى محاولة قتلي؟"

اتسعت عيناي بصدمة بعد ما قال، حتما هو يظن اني تعمدت قتله بتلك الطريقة، لا اصدق اني سأموت على يده بنفس الطريقة، اراهن انه سيلقيني وسط طريق خالية ثم يدهسني بسيارته.

"ل..لا لا لم أتعمد قتلك صدقني، لقد كان خطأ أقسم"

نفيت بسرعة أصحح ما بدر منه، أشعر اني سأبكي في أي لحظة، فكلما تذكرت ذلك الموقف، أحس بقلبي قد شُد و التوى داخل نفسه.

"حقا"

"أجل، صدقني"
اومأت بخفة، هل اقتنع بما قلته حقا؟

"ماذا عن حرماني من أمي كل تلك المدة، لم تفكري كيف كان شعوري حين استيقظت متلهفا لرؤيتها .. و أخبروني أنها ماتت؟"

صرخ بالتزامن مع جملته الأخيرة، ليمسك معصمي بقوة، أشك انه تفتت بفعل قوته،

"انا.."

"انتِ و أبوكِ السافل .. حرمتماني من كل ما أملك، حتى والدتي الوحيدة التي كانت بجانبي، ماتت. و تريدين مني ان اترككِ تعيشين بسلام؟"
قال و غصة في حلقه، حقا انا اشعر بألمه، لقد وافيت نفس الشعور، لكن الفرق هو أني لا أتذكر وجه امي حتى، فقد توفيت و انا صغيرة.

"آسفة بشأن ذلك .. ارجوك دعني ارحل ليس ذنبي أن امك ماتت و-"

صفعة اقوى من كل سابقاتها دوت في الغرفة، اشعر بطنين حاد في أذني و دماء على شفتي، سقطت بقوة على الأرض، كل عظامي تفتت، الألم خدّر جسدي بالكامل.

"ستندمين على كل كلمة قلتها قبلا و الآن، سأجعلك تتمنين الموت، ولن تحصلي عليه أبدا"
هسهس و هو يصر على أسنانه، اختتم جملته بركله لبطني بقدمه، لأتكور على جانبي الأيمن أطفئ نيران ما خلفه من دمار في جسدي،

Prison Of Peace | P.CYحيث تعيش القصص. اكتشف الآن