الفصل الرابع

645 77 132
                                    

~ هنري ~

ما عادت تصرفات كلارنس تحتمل بالنسبة لي !  يبدوا و كأنه ببساطة سيعود لشخصية الأحمق الفاقد للذاكرة !.

و هو أمر حقاً سيرسلنا جميعاً للهاوية ، كل منا يحاول حمايته هنا بينما هو يقف بزاوية يلوم نفسه و البقية على عدم شعورهم به و هذا يثير أعصابي بحق .

حدقت به فور وصولنا للسطح حيث وقف هو ينظر لي بحاجبين معقودين و كأنه يطالبني بأن أسرع بالحديث لأنني أزعجته !

ابتسامة ساخرة رسمتها على ملامحي بينما تقدمت منه بلا أي تردد لأصفعه بقوة ليرتد جسده أرضاً و يده رفعها ليتحسس وجنته بصدمة !؟

لا أعلم إن كان يظن حقاً أنه يمكنه التصرف كما لو كان الضحية فقط و نحن يفترض بنا مجاراة ذلك و إعطائه ما ينقصه من حنان ربما ؟

~ الكاتبة ~

تحسس كلارنس وجنته اليمنى قليلاً قبل أن يرفع رأسه و بصره لرفيق طفولته يحدق به بنوع من الدهشة و العتاب و قد بان نوع من الانكسار بعيناه و تلك النظرة جعلت غضب الآخر يزداد ليتقدم منه و يرفعه من ياقة قميصه بينما يهتف بنبرة حادة :" ألن تتوقف عن التصرف كأنك الضحية المسكينة التي يدور حولها العالم ؟ "

و عينا كلار ضاقت بحدة بينما يحاول ابعاد يدي رفيقه مُجيباً بضيق :" لم أقل ذلك قط و ما طلبت منك أو من غيرك أن يشفق علي هنري "

ألقى به الأكبر أرضاً مُجدداً و هو ينطق من بين أسنانه :" أنظر أنا لست مُستعداً لإضاعة وقتي معك لكن كلارنس الذي نال ثقتي يكاد يختفي ليعود ذاك الأحمق الظهور ! ذاك الذي يُعمي بصره عن ألم و قلق من هم سواه و لا يرى سوى أنه الوحيد المُتألم و البقية لا يمكنهم الشعور به "

أنهى عبارته ليدفع جسد الآخر عنه بنوع من القوة مُلقياً إياه أرضاً ثم هو استدار للمغادرة !

~ كلارنس ~

عيناي اتسعت بنوع من الصدمة ما ان تلقيت تلك الصفعة ، لكن كلماته التالية جعلت شهقة ما تصدر من فمي !

لذا عندما ألقى جسدي أرضاً أنا لم أتحرك لعدة دقائق بل بصري تعلق بالأرضية دون أفكار حقيقية ..

فقط كهذا بشرود مطلق كمن فقد كل شيء و هذا دفعني عندما لاحظته لأرسم تقطيبة ما و أنهض ..

أنا ماذا أفعل تماماً ؟ أي سخافة هي هذه ؟ بطريقة ما ألا أبدوا كمن أعلن موته قبل وقوعه ؟

لماذا أفعل كل هذا بينما أنا للآن لم أفقد أي شيء ؟ خائف ربما من الشعور بالألم ، من الخيانة لا بل الحقيقة أعمق من هذه بكثير ...

على ضفاف الأمل ٢حيث تعيش القصص. اكتشف الآن