الفصل السادس
نهض هارون بعد ابتعاد الرجل قائلاً لنسيم بجدية .." متتحركيش من مكانك أنا راجع بعد شويه "
ذهب خلف الرجل الذي كان يتحدث بقلق قائلاً للطرف الآخر ..
" لأ مبلغتش و الفلوس معايا أنا جاي زي ما أتفقنا في القطر و هوصل لمحطة ..." أختفي صوت الرجل بسبب مرور قطار أخر بجوارهم ثم عاد الصوت و هارون ينصت باهتمام ...
بعد قليل عاد هارون ليجلس مكانه جوار نسيم و هو يراقب الرجل الذي عاد هو الآخر للجلوس مكانه و هو على نفس حالته من القلق والتوتر دون أن ينتبه للعينين المراقبتين له جلس بصمت فقالت له نسيم و قد فاض بها الكيل من غموض هذا الرجل الجالس بجوارها فقالت تسأله بصوت خافت .." في حاجة حصلت فهمني "
أمسك هارون يدها يضغط عليها لتصمت فنظرت ليده الممسكة يدها ثم نظرت إليه بحيره فقال هارون بهدوء و هو مازال ممسكا بيدها ..
" بوصي أنتِ هتكملي لحد ما توصلي مصر "
ترك يدها و أخرج من جيبه قلم و مفكرة صغيرة دون عليها بعض الكلمات و أعطاها لها قائلاً .." ده عنوان بيتنا هتروحي عندنا و فهمي ماما على كل حاجة و هى مش هتعترض على قعادك عندنا ماشي متقلقيش "
درت عليه بقلق .." طيب أنت هتسبني و تروح فين "
قبل أن يجيبها كان القطار قد أبطء حركته ليقف في محطته التالية و نهض الرجل من مكانه ليهبط من القطار فقال لها هارون بسرعة .." أنا مضطر أنزل هنا و متقلقيش مش هتأخر عليكِ يلا سلام "
أمسكت بيده قبل أن يرحل خلف الرجل الذي كان يراقب خروجه من نافذة القطار قائلة .." هارون أنا جاية معاك مش هسيبك "
أزاح يدها بحده.." نسيم بلاش جنان أسمعي الكلام أنا نازل و إنتي زي ما قلتلك "
أسرع هو الآخر في الخروج من القطار و عينيه على الرجل فما سمعه من حديث يدل أن الرجل في ورطة كبيرة و قبل أن يتحرك القطار كانت قد هبطت منه خلف هارون بدون أن ينتبه لها كان يسير خلف الرجل الذي خرج من المحطة ليصعد لسيارة أجرة متوقفة في انتظاره لينطلق السائق مسرعا فأشار هارون لسيارة متوقفة في انتظار أي زبون أقترب منه السائق و قبل أن يصعد بجانبه كانت نسيم قد صعدت في المقعد الخلفي نظر إليها بغضب و قال بحدة .." برضوا نزلتي من القطر أنتِ مجنونة و أنا مش فضيلك "
ثم التفت إلى السائق قائلاً .." أطلع يا أسطى ورا العربية إلي هناك دي و أوعى تغيب عن عينك "
كان السائق قد تحرك خلف السيارة أثناء حديث هارون متتبعا السائق الآخر فالتفت لنسيم بغضب .." مش ها حسبك دلوقتي لأني محتاج أركز في إلي بيحصل .."
فقالت تقاطعه .." طيب فهمني ايه هو إلي بيحصل "
صرخ بها بحدة .." أنتِ تخرسي خالص و مسمعش صوتك لحد ما أنا أقولك أنتِ سامعة "
هزت رأسها بصمت خوفاً من إغضابه أكثر و هو عاد لمتابعة السيارة أمامه ..سأله السائق قلقاً .." هما رايحين فين الطريق ده محدش بيدخل فيه إلا نادراً "
تنهد هارون بغيظ .." تاني تاني طريق مهجور عموماً خليك وراه و أنا هرضيك متقلقش "
ظل السائق خلف السيارة على بعد مسافة منها حتى لا ينتبه له السائق الآخر كما أخبره هارون أن يفعل و لعشر دقائق أستمر السائق في التوغل في ذلك الطريق قبل أن يتوقف أمام بيت يكاد يكون مسكون فالمكان حولهم لا حياة فيه تقريباً أمر هارون السائق أن يتوقف بعيداً قليلاً عن وقوف السيارة الأخرى كان المكان به بعض المنازل القديمة و أخرى جديدة و لكنها فارغة من ساكنيها قال هارون للسائق بجدية و تحذير .." أستني هنا أنت و الآنسة لحد ما أرجع و أوعى تخليها تنزل أنت فاهم ها حسبك أنت وقتها "
هز السائق رأسه بقلق ينعي حظه في التورط مع هكذا زبون .." طيب أنا عايز أمشي دلوقت كده اليوم هيضيع عليا يا أستاذ "
رد هارون .." قلتلك أنا هرضيك و أعوضك عن التأخير متقلقش "
هبط من السيارة متجها لذلك المنزل الذي دخل به رجل القطار و السائق الذي دخل معه للمنزل أسرع هارون ليلتف حول المنزل يتفحصه و يبحث عن مدخل غير ذلك الباب الذي دخل منه الرجلين كان منزل قديم من طابق واحد به بعض النوافذ الخشبية مغلقة وجد نافذة صغيرة زجاجية محطم جزء منها و لكنه لا يعلم هل يستطيع أن يدخل عبرها إذا فتحت أم لا أنصت قليلاً قبل أن يتحرك فلم يستمع لشيء أدخل يده عبر الجزء المكسور من النافذة ليفتح مزلاجها بهدوء حتى لا يحدث صوت بعد أن فتحها دفعها ببطء أنتظر قليلاً ليعلم هل انتبه له أحد من الداخل أم لا و عندما لم يحدث شيء صعد ليدلف منها بهدوء كان مطبخ صغير به موقد صدئ و خزانة خشبية معلقة على الحائط مكسورة ضلفتها و معلقة بها خرج عبر بابه الصغير ليجد أمامه ردهة طويلة سار بها ليجد نفسه بجانب غرفة مغلقة أنصت قليلاً و عندما لم يستمع لشيء دفع بابها بهدوء و دلف للداخل كانت غرفة بها بابين شبه فارغة من الأثاث و مليئة بالأتربة و خيوط العنكبوت أقترب من بابها الأخر لينصت بهدوء كان صوت خافت يأتيه من الجانب الآخر و بكاء امرأة يصله فتح الباب قليلاً بهدوء حتى لا يحدث صوت يتطلع من فتحته الصغيرة للخارج كان يقف هناك ثلاثة رجال يحملون السلاح و السائق يقف على جانب الغرفة قلقا و رجل القطار يحتضن امرأة تبكي بخوف واضح من مظهرها أنها تحمل طفلا كانت تمسك الرجل بيديها تحتمي به من الواقفين أمامهم يحملون السلاح و الرجل يقول ..
" و الله ما بلغت حد أنا جاي لوحدي حتى أسأل الراجل السواق مش أنت إلي بعته "
كان السائق يقف مرتعدا بجوار الحائط يدمدم .."أنا إيه خلاني أوافق على دي شغلانة "
قال أحد الرجال و هو يشيح في وجهه بالسلاح .." طيب و العربية إلي كانت وراكم السواق خد باله منها طول الطريق"
أجابه رجل القطار و هو يضم المرأة لصدره بحماية .." و الله ما أعرف يمكن ماشية في نفس الطريق عادي بالصدفة اديني بقالي ربع ساعة هنا و محدش دخل و لا خبط .. أنا جبتلك الفلوس إلي طلبتها سبني أخد مراتي أبوس أيدك أنت شايف حالتها دي حامل و في خطر على حياتها أرجوك بس لو أعرف مين إلي ذقك علينا و خلاك تعمل فينا كده "
رد الرجل بخشونة .." ريح نفسك مش هتعرف و مستحيل تخرجوا من هنا قبل ما نطمن للطريق "
كان هارون يستمع لما يحدث و عقله يعمل بسرعة إذن هناك من جعلهم يخطفون زوجته لما فهو ليس ثري كما يظهر من ملابسه كان يدرس جميع الاحتمالات إذا حدثت المواجهة بينهم حتما سترجح كفتهم فهم يملكون سلاح و هو لا هم عددهم أكثر و هو بمفرده ماذا يفعل لم يجد حلاً غير ....
أنت تقرأ
مطلوب ( الذئب) / صابرين شعبان
Adventureهو مغرور و متهور يفعل ما برأسه و لا يطيع أوامر رؤسائه و دوماً يقع في المشاكل هى مجنونه تظن أن الحياة فيلم كبير و هى تعيش داخله تاركه الواقع خلفها ماذا يفعلان معا عندما يتقابلان على الطريق هارون و نسيم و إتنين على الطريق