تمهيد ♡ مطلوب ( الذئب) ♡ صابرين شعبان

33.4K 687 24
                                    


تمهيد 

كانت قدميه تؤلمانه من الجلوس على ذلك المقعد الخشبي القاسي لفترة طويلة كانت يديه مصفده بأصفاد خلف ظهره تخص الشرطة لن يسأل من أين أتى بها ذلك المجرم شوقي و قدميه مقيده في قدمي المقعد بحبل غليظ يشد عليها بقسوة رفع رأسه بضيق فهو قد سئم حقا الجلوس هكذا مع هؤلاء الأغبياء و سماع حديثهم الغبي التافه عن سرقتهم التالية ..كان وجهه به عدة جروح و عين زرقاء منتفخة من ضربه عليها تلقاها من ذلك الأحمق شوقي هذا المجرم التافه الذي يظن نفسه ربح الجائزة الكبرى فقط لأنه أمسك بالذئب هذا الغبي لا يعرف مع من علق أنه هو الذئب الذي ألقى القبض على أعتى المجرمين فقط بيده الحرة بدون سلاح أو مساعدة و هذا دوماً ما يثير حنق رؤسائه و لم يكن ليقع في يده لولا تلك الحمقاء التي تجلس مثله على المقعد مقيدة اليدين و القدمين كان يود لو طلب من أحد الرجال أن يكمم فمها أيضاً حتى لا يستمع لنواحها كالغربان فهى لا تصدق للأن أنها واقعة تحت يد عصابة من المجرمين الحقيقين و ليس مثل التي تشاهدهم في الأفلام العربية الهابطة التي جلبت لرأسه صداعا من كثرة ما تتحدث عنهم شعر بالملل من انتظار فرصة مناسبة للهروب هو و تلك الغبية التي تعيق حركته منذ قابلها قبل أربعة أيام على الطريق .. تقدمت منها امرأة ممتلئة قليلاً بيضاء البشرة بها مسحة من جمال ترتدي ملابس ضيقة تظهر حنايا جسدها الذي يتطلع عليه في ذهابها و إيابها ذلك القذر المدعو شوقي كانت تمسك بيدها طبق به بعض الطعام كريه الرائحة و هى تقول بسخرية لنسيم .."أفتحي بؤك يا شابة خليني أأكلك يمكن تتخرسي و منسمعش صوتك ده تاني " أتسعت عينا نسيم و هى تقول بخوف هستيري ظانه أنها تضع لها السم في الطعام لتقتلها .." لا لا مش عايزة أكل روحي روحي أبعدي الأكل ده عني ده ريحته مقرفة إنتي جيباه منين " لوت نعيمة فمها في حركة ساخرة وهى تجيبها بسخرية.." في ايه يا شابة هكون جيباه منين شرياه طبعا من عند عم برعي بتاع الفول ده أحسن واحد يعمل فول في المنطقة أن مكنش في مصر كلها " شعرت نسيم بالغثيان من رائحته و هى تبعد رأسها بعيداً من يد نعيمة و هى تسألها بريبة .." أنتِ عمالة تقوليلي يا شابة يا شابة ليه أنا عمري ما سمعت الكلمة دي غير في فيلم ريا وسكينه أنتِ هتموتيني زيهم مش كده هما كمان كانوا بيقتلوا الستات لما يخدروهم الأول و إنتي حطالي سم في الأكل مش كده " ؟؟ أنفجر هارون ضاحكا فهذه الفتاة حقا ساذجة لا تعرف أن حياتها ورقة رابحة بالنسبة لهم أكثر من موتها إذا علما اسم أبيها ..التفتت إليه بغضب هامة لتصرخ به عندما قالت نعيمة بسخرية .." يخربيت الإعلام إلي بوظ مخكم يختي ريا وسكينة مكنوش يقتلوا الستات كانوا يقتلوا الإنجليز بس ولاد الحرام بقى هما إلي شوهوا سمعتهم " قالت نسيم برجاء .." طيب ما تسبيني و أنا هخلي بابا يديك إلي أنتِ عايزاه " صرخ بها هارون محذرا .." نسيم أسكتي " فهو يخشى أن تخبرهم الغبية باسم أبيها و عندها لن ينجدها أحدا و لن يتركوها دون أن ينالوا ما يريدون منها ..قالت صارخة به .." أنت تسكت إذا كانوا عايزين فلوس أنا هديهم إلي هما عايزين بس يسبوني أرجع لبابا " نهرها هارون بغضب .." بقولك أسكتي يا غبية مسمعش صوتك و إلا قسما بالله أول حاجة هعملها لما أفك أيدي و تبقى حرة هتنزل على وشك تعيد تشكيلة من تاني إنني سامعه" صرخت في وجهه غاضبة فقد فاض بها الكيل و هى جالسة خائفة مرتعبة و هو يجلس أمامها بهدوء لامبالي و كأنه جالس على قهوة ليشرب شاي و ليس مكبل على مقعد تحت يد مجرم ينتظر ليقتله بعد .." بقى أنت ضابط أنت مش قادر على أربع رجاله لوحدك تدريب ايه إللي تدربوه في الكلية مش فاهمة " أجابها هارون ساخرا فهذه الحمقاء تعيش داخل أحد الأفلام الهزلية و لا تعرف شيء عن الواقع .. " و كمان غبية مبتعرفيش تعدي دول كانوا عشرة و واحد منهم حاطط في دماغك المسدس عايزاني أعمل ايه ..إنتي فكراني أدهم صبري إلي بوظ مخكم و خلاكم تفكروا أن الضباط تقدر تهزم جيش بحاله لوحدها ردت ساخرة .." لأ أنت إلي ضابط خايب و عشان كده لحد دلوقتي زي مانت مخدتش ترقية واحدة و كل زمايلك سبقوك يعني أنت سمعه ع الفاضي أومال ايه ذئب و مش ذئب و مطلوب من العصابات أهو واضح وقعت في أيد أول حرامي غسيل قابلك " طحن هارون أسنانه بغيظ لعنا سمير لحديثة أمام هذه الفتاة الغبية فهو حقاً لم يحصل على ترقية في وظيفته و لكن ليس لأنه لا يجيد عمله و لكن لأنه لا يطيع أوامر رؤسائه و دوماً ما ينفذ ما برأسه نظر إليها بسخرية و قال .." تسمحي تخرسي و تنقطيني بسكاتك أنا من يوم ما قابلتك و أنا بقع في المشاكل و أدي النتيجة وقعت في أيد واحد تافه بسببك عشان أنقذ حياتك و أطلع في الآخر ضابط خايب مش كده تصدقي أنا كان لازم أسيبك على الطريق فعلا للديابه تأكلك و كنت خلصت منك و من الي وصلتينا ليه بغبائك بيت أم اليوم إلي شوفتك فيه إنتي نسيم أنتِ أنتِ أعاصير زوابع عواصف لكن مش نسيم أبداً"
أغرقت عينيها بالدموع و هى تنظر إليه صامته بلوم و عتاب فزفر بضيق و هو يرى ملامحها الرقيقة حزينة بسبب حديثة القاسي ود لو مد يده ليمسح دموعها عن وجهها و شعر بالضيق لما يشعر به نحوها و لم هو متأثر هكذا بحزنها ماذا تعني له هذه الفتاة التي تعيش داخل عالمها الخاص تاركه الواقع خلفها لا تريد فتح عينيها لتراه عاد بذاكرته قبل أيام أربعة عندما كان يقود سيارته أو بمعني أدق السيارة التي سرقها عند هروبه من مكيدة كانت معده له لقتله ...عندها راها

*********※**********※*******

مطلوب  ( الذئب) / صابرين شعبانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن